الشاعرة حواء القمودي لفسانيا
بعد ربع قرن على اقترافي لفعل الكتابة والنشر الصحفي سيكون لي ديوان
عناوين فرعية
- الشارع ووجـوه الناس وانفعاالتهم ، يمنحاني الكثير مـن اللحظات الشعرية ،
- ولانني من بيئة محافظة رافقني أسم الشهيدة الفلسطينية دلال المغربي لسنوات طويلا بدلا عن أسمي .
- قريبا جداً سيكون ديواني الاول بين أيدي احبابي وحبيباتي
- غياب دور المثقف ، اظنه احد الكوارث التيحلت ببلادنا منذ زمن بعيد،
“حواء القمودي” شاعرة بلون الوطن، صوت انثوي مميز في القطر الليبي، هي قنديل الشعر تعتبر الكتابة طرقات طويلة ومظلمة، من دون الشعر، اجريتُ معها حوار صغير عن تجربتها الشعرية، واجابت ضاحكة كتعليق على تأخرها في الاجابة وعن امتناعها عن اجابة أسئلة أخرى.. بعد صباح الخير حنين..انا جوزائية، مزاجي غريب ، استعجليني ،كي اجيب.
_________________________
.حوار: حنين عمر
- دعيني ابدا بسؤال الخاتمة ،ما قصتي مع النشر؟
_ ببساطة ، لاقصة لي مع النشر، فأنا حتي تاريخ حواري معك لم ادفع بأي مخطوط للنشر،
لماذا لايكون لدي كتاب، رغم مرور اكثر من ربع قرن على اقترافي لفعل الكتابة والنشر الصحفي، لا أستطيع الإجابة ، فقط احاول جادة الآن ان اتدارك هذا، ولعل ديواني الأول سيكون بين أيدي احبابي وحبيباتي قريبا، قريبا.
- حواء القمودي هذا الإسم لم يكن مرافقاً لبداياتك في النشر الأدبي، كيف عُدتي لهذا الإسم؟
_ حواء القمودي، هذا الإسم الذي يرافق كتاباتي الآن ، استغرق خمسة عشر عاما ليتوج نصوصي ، فانا بنت من منطقة سوق الجمعة من طرابلس ، وهي منطقة تعتبر محافظة وتقليدية ، ثم انا من جيل ليس سهلا عليه التصريح باسمه لاعلن أنني كاتبة ، لذا حين نشرت اول مقالة في اغسطس عام 1982وكانت عن الجنوب اللبناني، ومنذ ذالك الحين تعددت اسمائي حتي اخترت اسم الشهيدة الفلسطينية دلال المغربي ، وكانت اول مقالة بهذا الاسم في فبراير 1983وكان اسم المقالة (بين المكرونة الحارة وبين الشرفاء)،.. ثم كان او نص شعري ينشر وبهذا الاسم في ذات العام ،.. لا انسي ان أذكر ان الصحيفة الليلية التي احتضنت كتاباتي الاولي وانا مازلت علي مقاعد الدراسة هي صحيفة الجماهيرية ،.. ثم كانت صحيفة الطالب، اما مجلة الفصول 4. والتي تصدر عن رتبطة الكتاب والأدباء الليبيين فقد احتضنت كتاباتي منذ عام 1991،وفي عام 1993نشرت بها مجموعة من نصوصي الشعرية ، ،،وظلت دلال ترافق النصوص الشعرية حتي عام 2000لأنشر اول نص شعري باسم حواء القمودي ، وعنوان النص : (هي وعاداتها)جزء من النص:
من عاداتها.
أن تقول صباح الورد للطائر الذي يتحدى هدير الوقت
ويغرد فارداً جناحيه مدىً أزرق لشمس يوم جميل
تلحس بلسانها قطرات المطر العالقة بالنرجسة الناصعة البياض
تشتم عبق التراب الشبعان
وتصهل بالضحك حين يبتسم البحر..
- لأي مدرسة تنتمي الشاعرة؟
_لأي مدرسة شعرية انتمي ، اظن اني لا اعرف إجابة هذا السؤال، ولست مهتمة بتصنيفي لأي مدرسة شعرية ، ولا اظن انني وجيلي يمكن تصنيفنا تبعا لمدرسة ما ، فنحن نثناتر بين منتصف الثمانينات ونهاية الالفية ، وبعض المتابعين لتجربتنا اعتبرنا تجارب شعرية منفردة، اي لكل شاعر وشاعرة خصوصيته، ولكن ربما دراسة متعمقة وجادة تكشف ملامح تجربتنا الشعرية بشكل عام ثم تميز كل تجربة.
