- فريدة الحجاجي
غادرنا مدينة مصراته في الصباح الباكر عائدين الى طرابلس برفقة الفرقة الايطالية يغمرنا الشعور بالامتنان لنجاح الأمسية الموسيقية بليلة الامس وايضاً للترحيب والاحتفاء الذي غمرنا به الجميع ..في الطريق كنا قد أعددنا مفاجأة لضيوفنا الايطاليين فتوقفنا عند مدينة لبدة ودعوناهم لزيارة آثارها الرائعة ..كان الجو بارداً وممطراً فزاد من جمال المكان وهيبته .. وجدنا في انتظارنا احد الشباب الليبيين لمرافقتنا في جولتنا بين الآثار وقد لاحظتُ ان لديه إلمام جيد باللغات الاجنبية وفيض من المعلومات القيّمة على كل قطعة أثرية شاهدناها في هذه المدينة التاريخية التي أسسها الفنيقيون في القرن السابع قبل الميلاد والتي عرفت ازدهاراً كبيراً في عصر الامبراطورية الرومانية ..أطلق عليها القرطاجيون اسم (لبكي) ثم حرّفه اليونانيون الى (لبشس) ثم (لبتس) لسهولة النطق ، ولتمييزها عن المدينة الاغريقية في بيزاشينا التي تحمل نفس الاسم أضافوا اليها كلمة “مانيا” فصارت (لبتس مانيا) Lepts Magna أو لبدة العظمى ..ومع انبهار ضيوفنا الايطاليون بالمناظر ازددتُ قناعة ان ما تملكه ليبيا من كنوز في كل شبر من أراضيها يمكننا استغلاله سياحياً لو عملنا على استقرار الحالة الامنية واهتممنا بالمرافق وتدريب الطواقم من الشباب للعمل في المجال السياحي ووضع خطط تسويقية ودعاية ذكية وفعّالة وجعلنا وزارة السياحة تعادل في اهميتها وزارة النفط ..لتصبح السياحة هي “نفطنا الابيض” الذي بإمكانه ان يحلّ محل النفط الاسود ويصبح مصدر دخل بديل ومهم لليبيا .. نفط لا ينضب ولا يجف ولا يلوّث ! اختتمنا زيارتنا لمدينة لبدة الاثرية العظيمة بقهوة اسبريسو من الكشك الوحيد الذي وجدناه مفتوحاً في تلك الساعة .. وانطلقت بنا الحافلة الى عروس البحر حيث هناك الكثير من الأمور الشيقة في انتظارنا ،،وللحديث بقية