- تقرير :: محمد عينين
يكابد جهاز الإسعاف والطوارئ ببلدية الكفرة، مشقة الطرق المتهالكة والتي تتسبب في تأخر نقل المرضى وإسعاف الحالات الحرجة خارج بلدية الكفرة ، خاصة الطريق الواصلة بين الكفرة و بنغازي ، و كثيراً ما تتسبب تلك الطرق في أعطال لسيارات الإسعاف مما ينتج عنه استهلاك لكثير من قطع غيار السيارات . قال ” إبراهيم بلحسن” مدير جهاز الإسعاف والطوارئ لفسانيا” إن هذا الجهاز يعمل قبل وبعد الأحداث الدامية التي شهدتها بلدية الكفرة بداية من عام 2011 وإلى غاية 2016 حيث شهدت تلك الفترة اشتباكات بين أبناء المدينة وكانت في ظروف صعبة إلا أن هذا الجهاز قام بكل ما يمكن فعله لأجل المواطن داخل بلدية الكفرة، وذلك بشهادة أهل المنطقة.
وأضاف” قمنا بإسعاف الأسر والجرحى وكل الأعمال التي من المفترض أن يقوم بها الصليب الأحمر، إضافة إلى استلام الجثت. و أوضح” أن التحدي الأكبر الذي واجهنا تمثل في نقل الحالات المستعجلة لبلدية بنغازي حيث قدرت المسافة بحوالي 1050 كلم وهذه المسافة للأسف تفتقر لأبسط الخدمات ومن المعروف لدى الجميع أن طريق بلدية الكفرة طريق متهالكة جداً،مما استصعب علينا نقل الحالات الحرجة وخاصة التي تعاني من كسور في العمود الفقري الأمر الذي جعل سيارة الإسعاف تستغرق وقتاً طويلاً في نقل المصابين يصل إلى 17 ساعة للوصول إلى مدينة بنغازي ،وهذا الأمر تسبب في استهلاك كبير لقطع غيار السيارات وكذلك الإطارات.
وذكر ” أن إدارتي الإسعاف والطوارئ لم تقصرا معنا ونقصد بهما الإدارة المتواجدة في مدينة (طرابلس و بنغازي)، ولكننا حاليا نتبع إدارة الإسعاف والطوارئ المتواجدة في بلدية بنغازي إلا أن هذه الإدارة والمخصصات التي تملكها ضعيفة ولا تؤدي دورها بالشكل المطلوب . أشار إلى أنه “نعمل بعدد 10 سيارات فقط وهذه الآليات تحتاج لحوالي 40 إطارا من فترة إلى أخرى فقد تفقد المركبة الآلية إطاراتها فور خروجها لإسعاف إحدى الحالات فالطريق طويلة و متهالكة كما أسلفت الذكر،ولذلك نحن نستهلك كثيرا من الإطارات في وقت قصير ، فمعدل الحالات التي نقوم بإسعافها حوالي 20 إلى 25 حالة شهرياً إضافة إلى حوادث السير خاصة وأن بلدية الكفرة منطقة صحراوية وشاسعة الحدود من كل الاتجاهات.
وأضاف” أننا كجهاز نحاول تغطية خدمات الإسعاف بحوالي 300 كلم بالنسبة للخط الجنوبي الصحرواي ، أما خط الشمال فتقدر عملية إسعاف الحالات بمعدل 250 حالة وذلك حسب الحدود الإدارية لبلدية الكفرة والتي تعتبر أنها تمتلك ثلث الدولة الليبية وهذه مساحة شاسعة وللأسف باتت هذه المساحة من مسؤوليات جهاز الإسعاف والطوارئ الذي لايملك الإمكانيات لتغطية تلك المساحة . مضيفا أننا نشكر رجال الأعمال والمواطنين على وقوفهم معنا إلا أننا لا ننكر المعاناة المستمرة. بيّن ” أن الصعوبات كبيرة ناهيك عن توقف خدمات الطيران ببلدية الكفرة وهذا ما زاد من متاعب الجهاز وخاصة في إيصال الحالات المستعجلة لبلدية بنغازي، وفي حال تم فتح مجال الطيران تصبح مهمة الجهاز أسهل خاصة في فترة الأحداث التي شهدت إغلاق المطار لمدة طويلة وهذا الأمر ولد ضغطا كبيرا على جهاز الإسعاف والطوارئ والذي لا يوجد ببلدية الكفرة غيره لنقل الحالات مقارنة بباقي البلديات والمدن التي قد تجد بها تشاركيات لنقل الحالات.
