استطلاع : زهرة موسى
لا يزال الرابع و العشرون من ديسمبر الليبي محط أنظار العالم ، فهو “يوم الانتخاب “على قدم و ساق ، بكل الأمل بدأ الشارع الليبي يتأهب لذاك اليوم ، خاصة بعد أن أعلنت المفوضية خلال نوفمبر الماضي قوائم مبدئية للمرشحين ،وسط ردود فعل متباينة على تلك القائمة التي أثارت سخط و أعجاب الكثيرين في آن واحد ، حيث أسفر عرض بعض الأسماء عن نشر التوتر بالشارع الليبي ، مما أدى إلى إغلاق مراكز انتخابية في عديد من المدن ، وقدم العديد من الأفراد الطعون ضد بعض المرشحين ، و بدأت جلسات الطعن وتم استبعاد البعض و عودة آخرين لمسار السباق الانتخابي ، وفي وسط كل ما يحدث يبقى سؤال واحد يدور في أذهان الليبيين: من سيفوز بالسباق الانتخابي و يصبح رئيسا لليبيا؟.
رصدت فسانيا آراء الشارع الليبي حول هوية رئيس ليبيا المنتظر.
أيكون المنقذ المنتظر سيف الإسلام ؟!
يقول “عيسى أسد ناشط مدني ” لا أستطيع توقع هوية رئيس ليبيا المنتظر الآن ، و لكن يمكتنا توقع ذلك بعد نشر القائمة النهائية للمرشحين ، وبعد أسبوع من البدء الرسمي للحملات والدعايات الانتخابية للمترشحين ، حينها فقط يمكننا التكهن بهوية الفائز
يرى أحد المواطنين” أنه إذا تمت الانتخابات بنزاهة وبدون إقصاء لأحد أو تزوير وبيع بطاقات أو أي نوع من الخروقات فإن الدكتور سيف الإسلام القذافي ، هو الذي سيفوز ، وذلك يرجع إلى شعبيته الكبيرة جداً ، فأغلبية الشعب الليبي من مؤيدي النظام السابق وهذا أمر جلي أمام الجميع.
وتعتقد حليمة الماهري إعلامية ” سيف الإسلام سيكون هو الفائز بسباق الانتخابات الرئاسية.
ويضيف ” بقوان الخير ” ناشط مدني من مدينة أوباري “وبالنظر للشارع يمكن التكهن بأن سيف الإسلام القذافي يمكن أن يكون الرئيس المنتظر ، وهذا بحكم تعاطف فئة كبيرة معه ، ذلك كونه أحد الشخصيات الداعمة للتغيير .. كما لا ننسى أنه صاحب مشروع حضاري جاهز للتنفيذ ” ليبيا الغد” .
بينما يؤكد سعيد موسى /ناشط مدني ” وفقا لقراءة الشارع وتوجهاته يمكننا أن نقول بأن سيف القذافي سيفوز بالانتخابات ، وهذا لا يؤكد بتاتا استحقاقه للفوز بل أن المواطنين قد فقدوا الثقة في كل الوجوه التي صنعتها فبراير ، و يرون أن سيف هو الحل
الرئيس الشاب والنزيه سيحظى بمباركة الدول العظمى
وفي ظل كل ذلك فإن أحد المترشحين للانتخابات ذكر احتمالية ” عدم حدوث الانتخابات في موعدها المحدد 24 ديسمبر ، خاصة مع ما يشهده الشارع الليبي من تذبذبات .
يؤكد خليفة سيدي علي “مواطن ومهتم بالشأن العام “هناك تحالفات لدول كبرى وشركات كبرى وهذه الدول لديها خطط استراتيجية ، ووفقا لخططها فإن الدول ستدعم أشخاصا ليس في تاريخهم وماضيهم أي إدانة أو جنحة.
وكما أفاد بأنه ” ستأخذ الدول أيضا في حساباتها فارق العمر لدعم الرئيس القادم فمن غير المعقول أن تدعم شخصا عمره فوق 60 سنة ، لقصر تعميره في الحياة مع الأمراض والأزمات الصحية ، ومن غير المعقول أن تدعم شخصا لديه قائمة مليئة بجرائم حرب وصفقات مشبوهة وصفقات شراء ذمم قام بها سابقا .
