تذكر أخي أن كل من على وجه الأرض مبتلى.. الفقير بفقره.. والغني بغناه.. وإذا كان نبي الله سبحانه: سليمان قد قال حينما أكرمه ربُّه بالملك: }هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ{.. فحري بكل فقير أن ينتبه لحاله، ويقول: هذا من حكم ربي ليبلوني ءأصبر أم أكفر.. بل قد لفت رسول الله r النظر إلى أن فتنة الفقر أهون من فتنة الغنى فقال : «ما أخشى عليكم الفقر، ولكني أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكني أخشى عليكم التعمد».
أخي : لا تحزن ففاقتك ذخر لك عند الله، ألم تسمع لرسول الله r إذ قال: «لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة». ، ادفعها بأدب الدعاء.. واستثمرها بأدب الصبر وحسن الظن بالله.. انظر بعين قلبك إلى قرب الله منك.. تدبر علمه بأحوالك.. ورؤيته لحالك.. وسمعه لأنينك.. ومعيته لك.. ثم هاتفه بأعماق قلبك: لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.. تحمل همزات من أقرانك.. وغمزات من خلانك.. وتسخط من أهلك.. وضجر من ولدك.. وأرهم أدب العبودية.. في عزة وتواضع.. وتحمل وتناصح.. ولسانك لهاج بالحمد على النعمة.. والصبر على النقمة.
أخي : لا تحزن.. واختزل هموم فقرك في أدبين: الاستعاذة منه والصبر عليه!