تابع ” أن أغلب مستشفيات هذه المدن تمتلك سيارات إسعاف خاصة بها بينما بلدية الكفرة لا يوجد عدا جهاز الإسعاف والطوارئ والذي يعمل في هذه المهمة الإنسانية. أشار إلى أنه ” في عام 2020 تم تسجيل عدد 3حالات وفاة ، وهي حالات عناية فائقة تم فقدها نتيجة ضعف الإمكانيات سواء كان مستشفى الكفرة أو جهاز الإسعاف والطوارئ. أظهر” بتوفيق من الله تمكن الجهاز من إيصال إحدى الحالات وهي تحت التنفس الاصطناعي لبلدية بنغازي وفي زمن وصول قدر بحوالي 17 ساعة . أكد “لا ننكر أن هنالك حالات تم التشكيك في وصولها وللأسف تم فقدها إضافة أننا نلجأ في معظم الأحيان إلى الاستعانة ببلدية تازربو لتزويدنا بالأكسجين خلال رحلة الطريق لكونها تبعد عنا مسافة 30 كلم ، و كذلك بلدية جالو .
واعتبر” أنه من المفترض أن يكون لجهاز الإسعاف والطوارئ مروحية إسعاف لنقل الحالات الحرجة ولكن للأسف الدولة الليبية لا تمتلك عدا طيارة واحدة وهذه المرورحية تعمل على مستوى ليبيا عامة وفي فترة من الفترات بادرت بزيارة لبلدية الكفرة بحوالي 3 رحلات إلا أنها توقفت عن ذلك وهي تتبع إدارة مستقلة. ذكر ” أن عديد الحالات نضطر إلى السفر بها وهي في ظروف حرجة خاصة جراء الطرق المتالهكة وبفضل الله تمكن الجهاز من إنقاذ عدد كبير من الأرواح ونحاول توفير كل ما يمكن توفيره خلال عملية الإسعاف بدءا من الأجهزة وإلى غاية الطاقم الطبي والمرافق للحالة المرضية. وأضاف أننا قد نلجأ إلى جلب الوقود معنا خلال الرحلة خاصة عند وصولنا في الساعات المتأخرة من الليل . أعرب “نحن نرى أنه في حال عدم توفير العلاج والعناصر الطبية ستشهد بلدية الكفرة تزايد حالات الإسعاف خارج البلدية وقد وصل عدد العاملين لهذا الجهاز لحوالي 10 أشخاص، وكتيرا ما نلجأ إلى الاستعانة بطاقم التمريض بمستشفي الكفرة و كذلك المتطوعون وهم (أشخاص تلقوا تدريبات الإسعاف) .
نوه ” نتمنى من الحكومة معالجة مشكلة الطرق المتالهكة وهذا بات حلما لكل مواطن ببلدية الكفرة وخاصة في رحلات سفرهم سواء كانت زيارة أو لغرض العلاج ، كما نرجو من الحكومة دعم مستشفى الكفرة العام وتوفير عناصر طبية متخصصة . بين ” أنه تم تكليفي لإدارة هذا الجهاز في عام 2008 وقمنا بالعمل لمدة عامين ومن ثم دخلنا في جل الأحداث الدامية التي شهدتها البلدية وصولا إلى عام 2020 وكنت في السابق مسعفا ومنذ التأسيس في سنة 1984وأعمل في هذا المجال لأكثر من 30سنة وقد ألجأ أحيانا للقيام ببعض الأعمال بنفسي وهذا عمل إنساني. ذكر ” أنه تم منح جهاز الإسعاف والطوارئ الكفرة جائزة صناع السلام التي أقيم مهرجانها ببلدية بنغازي على مستوى المؤسسات الإنسانية، مضيفا أن جهاز الإسعاف والطوارئ الكفرة هو الجهة الوحيد