و أشار سيدي إلى أنه ” عند قراءة رأيي ، سيتبادر لذهن القاريء سؤال مهم وهو: أين دور الشعب الليبي في الانتخابات مادامت الدول الكبرى هي من ستختار الشخصية الحاكمة ؟، الشعب هو من سيختار عبر الصناديق، والتصويت هو الفاصل وأنا طبعا سأجيب: إن الدول الكبرى هي المسيطرة على المشهد ، والإعلام له دور كبير في فوز أو خسارة المرشحين ، فبتسليط وزرع قناعة معينة بمواد إعلامية ؛ سيتغير الوضع و يصنع الفارق بين ليلة وضُحاها .
ثالوث الرئاسة المنتظر
يعتبر “عماري بلعزي / مواطن ” إن نتائج الانتخابات ستكون كالتالي : خليفة حفتر و من ثم سيف الإسلام القذافي و يأتي عبد الحميد الدبيبة في المرتبة الثالثة ، وذلك حسب شعبية جمهور كلاٌ منهم ، بالرغم من أن ” حفتر ” كان له جمهور كبير عند بداية عملية الكرامة ، ولكن بعد ذلك بدأت شعبيته تقل بعد خوضه للحرب ضد العاصمة طرابلس، و تسببه بفتنة في الجنوب ، كل هذه التحركات والطموحات الكبيرة سببت في فقده جزء كبير من مؤيديه ، بل و العديد يعتقدون بأنه يتبع نهج القذافي و نظامه الدكتاتوري من جديد .
و يضيف” أن سيف الإسلام كان في النظام السابق ، و ليس لديه شعبية أو قابلية في المنطقة الغربية خصوصا” في طرابلس ، رغم أن أغلب الجنوبيين يؤيدونه .
تقول ” زينب صالح /مواطنة ” الأمور ليست محسومة بعد، ولكن ما يبدو واضحاً حتى الآن أن المنافسة محصورة على أشخاص معينين كون شعبيتهم كبيرة جداً ، و بعد استبعاد خليفة حفتر ضاق التنافس بين (عبد الحميد دبية ، سيف الإسلام ، باشاغا)، و أعتقد بأن سيف هو الذي يحظى بجمهور وشعبية كبيرة هذه الأيام ، فالكثير من مؤيدي النظام السابق يرونه المخلص و يهتفون باسمه ، و هذا لا يعني أبداً أننا لن نتفاجأ بالنتيجة ، و يظهر منافس أقوى خلال المرحلة القادمة .
صندوق الزواج مربح الدبيبة الانتخابي
و ينوه البلعزي : أن عبدالحميد الدبيبة بالرغم من أنه لم ينجز الكثير في أهم الملفات وهي ملف الأمن و المصالحة الوطنية إلا أن له جمهورا كثيرا خاصة المستفيدين من منحة الزواج فبعد تخصيص صرف مليار دينار لصندوق دعم الزواج تشكلت لديه قاعدة كبيرة من الداعمين ، وأضف إلى ذلك التدخل الخارجي ذو تأثير كبير في اختيار الرئيس المستقبلي ، وهو لن يختار إلا من لديه قوة على الأرض ، و حاليا حفتر هو من يمتلك هذه القوة.
و يفيد محمد صندو أنه ” إذا جرت الانتخابات نهاية هذا العام سيكون الفائز واحدا من أربعة “سيف الإسلام ، عبد الحميد الدبيبة ، حفتر ، باشاغا “حسب شعبية كل منهم . وأوضح إبراهيم طاهر / مدير إدارة الخدمات الصحية ربيانة رأيه قائلا ” من الصعب اختيار مرشح واحد الآن لأسباب عديدة أهمها : عامل الوقت فليس هناك وقت كاف للمرشحين لعرض برامجهم الانتخابية.
وتابع: في اعتقادي حسب ما هو مطروح أرجح كفة عبدالحميد الدبيبة وسيف الإسلام و فتحي باشاغا ،فهم الأوفر حظا، و بالنسبة لي فلن أصوت للمرحلة التمهيدية أو المرحلة التنافسية الأولى لعدم اقتناعي بأحد منهم ، ربما أصوت للمرحلة الثانية عندما تنحصر الرئاسة على شخصين”.