- هناك الكثير من الشعراء يصرحون أن لهم طقوس خاصة عند الكتابة، فما هي طقوس وظروف الكتابة لدى الشاعرة؟
_ بين الظروف والطقوس وشيجة ما ، هل ثمة طقوس ،ربما ، لكنني لا استطيع القبض علي تفاصيلها، لانها تتغير، فأنا احيانا أقبضُ على اللحظة الشعرية إن صحت التسمية ،وانا في المطبخ ، وفي احيان اجدها تتقرفص قرب السرير ، في احيان اكتبها علي قصاصة جريدة لانها فاجأتني وانا احتسي قهوتي ولاورق قربي، ذات مرة التقطتها وهي تطير قرب الحافلة التي كنت استقلها أثناء ركضي بين المؤسسات الليبية من اجل راتبي..
ربما في بدايات انهماري وتعرفي على ذاتي الشاعرة كان لي تلك الطقوس الرومانسية ، الشموع والعطر وربما نوع من الثياب احبه ، ، اذا ليس ثمة طقوس محددة ، وكذلك لايمكنني اعتبار ظرف ما هو من يفجر اللحظة الشعرية ،، لكنني دائما اعتبر ان الشارع ووجوه الناس ،مرتقبة انفعالاتهم ، تتبع تفاصيلهم في لحظة ما يمنحني الكثير من اللحظات الشعرية ،،، احب كثيرا النظر الي وجوه الناس، وكثيرا جدا اعشق الاطفال واقتناص تلك اللحظة التي يكونون فيها احرارا من عالم الكبار، على سجيتهم ، يمنحونني تلك الطاقة الخلاقة، يعيدونني إلي الأرض البكر، حيث الاشياء في طزاجتها الاولي ،، ربما هذه احلي الظروف ، ولكن اروعها هو الحب ، اقتناص الذات وهي منغمرة في هذا الفعل الخلاق ، الحب .
- هل تسند الشاعرة فكرة كتابة القصيدة بالقراءة حول تفاصيلها، وكيف تتشكل القصيدة لدى الشاعرة؟
_ لا اظن ياصديقتي وانت شاعرة ايضا، ان القصيدة ستتشكل عندنا بالقراءة حولها، بالقراءة حول تشكلها وتفاصيلها، الكتابة الشعرية عمل فردي، وإن كان يمتح مما حوله، يسترق الصور واحيانا بعض الكلمات، يجاور حزن الاخرين ويصفق لطيرانهم، وحين ينصهر في مرجل الذات ستنهمر نصا شعريا يكون توقيعه باسمي.
- مارأيك بقصيدة النثر، وهل هناك بليبيا من برع فيها من شعراء وشاعرات قدامى وجدد؟
_قصيدة النثر،، هكذا هي ، وتجربتها في ليبيا تجربة متميزة ومتقدمة ومدهشة،وهي بحاجة إلي دراسة ونقد لمعرفة فيوضها وتجلياتها وتحققها في مدونة الشعر الليبية ، لكن شاعرنا المخضرم ، شاعر الوردة والحب وفاطمة ، الشاعر علي صدقي عبد القادر اقتحم الحصون الكلاسيكية وقفز حواحز التفعيلة وركض مع الشعر الحر، ليفتح ابوابه باكرا تجاه قصيدة النثر، هذه القصيدة التي منحت التجربة الشعرية زخما وجعلت الواقع حياة ثانية ،، لا اريد ان اسمي شعراء وشاعرات هذه القصيدة ،حتي لا انسي اسما ، لكنها تجربة مهمة للشاعرة الليبية ، قصيدة النثر منحت النص الأنثوي فضاء حرية ،وجعلت الحكاية ترصع بتفاصيلها الصغيرة ثوبا خلابا ينسدل علي جسد الأنثي ، فيعري مكنوناته ويشي بتفاصيل ولعه .
- ماذا يشكل لك الزمان والمكان في كتابة القصيدة؟
_ الزمان والمكان في قصيدتي ، ماذا يشكلان بالنسبة لي أظن أن اي عمل إبداعي لايمكن نزعه من الزمن الذي يتشكل به ، ولا الامكنة التي تضفي عليه مذاقا مختلفا،، ربما القراءة للنص تكتشف معالم الأمكنة والزمان من خلال الصور والرؤي التي تشكل معماره الكلي،، اظن ان الزمن في نصي مختبيء ،ولكن المكان بارز جدا ، يمكنك لمسه ، يمكنك معرفة تفاصيله ، ورؤية البحر والشمس، وتنشق رائحة البحر ،، هل جرفتني المبالغة ،ربما..
