حاورته : منى توكا
- القرضابية عائلة كبيرة وهذا ما يميز الأخضر
- راضٍ كل الرضا عن مسيرتي في النادي
- حبي لنادي القرضابية منعني مع الانتقال لأي نادي رياضي
- صراحةً لست نادما على أي فرصة
عناوين فرعية
22 عاما عاشها أخضر القلب والهوى، و لم تجر في عروقه إلا الدماء الخضراء، عقدين من الزمان عاشها متيماً و وفياً لشعار ناديه القرضابية.. الكابتن” نصر عبدالسلام بدر الدين ” الذي ودع ملاعب كرة القدم وأعلن اختتام مسيرته الكروية رسمياً في عمر الـ 34 وذلك في مباراة اعتزال أقيمت بملعب القرضابية ضد جاره فريق الشرارة .
وكان لفسانيا حوار خاص معه على هامش اعتزاله الملاعب و عن خططه ما بعد الاعتزال.
ماذا يعني القرضابية لبدر نصر الدين؟
القرضابية هو بيتي فمنذ أول يوم وطئت أقدامي أسواره شعرت بأنني ابن هذا المكان، حيث تم استقبالي كابن وليس كرياضي، فأنا لدي ذكريات جميلة كثيرة و مواقف وتربطني صداقة مع جمهور النادي و المدربين واللاعبين والإداريين وحتى العمال، لا أبالغ إن قلت لكم إن القرضابية عائلة كبيرة وهذا مايميز الأخضر.
كيف تصف مسيرتك في القرضابية؟ وكيف تصف علاقتك بالأندية الأخرى بالمدينة؟
أنا ولله الحمد راضٍ كل الرضا عن مسيرتي في النادي، توجت بعدة بطولات في دوريات الناشئين والفئات السنية ومع الفريق الأول صعدنا للدوري الممتاز الليبي. وبأتم صراحة كل الأندية و من دون ذكر أسماء كانت تربطني بها علاقة جيدة جدا، وكانت تأتيني في فترة الناشئين عروض كثيرة للانتقال لبعض الأندية في سبها ولكن حبي للقرضابية حال دون ذلك، من الصعب أن يبتعد الشخص ويخرج من بيته وعائلته.
هل كانت هناك عروض لانتدابك من أندية خارج سبها؟ و ماهي الفرصة التي ضاعت عليك وهل أنت نادم على ضياعها؟
بالنسبة للأندية خارج سبها هناك عرضان ولكن لم تكن تلك العروض بشكل رسمي، أقصد كتجربه فقط ولكني كنت طالبا في المرحلة الثانوية وكانت لدي مخاوف من هذه الخطوة وأن تؤثر بالسلب على دراستي.
أما بخصوص الندم؛ صراحةً لست نادما على أي فرصة لأنني كما أسلفت الذكر كنت أحب التواجد في فريقي وكان لدي حلم أن أكون كابتنا لناد عريق بحجم القرضابية زعيم أندية الجنوب
ماهي الصعوبات التي تواجه الرياضيين في الجنوب ؟ وماهي الصعوبات التي واجهتك بالتحديد ؟
إن تحدثنا عن الصعوبات فلن يكفينا حوار واحد الموضوع طويل جدا وصعب الرد عليه، ولكن باختصار الأندية الرياضية في سبها تفتقر للموارد والعامل المادي والذي يعتبر حالياً أساس البناء وتطوير اللاعبين وخاصة في ظل الوضع الراهن للجنوب الذي يفرض على الشاب البحث عن طريقة لتوفير متطلباته الشخصية والرياضية التي لن يستطيع تلبيتها في الجنوب، فهو لن يستطيع أن يعتمد على الرياضة كمصدر رزق عكس بعض الفرق الكبيرة في الشرق والغرب الذين يقبضون مرتبات كبيرة وعقود كبيرة تجعلهم يتفرغون للنادي والرياضة.
حدثنا عن بطولاتك الفردية والجماعية ؟
توجت ببطولتي دوري في فترة الفئات السنة في فريق البراعم و الآمال، صعدت للفريق الأول وأنا لاعب ناشئ وتوجت مع الفريق ببطولة الدرجة الثالثة وكان إنجازا كبيرا لي حيث كنت لاعبا ناشئا … لعبت في دوريات الصعود الدرجة الثانية والدرجة الأولى حتى وصلنا للدوري الممتاز الليبي والذي هو حلم كل لاعب ونادٍ ولكن للأسف هبطنا في نفس الموسم بسبب قلة الإمكانيات خاصة المادية.
