وصلنا القاع ..فهل سنحاسب من اوصلنا اليه ؟؟!!

وصلنا القاع ..فهل سنحاسب من اوصلنا اليه ؟؟!!

عام واحد منذ أن تم اعلان تحرير ليبيا ،كان كافياً جداً لبعض الليبيين، لينسوا تمثيلية السجود والأربع زوجات،والتي لم تعجب أحد ،فتوفقوا تدريجياً عن التهكم ،وأعلان الأسف والسخط والتذمر وعدم الرضا ،حول ماحصل ذلك اليوم جملة وتفصيلا ،ليخرجوا بعد عام مضى على اعلان ذلك الإعلان ،مستبشرين فرحين محتلفين بالعيد الأول لثورة فبراير المجيدة المباركة ،وكان الاختفال شعبيا بأمتياز ،شارك فيه الجميع (كل قدير وقدره) ،فطارت البالونات البرتقالية وغطت السماء ، وكذا الألعاب النارية ،وضجت الأجواء بأبواق سيارات الزينة ،وبطلقات الكلاشنكوف والميم طا ،ووزعت الحلوى ،ودبحت العجول والخراف ونحرت الابل ،واستمرت الاحتفالات دونما حتى ترتيب مسبق ،وشارك فيها الجميع تقريبا ممن قاموا بالثورة ،وممن قامت عليهم الثورة !!!!.

انتهت مراسم الاحتفالات بالعيد الأول لثورة السابع عشر من فبراير ،لكن هذه الاحتفالات لم تتكرر بنفس زخم والبهجة والفرح العفوي للعام الأول للثورة ، وفشل المجلس الانتقالي ومعه المكتب التنفيذي في أستتمار هذا الفرح الأول الذي لم يتكرر والقبول الكبير من جانب الشعب،فشلوا أعضاء المكتب والمجلس في أن يحولوا هذا الفرح والقبول ،إلى واقع ملموس لصالحهم كقادة ولصالح الشعب، كما فشل الأعضاء في أخد زمام المبادرة بحث أبناء الوطن الواحد على التسامح ونبذ خطاب العنف والكراهية ،ودعوة الجميع دون تمييز أو تفريق من أي نوع للتفرغ للبناء والتعمير وأعادة البناء والتعمير ، وفشلوا وكانت فرص النجاح مواتية في التاسيس لبناء دولة جديدة غنية وسمينة ، تعوض المواطن الليبي الذي ضحى بوقته وماله وجهده واطرافه ودمه من أجل أن ينسى أيام دولة عاش فيها أربعة عقود عجاف .وبشكل تدريجي وبطىئ بدأ البعض يفقد الامل في قدرة هذه الثورة،وفي نية قادتها في أن تجعله يعيش في سعادة وفرح وأمن وأمان ، وبدأ يعيش واقعيا عدم قدرة ساسة هذه الثورة وقاداتها في عمل أي شي لصالحه ،فبدلا من أن تجعله يتفرغ للعمل والعبادة وتوفر له حاجياته الضرورية كلها ،ليفكر بعدها في أن يتزوج بأربع نساء كما ورد في الإعلان التاريخي للثورة .بدأ تفكيره منحصرا في تقسيم وقته وتنسيقه ليقف في طوابير  المصارف والمخابز ومحطات الوقود !!!!!

وهذا لم يحصل عبثا أو بشكل عارض ،لكنه كان مخطط له ،ومساند بابواق اعلام غريب عجيب يكذب على ناسه وأهله ،فانقسمت البلاد على (سوطاش) بعد ان كانت فقط منقسمة لمؤيد وغير مؤيد ،وتمكنت ماكينة هذا الاعلام الفاسد الممول باموال الشعب المسروقة ،من توسيع هوة الشقاق والخلاف بين أبناء الوطن الليبي الواحد ،وأشعلت نار الحرب من جديد ،بعد أن انتهت الحرب الأولى ،ليتم تدمير الجامعات المملوكة للدولة ، والمطارات المملوكة للدولة ،ويتم التحكم في نفط الدولة ،وتصبح عائلات ليبية خارج اهتمام الساسة والحكام المتصارعين على السلطة ،تقف في طوابير أما سيارة تتبع لمنظمة أغاته من النرويج لتمنحهم أغطية وبطاطين فيما ينام من هجروهم وتسبب في نكبتهم في فنادق السبع نجوم .

ليزايد هؤلاء الساسة سبب نكبتنا وماحل بنا بقضية إعادة المهجرين وهم من هجروهم ، ويزايدوا بالسعى للمصالحة وهم من أشعل فتيل الفتنة ونشر عبر أذاعاتهم خطاب الكراهية المقيت ، وليزايدوا برغبتهم الملحة في سعيهم وهم يجوبون قنادق العالم الفخمة ويركبون مقاعد الدرجة الممتازة ليتصالحوا ويدفعوا بالبلاد لللاستقرار السياسي والاقتصادي وهم سبب نكبتها وسرقة أموال من مصارفها وعبثهم اللامحدود بمقدرات البلاد ،وبارواح أبناء البلاد الواحدة التي زهقت ،بعد أن دفعوهم تحت مسميات واهية لا أساس لها من الصحة لجحيم الحرب فيما يتنعم بعضهم واسرهم برحلات استجمام في منتجعات المغرب وتركيا وشرم الشيخ .ورغم أن هذا التعميم يبدو غير عادل ولا منصف ،ولكن حتى نضع النقاط على الحروف ، ويصبح ثمة معنى لكل ماذكر أعلاه سؤال واحد سهل جداً واجابته صعبة متى وأين وكيف سنحاكم كل هؤلاء الذين سرقوا ونهبوا وكذبوا على الشعب الليبي كله من أجل أن يستفيدوا هم ؟

نعم هذا أستحقاق يحق لكل ليبي ان يطالب به ملخصه لانهم أوصلونا للقاع..فهل سنحاسبهم ؟؟.. ومتى سنحاسبهم ؟؟

سالم أبوظهير

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :