- فسانيا :: عادل الشتيوي
شارك ممثلون عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والقطاع الصحي في قطر، واللجنة المحلية المنظمة لبطولة دوري أبطال آسيا 2020 لأندية غرب القارة، في ندوة عبر الاتصال المرئي لمناقشة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة قطر خلال استضافتها منافسات البطولة القارية في أجواء آمنة، والدروس المستفادة من هذه التجربة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في ظل جائحة كورونا.
وشهدت قطر في الرابع من سبتمبر الماضي استئناف منافسات البطولة بمشاركة 15 فريقاً من البلد المضيف، والسعودية، وإيران، والإمارات، والعراق، وأوزباكستان، بإجمالي 36 مباراة تُختتم غداً السبت بمباراة نصف النهائي.
وأقيمت مباريات البطولة في ظل إجراءات صارمة تضمن التحرّك المحدود والآمن لجميع المشاركين ضمن نطاق يقتصر على مقار الإقامة وملاعب التدريب والاستادات، لضمان سلامة جميع اللاعبين والمنظمين وغيرهم خلال المشاركة في البطولة.
وشملت التدابير الوقائية خضوع جميع المشاركين لفحص كوفيد-19، واستخدام وسائل نقل آمنة، والتعقيم المنتظم لكافة استادات البطولة، ومواقع التدريب، ومرافق الإعلام، إضافة إلى تخصيص أطقم طبية في الاستادات طوال فترة المنافسات.
وناقش خبراء في قطاعات الصحة والسلامة والمنافسات خلال الندوة، التي أقيمت بعنوان: “استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في ظل أزمة كوفيد-19″، الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر والدروس المستفادة التي يمكن تطبيقها في تنظيم أحداث رياضية بالمستقبل في ظل الوباء العالمي.
وخلال مداخلته في الندوة قال الدكتور عبد الوهاب المصلح، مستشار وزير الصحة العامة لشؤون الرياضة والطوارئ: “حرصنا منذ البداية على اتباع منهج منظّم وشامل يضمن خضوع كافة المشاركين للفحص قبل دخولهم إلى دائرة العزل الطبي الصارمة، حيث تقتصر تحركاتهم على فنادق الإقامة والاستادات وملاعب التدريب عبر خدمات نقل مخصصة، ولم يُسمح لأحد بتجاوز هذا النطاق الآمن، بما في ذلك سائقي الحافلات، لضمان سلامة الجميع.”
وأضاف المصلح: “أجرينا خلال منافسات البطولة أكثر من 7900 فحصاً لجميع اللاعبين وأجهزة الفرق المشاركة والمنظمين وأعضاء اللجنة المحلية المنظمة للبطولة، ولم تتجاوز نسبة الحالات الإيجابية 1.7%، وهو معدل منخفض للغاية، مقارنة بالحالات الإيجابية في الفحوصات التي تُجرى على مستوى الدولة، والتي تبلغ نحو 5% وهي نسبة منخفضة أيضاً، وقد تواصلت عمليات إجراء الفحوصات لجميع المشاركين كل ستة أيام، ما يضمن الكشف المبكر عن أي حالة إيجابية، ومن ثم الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بين المشاركين في البطولة.”
من جانبه قال أفازبيك بير ديكولوف، نائب مدير دائرة المسابقات وفعاليات كرة القدم في الاتحاد الآسيوي، والذي شارك في تنظيم مباريات البطولة: “برهنت دولة قطر للعالم إمكانية العودة الآمنة لمنافسات كرة القدم، وذلك في ضوء نجاحها في استضافة بطولة بهذا الثقل في ظل أزمة كورونا الراهنة، وتعاملها مع الحالات الإيجابية بطريقة سريعة وآمنة. ومع قرب عودة التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢
؛ ازدادت ثقتنا في إمكانية إقامة هذه المباريات في أجواء آمنة، لتشكّل التجربة القطرية في استضافة دوري أبطال آسيا لمنطقة غرب القارة جانباً محورياً في هذه الجهود.”
وأضاف بير ديكولوف:” “أتاحت البطولة فرصة متميزة لنخبة من أفضل الأندية واللاعبين في المنطقة لتجربة البنية التحتية عالمية المستوى المخصصة لمونديال قطر 2022. ويسرني أن أتوجّه، نيابة عن الجميع في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلى دولة قطر والاتحاد القطري لكرة القدم، بجزيل الشكر على المبادرة باستضافة مباريات البطولة في ظل هذه الظروف الاستثنائية، والإسهام في عودة الحياة للنشاط الكروي القاري.”
من جهته شدد جوردون بيني، مدير إدارة الصحة والسلامة في اللجنة المحلية المنظمة، على أهمية توافر خطوط اتصال واضحة بين كافة الأطراف، والتأكد من إطلاع الجميع مبكراً على الإجراءات المقررة، وقال: “كانت قدرتنا على التواصل مع المشاركين في تنظيم المباريات أحد أهم الجوانب الرئيسية للإجراءات المتخذة، فبناء فهم مشترك للأسباب وراء تطبيق تلك التدابير يعني أن الفرق القادمة كانت على دراية بما يمكنها توقعه قبل أن تصل إلى قطر، وقد مُنحت الفرق المشاركة متسعاً من الوقت لتوفيق أوضاعها بما يضمن سلامة جميع المشاركين، كما حرصنا على دراسة التدابير المطبقة في مختلف المؤسسات الرياضية حول العالم وتقييمها والاستفادة منها، لنتمكن من وضع منهج فريد يتناسب مع البطولة ودولة قطر.”