. أ. سالم أبوخزام.
لقد تأكد لدينا وبالواقع وبالتجربة الحقيقية والصادقة بأنه بغير طوق أبناء الشعب الليبي ممثلا في القوات المسلحة العربية الليبية ، سوف لن تكون ليبيا ذات سيادة أو كرامة وحرية واستقلال نفتخر ونتشرف به ، فجيشنا الليبي هو رمز لعزتنا وكرامتنا ، وهؤلاء أبناؤنا الذين نثق بهم وندفعهم للأمام ونقف معهم وخلفهم بكل قوة. الجيش الليبي يمثل القوة ويحمل السلاح والشرعية ليدافع عن حياض الوطن وكل حدوده الشرقية ، الغربية ، الشمالية ، والجنوبية ، كما يدافع عن الأجواء والسماء الحرة ، الأرض ، والمياه الإقليمية المعروفة والمعترف بها
إننا إذ نتحدث عن فزان كجزء هام ومتمم لليبيا ، عندما جاءها الغازي من الجيوش الإيطالية ، لقد وقفنا صفا واحدا في كفاحنا المسلح وأثبتنا للعالم أجمع أننا قادرون على مواجهتهم والانتصار عليهم أو الشهادة في سبيل ليبيا الغالية ، كانت المواجهة في معارك الشب وقارة محروقة ، ثم قارة سبها ، وكانت تلك المعارك هي المقدمة لتحقيق الانتصار الحقيقي وإعلاء ليبيا عزيزة غالية مستقلة. إن الاستعمار يتكرر ويعاود إذا ما تكررت ظروفه ، وهو الفراغ في درنة والبيضاء ، وبنغازي ، وقنفوذة ، وأجدابيا ، ثم في الجفرة ، والفقهاء ، والزيغن ، وسبها ، وأم الأرانب ، وحوض مرزق العظيم ، وسرت. هذه المناطق عبأت بالإرهاب أذناب الاستعمار لافتكاك أرضنا والتواجد فوقها ، لقد كان ضروريا مواجهتهم والموت في سبيل أهدافنا المشروعة ، وقد حدث ودارت معارك تاريخية ومتصلة لتحرير أرضنا من كافة الخونة ، استلهاما لما حدث من معارك تاريخية مشهورة نفتخر اليوم بها مرة أخرى ، نظرا لأن التاريخ قد تكرر مرة أخرى. إننا وبكل صدق وصراحة نعول تماما على القوات المسلحة وندفع شبابنا وأولادنا للاصطفاف معها تحت السلاح وعلينا نحن المواطنون أن نكون الحاضنة الشعبية الملهمة والواعية لتحرير ليبيا من كل دنس وإرهاب ، الذي كشر عن أنيابه وأصبح يواجه بكل شراسة وبعون ودعم من دول أجنبية أرادت امتصاص خيرات بلادنا .
إن التحرير الكامل لن يحدث مالم يشكل الشعب الليبي طلائعه المخلصة ليسير جنبا إلى جنب رفقة قواتنا المسلحة بإيمان عميق ويلتف حولها ومعها ، لأجل أن يعرف العالم بأسره ويفهم أننا مع جيشنا نحو استعادة ليبيا وسيادتها واستقلالها وحريتها وكرامتها . كما أن الديمقراطية التي نؤمن بها ونسعى إليها ستبقى ضربا من ضروب الخيال لبناء دولة عصرية وبكامل مؤوسساتها ، دونما جيش يحميها ويعيد إليها هيبتها بين مختلف دول العالم ، لتقيم علاقات محترمة ومتوازنة تؤمن بالشراكة غير أنها تنبذ التدخل في شؤونها الداخلية. إن فزان التي تمتلك من المقومات الاقتصادية الرهيبة من النفط والغاز ، الذهب ، وحياض متجددة لاتنضب من المياه العذبة ، وأراضٍ زراعية تمثل جنات من إنتاج محاصيلها ، بالإضافة إلى مواد مختلفة تدخل في صناعات كثيرة وهي معروفة وثابتة وفقا لدراسات أعدت من مراكز الأبحاث والجامعات والبحاث والمختصين في هذا الشأن . كل هذه الأسباب وراء الأطماع المتجددة في اقتطاع فزان من ليبيا ، بل وحرمان شبابها وإجبارهم على الهجرة والتوجه نحو الشمال بقصد إحداث الفراغ ليعبأ بقادمين جدد وسكان آخرين.
هذه الأوضاع شجعت على مواجهة فزان بشراسة أقوى لثنيها عن بقاء ليبيا دولة واحدة متماسكة وكذلك تعطيلها عن الاستقرار والتنمية والسلام ، بل وتشجيع المهاجرين على الاستيطان والبقاء تحت عناوين مختلفة ، وحضور موجات من المهاجرين الجدد بقصد خلق واقع جديد ، نعرفه ونعلمه . هذه الأسباب تدعونا للوقوف مع القوات المسلحة لأجل حماية مستقبلنا . عندما آلت الأمور للمؤسسة العسكرية وحين بدأت فزان تشعر وتحس بمعنى السلام والأمن والقوة التي فرضتها القوات المسلحة بنصر من عند الله صوب مناطق النفط وتأمينه. إن فزان كجزء هام من ليبيا لايمكن له أن ينسى تضحياته في سبيل الوصول للعزة والكرامة والمجد باستشهاد أبنائه الأبرار من القوات المسلحة في قاعدة براك الجوية ضحايا الإرهاب شهداء للوطن على طريق الحرية.
وأيضا لن ينسى أبناءه في بنت بية ضحايا الخدمات والاحتياجات الأساسية على طريق الحرية أيضا. المجد والشرف والكرامة لكل من سقط واستشهد ، وسيضل الطريق طويلا وشاقا ومعبأ بالتضحيات مهما كانت صوب العاصمة طرابلس