باشاغا سيد الرئاسة المتوقع
يرى عثمان مادي /ناشط مدني ” لا يمكنني المجازفة في توقع نتيجة الانتخابات الرئاسية من الآن ، فالوقت لايزال مبكرا” على ذلك ، وأعتقد بأننا سنتفاجأ باختيار الليبيين كما تفاجأنا سابقا عند فوز “الدبيبة” بالحكومة في مخرجات لجنة 75 .
و تبدي نجاح محمد مواطنة ” رأيها حول هوية الفائز بالانتخابات قائلة: حتى الآن يعتبر سيف الإسلام القذافي ذو شعبية كبيرة بين منافسيه ، و لكن إذا تم استبعاده فإن فتحي باشاغا و عبد الحميد الدبيبة سيكون أحدهما الفائز ، وإذا تم استبعاد الدبيبة فهنا حتما سيكون باشاغا أو عثمان عبدالجليل الفائز، فلكليهما شعبية كبيرة .
وأضافت ” في نهاية الأمر أشك أن تنتهي الانتخابات بشكل نزيه ، ففي مرحلة توزيع البطاقات كنا نسمع و نرى الكثير من التجاوزات ، و أتمنى أن تتم السيطرة أكثر على العملية الانتخابية بفرض قرارات تقنن و تنظم العملية دون أي ثغرات للغش أو التجاوزات .
و تعرب ” زهرة أبوبكر ” كان هناك احتمال كبير بفوز سيف الإسلام ، وذلك حسب قراءة الوضع الراهن في الشارع الليبي ، ولكن بعد أن تم استبعاد خليفة حفتر من السباق الانتخابي فإنه من المحتمل أن يكون عبد الحميد الدبيبة الفائز، هذا في حال لم يتم تدخل خارجي في الانتخابات، و في حال تم التدخل وهذا وارد جدا ، فإن أمريكا ستدعم باشاغا و هنا ستتغير كل المقايسس ، وهذا حسب وجهة نظري ، وعن نفسي سأشارك في الانتخابات وأصوت للمترشحين في البرلمان ، أما بالنسبة للرئاسي فاني لن أمنح صوتي لأي أحد ممن ذكرتهم سابقا ، و أتمنى في نهاية الأمر أن يفوز من يخاف الله في هذه البلاد .
وأبدى الطالب بكلية الهندسة النفطية بجامعة الجفرة/ شرف الدين توكه شهاء رأيه في هذا الاستطلاع حيث قال “أتوقع فوز عبدالحميد الدبيبة في سباق الرئاسي، بسبب كونه شخصا نزيها وصاحب وطنية، كما رأينا في فترة حكومته و تشديده على المصالحة الوطنية وجمع الفرقاء ولم الشمل، وقام بالعديد من الأعمال التي حسنت من معيشة المواطن اقتصاديا، ودعم صندوق منحة الزواج ، وزيادة مرتبات الموظفين فضلا عن تقليص الفوارق بين المرتبات، وحل مشكلة انقطاع الكهرباء المتواصل، بصفة عامة الدبيبة قام بأعمال ملموسة على أرض الواقع، أعمال لم يقم بها أي رئيس تحت أي مسمى من الحكومات السابقة، فلذلك أرجح كفته فهو عرف كيف يكسب الشعب بصفه عكس منافسيه “
الغموض سيد الموقف
تشير ” عزيزة محمد ” إلى أنه ” من الصعب جداً أن نحدد أو نتوقع هوية الرئيس ، لأنه حتى هذه اللحظة لم نعرف بعد من الذي اعتمد ومن الذي استبعد، وجميع الطعون الحكم فيها ليس نهائي. ولذلك يوجد الكثير الكثير من الغموض، والرؤية ليست واضحة بتاتاً. وإذا ترك الوضع على ما هو عليه الآن ،وفقاً لاستطلاعات الرأي السابقة فإني أعتقد بأن سيف الإسلام سيكون بالمرتبة الأولى ومن بعده عبدالحميد الدبيبة.
