عفاف عبدالمحسن
صعاليك يأكلنا صدق أخيلتنا المتهورة نكره الكذب وهو صلاة المخمورين الناهبين الوطن .. مساكين نحن الشعراء .. لا يلهث وراء أماسينا صحفي يرغب في سبق يرفع شأنه.
لسنا الساسة كي تأخذنا المواكب المجنونة على الطرقات نحو باذخ التكايا .. ويلتحفنا الحراس الخاصون العمالقة كأنهم ستراتنا الواقية من الرصاص ..رصاصنا قلم نكسره حين نصنع قصيدة تعظم السلطان الجائر مُكّرَهين على النفاق …
مساكين نحن .. فلا تأتي أماسينا قنواتهم تلتقط الصور ويتصارع المراسلون على تصريح.. ينتظرون بشغف أنباء واهمة تقول الكل بخير والوطن يستحم تحت ضوء القمر آمنا ..والأطفال يلعبون بطائراتهم الورقية مع الحمام المسالم فوق سماء لايشوبها الغيم ..والشمس تشرق كل يوم على أرض لا يصطك فوق ترابها في ليل الشتاء نازح ومقهور على بيته المسحوق في أحياء الفقراء ..للأغنياء سحرهم ..للساسة سحرهم ولكم أحرفكم وأخيلتكم وحب لا يسمن ولا يغني من جوع . . قاوموا لا تموتوا لا تقتلوا كلماتكم في مهدها .. ستبقون وإن جفتكم كاميراتهم ويرحلون غير مأسوف عليهم وإن أحاطتهم الأضواء والمتملقون .