إخوتي .. حقًّا إننا لمحتاجون للتقوى أشد من احتياجنا للماء والهواء لأنها تجلب محبة الله سبحانه ومن أحبه الله أحبه الناس
قال تعالي :-{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } ، { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }
” وفي الحديث القدسي أن الله إذا أحب عبدًا وضع له القبول في الأرض فاتقوا الله أيها الناس …”
فبالتقوى أوصى الله ورسوله وجدير بالمسلم أن يعض بالنواجذ على وصية خالقه ومدبره ووصية رسوله انظرو الي حالنا اليوم عندما تركنا تقوي الله سبحانه وتعالي تمعنوا في المشهد الليبي اليوم سبب ذلك الابتعاد كل البعد عن منهج الله وتقواه….
قال تعالي :{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } وقال عليه الصلاة والسلام : « اتق الله حيثما كنت » ، فبالتقوى ينجو الإنسان من الشدائد وتندك أمامه العقبات وتزول الشبهات ويجعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ويسر له الرزق من حيث لا يحتسب ،
يقول سبحانه : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } بالتقوى ينضج عقل الإنسان ويتكون عنده ملكة قوية وبصيرة نيرة تضيء له الطريق المظلم يفرق بها بين الحق والباطل وبين النافع والضار بل وتكفر سيئاته وتغفر ذنوبه
قال تعالي :- { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ }
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ }
وبالتقوى يأمن الإنسان إذا خاف الناس ويسر إذا حزنوا ويستبشر إذا قنطوا ويئسوا
قال عز وجل :- { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ علَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
فالإيمان يزيد وينقص. والذي صحت معرفته بالله ورسوله ودينه وصدقت متابعته للشرع ظاهراً وباطناً، يفتح الله عليه بما لم يفتح على غيره، من إلهامات صحيحة ، وفراسات صائبة، وأحوال صادقة،
قال تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً وإذاً لأتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطا مستقيماً}
فقول القلب هو تصديقه ويقينه ، وقول اللسان هو النطق بالشهادتين ، وعمل القلب هو النية والإخلاص والمحبة ، والانقياد والإقبال على الله ، والتوكل علي الخالق سبحانه وتعالي وإصلاح الحال لا يكون الا بتقوى الله وإصلاح العلاقة مع المولي عز وجل فبالتقوى تزداد علاقات الإنسان بربه وينال الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة
قال تعالي { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } بالتقوى يطمئن المسلم على ذريته من بعده ولا سيما ضعفاؤهم
قال تعالي { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
●ومن سنة الله تعالى في الحياة الاجتماعية أنه لا يتم تغيير ما بالمجتمع حتى يبذل المرء جهده في عملية التغيير النفسي أولاً:
قال الله تعالى [إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ] فسقوط الحضارات ونهوضها، والأمم في ارتفاعها وهبوطها، مرتبطة بهذا التغيير النفسي في مسارها عبر التاريخ والحاضر والمستقبل، وهي سنة ماضية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل.
لأن العاقل لو نظر إلى الدنيا بالنسبة لعمره فيها لوجدها قصيرة أحقر من أَنْ تُحبَّ لذاتها ، ولَوجدَ الأغيار بها كثيرة تتقلَّب بأهلها فلا يدوم لها حال ، ينظر فإذا الأحوال تتبدّل من الغنى إلى الفقر ، ومن الصحة إلى السَّقَم ، ومن القوة إلى الضعف ، فكيف إذن تستحب الدنيا على الآخرة؟!
قال تعالى : { ياأيها الذين آمَنُواْ استجيبوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ )) . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .