جائزة محمد فريد سيالة للقصة القصيرة، أين هي من الصدى الإعلامي؟؟

جائزة محمد فريد سيالة للقصة القصيرة، أين هي من الصدى الإعلامي؟؟

  • عائشة إبراهيم

ليس من عادتي العتاب ولا أحب أن أكتب أو أخوض في شأن غير النص الأدبي الذي أراه متناً مثالياً لتضمين الرسائل التي يجب أن ترسل أو تقال، ولكن في هذه المرة سأعاتب بشكل مباشر فيما يتعلق بجائزة محمد فريد سيالة للقصة القصيرة للشباب التي نظمتها الهيئة العامة للثقافة وتشرفت برئاسة لجنة تحكيمها وإعلان نتائجها في اليومين الماضيين، ضمن فعاليات الملتقى الوطني الثالث للإبداع.

جاءت المسابقة بمبادرة من إدارة التنمية الثقافية بالهيئة، وأعلنت عن شروط التسابق، والجوائز التي تعتبر هي الأعلى من نوعها بالنسبة للقصة القصيرة، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى (5000) دينار والثانية (3000) دينار والثالثة (2000) إضافة إلى عشرة جوائز أخرى تشجيعية لعشرة متسابقين قيمة كل منها (500) دينار، وشارك في هذه الجائزة (40) متسابقاً من مختلف مناطق ليبيا، بنصوص متميزة ومتنوعة، تعطي انطباعاً عن بانوراما المشهد السردي القادم، وتبرز من خلاله أصوات قصصية شابة سيكون لها مكانتها في مدونة السرد الليبي.

نأتي إلى موضوع العتاب: لم تحظ هذه الجائزة بالصدى الإعلامي الذي يقدّر القائمين على الجائزة، من منظمين ومشاركين ومحكمين إلا فيما ندر، وكأن الإبداع إذا جاء عن طريق وزارة الثقافة يصبح شيئاً مذموماً لا يستحق الثناء، مازلت أذكر منشورات النخب بعد إطلاق جائزة أحمد ابراهيم الفقيه للرواية التي نظمها مشكوراً موقع بلد الطيوب، كيف تحولت المنشورات إلى دس الرسائل السلبية الموجهة إلى وزارة الثقافة باعتبارها مقصرة في هذا المجال، نعم علينا أن نعطي لكل ذي حق حقه، لقد أبدع الشاعر رامز النويصري واضطلع بمسؤولية رائدة في إطلاق جائزة الرواية، وكان مصدر بهجتنا وفخرنا، وتابعنا مراحل الجائزة بكل تقدير ومودة، وقدمنا التهاني إلى الصديق رامز وإلى لجنة التحكيم، الصديقين الناقد عبد الحكيم المالكي والروائية عائشة الأصفر، وإلى الفائزين الثلاثة بمناسبة نجاح المحفل، لكننا اليوم ونحن نعلن نتائج جائزة محمد فريد سيالة للقصة القصيرة لم نتلق أي تهنئة ولم تكترث وسائل الإعلام ولا الكثير من المواقع بهذا المحفل، ولم نقرأ أسماء الفائزين الثلاثة عشر، ولا المحكمين الزميلين: الناقد يونس الفنادي والقاصة ابتسام عبد المولى، وقد سلخنا ثلاثتنا أربعة أشهر في قراءة أربعين قصة كل قصة لا تقل كلماتها عن 5000 كلمة (التزاماً بشرط التسابق) بل وبعض هذه الأعمال كانت روايات نوفيلا تصل كلماتها إلى (10000) كلمة.اليوم وأنا أقف على هذا المشهد الغريب تنتابني الشكوك حيال الخطاب النخبوي الذي قرأته كثيراً وكنت أوافق عليه إلى حد ما، ويقول: “إن ما تقوم به المؤسسة (س) أو (ص) يفوق ما تقوم به وزارة الثقافة” لكن اليوم أشعر أنه حق أريد به باطل، إذ أن المغزى هو الانتقاص من قيمة العمل الذي تقوم به وزارة الثقافة مهما كان مهماً، دون النظر في القيمة الأدبية التي تعود على المشهد. وكم أتمنى أن نكون حياديين ومنصفين فنحن لا نشيد بأشخاص بعينهم بقدر ما نشيد بقيمة إنسانية وأخلاقية نريدها أن تترسخ في ذاكرة الأجيال.


شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :