قتل رئيس هايتي، جوفينيل مويس، في هجوم على منزله في عاصمة البلاد، بورت أو برنس، بحسب رئيس الوزراء المؤقت، كلود جوزيف.
وقال جوزيف إن مسلحين مجهولين اقتحموا مقر إقامة الرئيس في العاصمة الساعة 01:00 بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش).
ووصف إطلاق النار على الرئيس بأنه “عمل مشين وغير إنساني وبربري”.
وبحسب ما ورد، فقد أصيبت السيدة الأولى أيضا في الهجوم، وهي تتلقى حاليا العلاج في المستشفى لكن حالتها لا تزال غير واضحة.
وسيطر جوزيف مباشرة على الدولة الكاريبية الفقيرة، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، داعيا المواطنين إلى التزام الهدوء.
وتعهد، مخاطبا الشعب، بتقديم القتلة إلى العدالة، وقال إن الوضع الأمني “تحت السيطرة”.
وأضاف جوزيف أنه “تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان استمرار الدولة”. وأن “الديمقراطية والجمهورية ستنتصر”.
وبدت شوارع العاصمة خالية إلى حد كبير صباح الأربعاء. وأغلقت جمهورية الدومينيكان المجاورة حدودها مع هايتي.
قال رئيس الوزراء المؤقت إن المهاجمين أشخاص “أجانب يتحدثون الإنجليزية والإسبانية”. إذ أن اللغات الرسمية في البلد هي الكريول والفرنسية.
وتحدثت بعض التقارير عن رجال يرتدون ملابس سوداء ويحملون أسلحة قوية ومتطورة، وربما تظاهروا بأنهم جزء من عملية أمريكية لمكافحة المخدرات، لكن لا توجد أي تفاصيل رسمية حول ذلك.
تسمح حالة الطوارئ، بحظر التجمعات وقيام الجيش بأدوار الشرطة، إلى جانب أدوار أخرى للسلطات التنفيذية.
لكن تظل هناك أسئلة حول مدى السيطرة التي يمكن أن يفرضها رئيس الوزراء.
إذ ينص دستور هايتي على أن الحكومة، بقيادة رئيس الوزراء، تتولى زمام الأمور في حالة شغور منصب الرئيس، إلى حين إجراء انتخابات.
لكن هذا لا يزال غير واضح أيضا، إذ عين مويس، رئيسا جديدا للوزراء، أرييل هنري، هذا الأسبوع، لكنه لم يؤد اليمين الدستورية بعد.
وكان جوفينيل مويس، 53 عاما، قد تولى السلطة في فبراير/ شباط 2017، بعد تنحي سلفه ميشيل مارتيلي.
وشهدت الفترة التي قضاها مويس في منصبه صعوبات كثيرة، إذ واجه اتهامات بالفساد وتعرض لموجات من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة في كثير من الأحيان.
وعمت الاحتجاجات مناطق واسعة في العاصمة ومدن أخرى في وقت سابق من هذا العام، مطالبة باستقالته.
وقالت المعارضة في هايتي إن فترة ولاية مويس البالغة خمس سنوات كان ينبغي أن تنتهي في 7 فبراير/ شباط 2021، أي بعد خمس سنوات من تنحي مارتيلي.
ومع ذلك، أصر مويس على الاستمرار في المنصب لمدة عام آخر، بحجة أنه لم يتسلم منصبه حتى 7 فبراير/ شباط 2017.
وكان التأخير لمدة عام ناتجا عن مزاعم بتزوير الانتخابات التي أجريت عام 2015، والتي أدت في النهاية إلى إلغاء نتائج انتخابات وإجراء انتخابات جديدة، فاز فيها مويس.
وترك عدم الاستقرار المزمن والديكتاتوريات المتعاقبة والكوارث الطبيعية، هايتي واحدة من أفقر الدول في أمريكا اللاتينية حيث يعيش حوالي 60 في المئة من السكان تحت خط الفقر.
وتسبب زلزال الذي أصاب البلاد عام 2010 في مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وخلف أضرار جسيمة في البنية التحتية والاقتصاد.
وفي عام 2004، أُرسلت قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى هايتي للمساعدة في تحقيق الاستقرار في البلاد، وظلت هناك حتى عام 2017.
قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، أدان، الأربعاء، اغتيال رئيس هايتي، ودعا إلى تقديم المسؤولين عن الاغتيال إلى العدالة.
وأضاف المتحدث أن “الأمين العام يدعو جميع الهايتيين إلى الحفاظ على النظام الدستوري والبقاء موحدين في مواجهة هذا العمل المقيت ونبذ كل أشكال العنف”. مؤكدا وقوف الأمم المتحدة الى جانب حكومة وشعب هايتي.
وأدان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الهجوم ووصفه بـ”العمل الشنيع”، وأرسل خالص تمنياته بالشفاء للسيدة الأولى. وقدم تعازي الولايات المتحدة لشعب هايتي، وأكد استعداد بلاده للمساعدة ومواصلة العمل من أجل هايتي آمنة ومأمونة.
وقال في بيان له “نشعر بالصدمة والحزن لسماع خبر حادث الاغتيال المروع لرئيس هايتي، جوفينيل مويس، والهجوم على السيدة الأولى مارتين مويس”.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، اغتيال رئيس هايتي بـ”العمل المقيت” ودعا إلى تهدئة الأوضاع في الدولة الكاريبية.
وقال جونسون بعد اغتيال رئيس هايتي “أشعر بالصدمة والحزن لوفاة الرئيس مويس”، مضيفا “تعازينا لأسرته وشعب هايتي”.
من جانبها أدانت فرنسا، الاربعاء “الاغتيال الجبان” لرئيس هايتى، وحثت الجميع على ضبط النفس. وقال وزير خارجيتها، جان إيف لودريان “يجب تسليط الضوء على هذه الجريمة التي تحدث في مناخ سياسي وأمني تفاقم بشدة”. واضاف “أحث كل من هم في السياسة الهايتية على التصرف بهدوء وضبط النفس”.
ودعا الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، منظمة الدول الأمريكية، الأربعاء، إلى إرسال بعثة عاجلة إلى هايتي “لحماية النظام الديمقراطي” بعد اغتيال الرئيس مويس ليلة البارحة.
وقال دوكي على موقع تويتر “نرفض عملية الاغتيال الدنيئة للرئيس الهايتي جوفينيل مويس”، ووصف الحادثة بأنها “عمل جبان مليء بالهمجية ضد الشعب هايتي بأكمله”.
المصدر :: bbc