سعد القذافي السني
ساسة لا تعنيهم إلا مصالحهم الخاصة ,,ولا يرون في الوطن إلا غنيمة لهم ولذويهم تجار لا يعنيهم من الأزمة إلا ما يمكن أن يحققوه من أرباح ..وما يمكن أن يمتصوه من دماء تجري في عروق مو اطن مصاب بفقر الدم أصلا ميليشيات ومافيات تعيث في الأرض فسادا ..تدمر وتحرق كل شيء قابل للاشتعال جشع ,,أنانية . واستقواء بالأجنبي .إرهاب وتخويف للمواطن …خنوع وخضوع وارتهان للأجنبي مقابل حطام دنيا زائل .. كيف ولماذا وصلنا إلى هذا القاع؟ أعتقد أن للمسألة تاريخ طويل ومعقد من الأحداث والنوائب التي أدت إلى تآكل منظومة القيم الأخلاقية .ويحتاج الأمر إلى بحث مطول قد يستغرق كتابا كاملا ولكن باختصار يمكن القول إن الأمر بدأ سنة 1973 بعد الحرب العربية الإسرائيلية ..عندما قرر العرب حظر بيع النفط مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني خلال فترة وجيزة وقد أدى هذا الارتفاع إلى دخول ثروات هائلة من العملة الصعبة إلى الدول المصدرة للنفط .. ومن بينها ليبيا …حدث ما اعتقده البعض انتعاش اقتصادي وارتفع مستوى دخل المواطن فجأة ..وكلنا يذكر فترة السبعينيات … وما شهدته من ثراء سريع ومفاجىء نتيجة ارتفاع أسعار النفط ..ويقول علماء الاجتماع إن الثراء السريع والمفاجىء يقابله أو ينتج عنه انحدار بنفس القوة والسرعة في الأخلاق . وهذه كانت أول هزة اقتصادية اجتماعية حدثت في المجتمع نتيجة سوء إدارة الثروات . ..استمر الحال على ما هو عليه حتى بداية الثمانينات ..وكاد المجتمع أن يهضم هذا التغير .. ويتأقلم مع الارتفاع المفاجىء لمستوى المعيشة.. في بداية الثمانينات ..بدأ النظام يشعر بخطورة الثروة الهائلة والمتداولة بين أيدي الناس التي من الممكن أن تُستخدم للإطاحة به فاخترع ما يسمى بالنظرية الثالثة التي آلت إلى تطبيق جملة من الإجراءات اعتبرت اشتراكية ولصالح الطبقة الكادحة …ودون سابق إنذار تم سلب كل ما يملكه الناس . وإلغاء كل الأنشطة الاقتصادية الخاصة .. استيقظ الليبيون صباحا ليجدوا أنفسهم فقراء … قُلبت حياة الشعب رأسا على عقب في ليلة واحدة ..ومن المعروف أن الإنسان لايمكنه استيعاب هذا التغير الخطير والمفاجىء ..ويتمسك بطبيعته بمستوى الحياة الذي تعود عليه…حتى لو أدى ذلك إلى ممارسة نشاطات غير مشروعة .. وهذا ما حدث فعلا …وبما أن الناس ينقسمون إلى أثرياء وحالمين بالثراء ..فإن التطبيقات الاشتراكية دمرت حياة الأثرياء الاقتصادية … وأحبطت أحلام الحالمين بالثراء …وحتى يحافظ الأثرياء على مستوى حياتهم ويحقق الحالمون بالثراء أحلامهم فقد انخرط هؤلاء جميعا في المؤسسات الاقتصادية التي أنشئت كبديل للأعمال الحرة .مثل الشركات العامة والأسواق العامة. إلخ .لتحقيق الثراء عن طريق اختلاس وسرقة أموال الدولة ..وأصبح الطريق الوحيد للثراء هو الانخراط في مؤسسات الدولة الاقتصادية ونهبها …وتحولت هذه المؤسسات إلى مدارس ومعاهد لتعليم النهب و السرقة والاختلاس … إذ مر الشعب الليبي بهزتين اجتماعيتين خطيرتين خلال عشر سنوات فقط ،هذه التغيرات التي تحتاج إلى قرون في الحالات الطبيعية ..حدثت بالقوة في فترة وجيزة وهو ما أدى إلى انهيار منظومة القيم بالكامل ..وانحطاط الأخلاق بصورة مرعبة ..