- هل توافقين على العزلة التي يضع فيها بعض المثقفين أنفسهم؟وهل تعتقدين بضرورة مشاركة المثقف للسياسي في قراراته أم لا؟
_ غياب دور المثقف ، اظنه احد الكوارث التي حلت ببلادنا منذ زمن بعيد، فالسياسي ينظر الي اهل الثقافة والفكر كمهرجين، وخاصة حين صار البعض منهم مجرد أبواق ومطبلين، وهكذا حتي وصلنا إلي يومنا هذا، أثناء ذهابي لمدينة بنغازي ،ضمن وفد هيأة دعم وتشحيع الصحافة
للعزاء في الشهيد الصحفي “مفتاح ابوزيد”، ولقائي المتعجل ببعض الأصدقاء لعزائهم ، اتذكر حديثي السريع مع الأستاذ محمد المفتي عن التصعيد العسكري والذي ابتدأ ببنغازي ضمن عملية الكرامة ، كيف ان الدكتور المفتي قال، ليس وقت التصعيد العسكري،؟، والاستلذ محمد المفتي لم يفتأ يكتب أرائه الرزينة وتحليله للوضع الليبي واقتراحه لحلول عملية ، وغيره من الكتاب مثل الشاعر سالم العوكلي،والدكتور عطية الأوجلي، والأستاذ عيسي عبد القيوم، والدكتورة ام العز الفارسي، والاستاذة عزة المقهور، وهذه الاسماء هي مجرد مثل ، والاستدلال هو ان سياسينا وغيرهم في المشهد ،لا اظن انهم اهتموا يوما بما يكتبه المثقف الليبي ، رغم وجود مكاتب اعلامية تتبعهم يديرها اناس لاعلاقة لهم بالإعلام ولا دراية لهم بالمشهد الثقافي الليبي.
- ماهي نشاطاتك وأعمالك في ليبيا مؤخرا وخارجها؟
_ثمة ركود اصاب الحياة الثقافية في بلادنا، نظرا للظروف المحيطة بنا جميعا، بالنسبة للنشاط الذي شاركت به مؤخرا خارج ليبيا، هو مشاركتي بمهرجان مراكش الدولي للشعر، كان في اواخر شهر إبريل، وقد كان اصراراي عجيبا على هذه المشاركة ، رغم كل الصعوبات ، والتي تبدأ بفرض التأشيرة علينا كليبيين، وطبعا القنصلية المغربية صارت بالأراضي التونسية، إذا ثمة رحلة إلي تونس للذهاب إلي القنصلية المغربية، وفي تونس سيكون نزول أي طائرة قادمة من ليبيا بإحدي المطارين ، صفاقس او المنستير ، وهذا المهرجان والذي تنظمه جمعية مهرجان مراكش الظولي للشعر ، هو مهرجان محلي ، اي ثمن التذكرة هو من شأني ، ولايخفى ماذا حدث لسعر الدولار في ليبيا ، ولقيمة الدينار الليبي بتونس الشقيقة ، هي رحلة صعبة ، ورغم ذلك اجتزت صعابها واستمتعت بالمشاركة ، وبكيت وانا اشارك شعراءا من اغلب دول العالم ، بكيت وانا اسمع اسم بلادي ، ليبيا،..
اما بالنسبة لمشاركاتي في الداخل ، فكان متميزا بمشاركتي في ندوة عن المبدعة الكاتبة مرضية النعاس ، والنشاط هذا بتوقيع اصدقاء دار الفقيه حسن والذين عودونا بنشاط ثقافي اول ثلاثاء من كل شهر ، وكانت الامسية الشعرية والتي سعيت لها تكريما لوجود الشاعرة وجدان عياش بطرابلس وكان يوم 24ديسمبر هو اليوم المقرر للأمسية ،بمشاركة الشاعرة حنان محفوظ ، ورغم الظروف التي كانت بذالك اليوم ، لكنها كانت من أجمل الأمسيات حيث تبادلنا إلقاء القصائد ، ولا أنسي ذلك التقديم المتميز الذي حبانا به الأستاذ يونس الفنادي ، ولا فحوي المناسبات المتميزة بذلك الاسبوع ، حيث المولد النبوي الشريف والعيد الخامس والستين لاستقلال ليبيا،.