ماهي المراكز التي لعبت بها؟ وكيف كانت بداياتك في كرة القدم وخاصة في ناديك ؟ لعبت في عدة مراكز الصراحة ولكن في فترات بسيطه كلاعب وسط وصانع ألعاب ولاعب طرف ولكن أكثر مركز لعبت فيه هو المهاجم الصريح بالنسبة لفترة وجودي في النادي كنت جدا ملتزما بالتمرين ومن المستحيل أن أتغيب عن أي مران لأي ظرف، حيث كان الوالد يدعمني في صغري، كان يوصلني للنادي دائما على الرغم أن مكان سكني في سكرة والنادي في زراعي القرضة فكانت المسافة بعيدة و مع ذلك كنت منضبطا وهذا ما ساعدني في بداياتي، ولكن ما أعتبره نقطة إيجابية أن الزمن كان مختلفا عن زمننا هذا فلم يكن هناك هواتف أو إنترنت وألعاب ومغريات تؤثر على تركيزي ومستواي، فقد كان النادي يعتبر المتنفس الوحيد فلهذا من السهل أن تحافظ على لياقتك وانضباطك. بالإضافة إلى أنني قبل كل موسم أتمرن في صالة حديد لأحافظ على وزني كي لا أنهك نفسي في التحضير للموسم، وكانت عائلتي دائمة الدعم لي وتساعدني للحفاظ على انضباطي.
تحدث لنا عن أسعد لحظاتك في الملاعب وما هي أكثر مباراة باقية في ذاكرتك؟
أكثر مباراة باقية في ذاكرتي ولن أنساها هي مباراة في الدوري الممتاز ضد نادي الأهلي بنغازي وأحد أكبر وأعرق أندية ليبيا والمدججة بالنجوم الذين يلعبون في المنتخب الوطني حيث سجلت هدف التعادل للقرضابية بالرأس بحضور جمهور كبير بالملعب، كانت من أجمل اللحظات في حياتي الكروية .
ماهي خططك بعد الاعتزال؟ وهل ستكون ضمن الإداريين أو الطواقم الفنية بالقرضابية؟ مبدئياً كل الشكر للإدارة حتى عندما كنت لاعباً دائما يقولون لي إن مكانك محفوظ كمدرب أو كإداري و أن النادي يجب أن يستفيد من خبرتك وإمكانياتك البارزة، وكانوا يرددون أنني سأكون ناجحاً حتى بعد الاعتزال سواء في الجانب الفني كمدرب أو إداري، ولكن للحقيقة أنا لم أقرر بعد ولكن أرى نفسي كإداري.
لو لم تكن لاعبا للقرضابية ما النادي الذي كنت تتمنى أن تكون لاعبا له ؟
لو لم أكن لاعباً للقرضابية سأكون مشجعاً للقرضابية ، فأنا لا أستطيع أن أرى نفسي لاعباً لناد آخر هنا في سبها ولكن كنت أحب نادي الأهلي طرابلس منذ كنت صغيراً فبطبيعة الحال كان لدي حلم أن أكون في يوم من الأيام لاعبا لزعيم ليبيا.
أخيرا رسالة إلى جمهور نادي القرضابية وجمهور الرياضة بصفة عامة، ورسالة إلى اتحاد كرة القدم ونصيحة من خضم خبرتك للاعبين الجدد بداية أشكر فسانيا على هذه المقابلة.
وأوجه مشاعر الحب والشكر لكل شخص وفرد في بيتي نادي القرضابية، فهو كيان ومؤسسة تربوية قبل أن تكون رياضية حاولت أن أعطي كل ما لدي للنادي، فقط أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية، و كل الشكر لكل جمهور القرضابية الذين وقفوا معي وساندوني طول مسيرتي وفي لحظات الحزن قبل الفرح.
ورسالتي للجيل الجديد هي أن الرياضة محبة وليس تعصبا، كلنا لاحظنا في الفترة الأخيرة الحساسيات بين الأندية واللاعبين الصغار فلهذا اخترت أن تكون مباراتي الأخيرة ضد نادي الشرارة الذي أعتبره من أكبر المنافسين ولعبت بقميص الشرارة في الشوط الثاني لمباراة الاعتزال وذلك لإيصال رسالة وهي نبذ التعصب ، وأنا لا أنكر أن كل مبارياتي ضد الشرارة طالما كان لها طابع خاص، كنت أكره أن أخسر أي مباراة أمامهم ولكن في نفس الوقت أغلب أصدقائي من نادي الشرارة فبعد الـ 90 دقيقة نعود إخوة وأهلا وأصحابا ولم يكن هناك أي مشاكل بيننا، كل منا كان يحارب فوق الملعب من أجل ناديه ولكن بكل روح رياضية، فالأندية الكبيرة كبيرة ليست فقط بالإنجازات و الانتصارات بل يجب أن تكون قدوة خلقا وأن ننشر ثقافة الاحترام قبل كل شيء.