هذا بالنسبة لاستطلاعات الرأي التي أتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي، و هذا لا يعبر أبدا عن رأيي أو رغبتي للتصويت لأي منهما.
و تحدثت مريم محمد “مواطنة ” من الصعب جداً أن نستطيع الآن التكهن بالرئيس المنتظر ،فالرؤية غير واضحة بعد، وحتى القائمة النهائية لم تعتمد ، فلهذا أعتقد بأنه علينا التأني و دراسة الوضع جيداً قبل الاختيار ، فالأمر يحتاج للصبر و التفكير جيدا و التحليل حتى تصوت في نهاية الأمر لمن يستحق.
و نوهت ” بالنظر إلى المرشحين للرئاسة فأغلبهم كانوا متواجدين على الساحة السياسية الليبية خلال الأعوام العشر الماضية ، والشارع سبق ورأى مدى فعاليتهم من عدمها ، لهذا أتمنى جداً من المواطنين التأني وعدم أخذ الأمور بالعاطفة والقبلية وغيرها من الأمور في اختيار رئيسنا ، فصوتنا هو من يحدد شكل حياتنا في السنوات القادمة . المزوغي رئيسا منتظرا” لليبيا
يرى ” العربي محمد الشاويش. ناشط مدني و رئيس منظمة سما للتنمية ” إن من سيفوز في الانتخابات الرئاسية هو المهندس محمد أحمد المزوغي ، ففي الحقيقة فإن الدلالة على كلامي هو حديثه في إحدى خُطبه” إنه سيعمل على التطوير و التنمية” و نحن الآن أحوج ما نكون إلى العمل على التنمية في شتى المجالات ،كما أنه تحدث عن عدة أمور تخص الجنوب بصفة خاصة ومشاكله ومعاناته، و أظهر خلال حديثه اهتماما كبيرا بالمنطقة الجنوبية ، وهذا الأمر قليلا” ما نجده عند الساسة الليبيين ، وبالتالي هذا الأمر سيوصل المهندس محمد أحمد المزوغي لرئاسة دولة ليبيا بإذن الله الديمقراطية في شارع يبيع البطاقات الانتخابية ترى” خديجة أحمد /مواطنة ” سيحظى عثمان عبد الجليل بشعبية واسعة ، كما أنه كان وزيراً للتعليم و أنجز الكثير خلال تقلده للمنصب ، و في ذات الوقت فقد تكون لديه رؤية مختلفة تقودنا للأفضل ، بالرغم من قوة منافسيه إلا أنني أعتقد بأنه قد يفوز .
بينما ذكرت ” أم موسى/ مواطنة ” أتمنى أن يفوز من يقودنا إلى بناء دولة قوية ، على أسس صحيحة ، و لكن أعتقد بأن هذا الأمر يبدو بعيد المنال خاصة بالنظر إلى قوائم المرشحين و أسمائهم ، و بالنظر إلى الشارع الذي يرى من زاوية مختلفة حيث يبيع بطاقته الانتخابية مقابل بضع دينارات ، فإن حلم الدولة يبقى صعبا و بعيدا ، بالإضافة إلى أن معظم المرشحين ليسوا جديدين على الساحة ومعروفين ، فعلى المواطن التمعن و التفكير جيدا قبل القرار، أتمنى أن يكون الليبيون قد تعلموا درسا خلال السنوات الماضية ، وأن لا يسمحوا لأحد باستغلالهم ، وأتمنى أن يفوز من يستحق و نحن نستحق الأفضل . ختاما” لا يمكن تحديد هوية الفائز في سباق الانتخابات الرئاسية حتى الآن ، ووفقا للآراء المطروحة خلال الاستطلاع فإن ذلك يرجع إلى أنه لم تعرض بعد القائمة النهائية للمرشحين حتى الآن ، ولازالت تعقد جلسات الطعن و الاستئناف ضد المرشحين ، مما نتج عنه ضبابية المشهد ، وهذا يزيد من صعوبة قراءة و تحليل الوضع ، بالرغم من اقتراب موعد الانتخابات (24 من ديسمبر الجاري) إلا أنه لا يمكننا الجزم بالنتائج منذ الآن، فهذا يعتبرا استباقا للأمور ، فقد نصادف مفاجآت تقلب كل المقاييس .