الطغيان أشكال وإن كان عمله واحداً

الطغيان أشكال وإن كان عمله واحداً

  • محمود أبو زنداح. asd841984@gmail.com

لا يوجد حاكمٌ طاغٍ أو مسؤول مترفع عن الآخرين في إدارة الوظيفة إلا وكان السبب الأول والأخير هُم الناس أو المقربون منه بجعل ظهورهم مطية له لأجل الصعود عليهم وارتكاب أكبر عمليات للقتل والتنكيل والانتقام منهم من أجل شيء واحد ، السلطة المكتوبة له ويجب أن تبقى بعيدة عن الآخرين بجعلهم في حالة رعب شديدة من الاقتراب منها ،هذه الأميرة التي يقدم لها القرابين عبر ذبح الناس بطرق مختلفة من المنشار الآلي مباشرة أو بالتضييق عليهم من خلال حياتهم اليومية وتسليط شبكة من الفاسدين والمفسدين لتحويل البلد إلى جحيم لنا وجنة للحاكم وبطانته! هذا السلوك الطبيعي والمعاش لعقد من الزمن في البلدان العربية جعل من المواطنين في أزمة داخلية تعطي شعورا بالانتقام عند أول منصب أو محطة يكون فيها مسؤولا على رقاب الناس حتى إذا كانت لبرهة من الزمن فقط ، يمسك القرارات ويمنع الماء والغذاء ويصل إلى حالة الجنون في بعض القرارات المصيرية ويتخبط في القرارات … الانتقام والتشفي في كثير مِن القرارات يجعله الأقرب إلى صانع السلطة والأوفر حظا في نيل المزيد من الثقة فلا سبيل إلى الشهادات وخدمة الناس في الترفيع إلى مناصب عليا . حتى في الأعمال الخاصة والخدمية تجدها في كثير مِن الأحيان يمتنع فيها ويمارس أشكالا من الطغيان مثل ذلك في ((المخابز)) من رفع الأسعار إلى التوزيع للناس خارج الطابور وتقديم أناس عن أناس وبيع الدقيق……إلخ عقلية المنصب والسلطة والتحكم في مصير الناس هو الحلم لكثير من الشعوب التي تعاني التخلف وتحلم في تكوين حفنة من المال البسيط مع الحفاظ عليه من السرقة أو النهب أو حتى المحاسبة بأن يجعل قبضة السلطة في يده أو قريبة منه، ينظر إلى كل ذلك بعين مثقوبة واحدة ولايرى من خلال العين الأخرى أن المال ينتج عبر مؤسسات ديمقراطية وشركات ونزاهة وتنافس بين العاملين عبر تنوع الخدمات والآراء وانتفاح أكثر لمزيد من الحريات التي تبدأ من الشخص قبل الحاكم ، ينتهي الطاغي الرئيس المسؤول عندما نريد أن نقتله في أنفسنا قبل حتى أن نتعلم أن الدول ليست إقطاعيات للحاكم والأبناء والبطانة الهاتفة باسمه.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :