حبيب الحاجي
إنَّ القصــائـــدَ لم نعدْ نــحتاجُـــها
رسّامـةً لحروفِها الأبـــــواقُ
هذي القصائد يا بنـــــــاةَ حروفِها
تحْنو لها الأقـــلامُ و الأوراقُ
بيضاءُ ينهدُّ الظلامُ لـــــــــطيفِها
تتزيّنُ النجوَى وتُعزفُ الأذواقُ
قلبي الحزينُ على ثَرى كاســاتها
تلك الـتـــــي مــوّالُــــها بــرّاقُ
ولقد يراني البعضُ حرفًا مشتهى
كالخمرِ ينـــســـابُ الـمدى توّاقُ
إنّي الفقيرُ إلى مرايا الروحٍ مُنْـ
ـذُ فراقِها ترنُو لـهــا الأعـــــذاقُ
ولقد هما حرفُ الـعـــشيــقِ توازنًا
حينَ اِلتقى بشــفــاهِــهَا عُشّــاقُ
يا أيُّها المنــسابُ فــي رَشَـفاتِــــها
وَصْلُ الشِّفاهِ إلى الكلامِ، فِراقُ
يا أيَّها المـــــــــخْتالُ في نَبَضاتِها
عــاهَـدْتُــكَ مـنْ قـبلُ لا إعـــتاقُ
تنْمو حُروفُكَ فوقَ صَدري شهِوةَ
تَهبُ المَدَى أسْرارَهَا الأحْــداقُ
منْ أجْل لحظةِ صدْقِها يتمـــايَلُ
كأسُ المُـــدامِ ونَــهــدُها مُشتَاقُ
إنِّي أحبُّ لَهيبَها في خَــــمْرِها
وَدَمِـي عــلى أحْـضَانِها رقْراقُ
يا كَمْ يُراوِدُنـي دَلالُ جَـمــالِها
هَيْفـــاءُ راقـصَـةٌ لـهــا الأشْواقُ
مَالتْ عَليَّ تُراقصُ الأحْشـــــاءَ يَا
نَبْضًا يُؤرّْقُنِي فَكمْ سَيُراقُ
تَحلُو عَلى شَفَتي بَراءَةُ شـــــهْدِها
يوُحَــى إْلـيَّ بِأنّه الإغْدَاقُ
يا كمْ تَمادَى في عُرُوقِي عِطرُها
وَقَضى الإلاه بأنَّها الإِحْرَاقُ