كلهم أنت كلهن أنت

كلهم أنت كلهن أنت

نيفين الهوني

هل يرانا الله خلف تلال من بياض

صوت سيارة الإسعاف اصابني بالصمم وأصاب الجميع بالصداع وأقلقنا وأرهق أدمغتنا في التفكير في هذا البلاء الذي أنزلته الصين فجأة على رؤوسنا دون سابق إنذار.. وأرجوكم الا تقولون لي استغفر ربك ، فهذا ابتلاء من الله، ليمتحننا ثم ليخفف عنا ذنوبنا قبل يوم الحساب.. فأنا أعلم هذا علم اليقين ، لكنني لازلت أتهم الصين بأنها السبب ولا إمكانية لإدعاء العكس.. ثم من قال أنني أتحدث في أمور دينية حتى اتذكر الله، أنا أتحدث عن الدنيوية ، أعلم أعلم أن الله في كل شيء وكل مكان وزمان لكنني أود إتهامها وفقط ..ورجاء كفى أتركوني أعبر عن سخطي وغضبي كما أريد، قبل أن أموت أو نموت جميعا كما لا نريد..  أنستني أفكاري هذه وصراعها في رأسي أن أخبركم أن مجىء سيارة الإسعاف ، كان لنقل فتاة اكتشنا للتو أنها مصابة بهذا الفايروس كورنا والذي ظل كامنا فيها واك تظهر أعراضه عليها ..أكثر من الأيام التي صدعوا رؤسنا بها في شاشات التلفزة وعبر اثير الإذاعات المتنوعة والمختلفة ، والتي منذ قرابة الشهر تركت كل أعمالها وبرامجها ولم تعد تتحدث سوى عن الكابوس الجاثم على قلوبنا منذ اكتشافه فيروس كورونا يبقى في الجسم لمدة 9 أيام ، والوقاية هي أفضل علاج. ،  ويحتاج المرء إلى النضال لبضعة أيام لإزالته من الجسم. أما في أماكن أخرى جاءت التقارير لتؤكد أن المدة الزمنية الفاصلة بين التعرض للفيروس والتخلص منه تتراوح بين يومين حتى 14 يومًا،ووووووالخ

وهاهي الحالة التي أكتشفت اليوم تخبرنا أنهم لا يعلمون شيئا عن هذا الكائن وأن كل ماقيل ويقال مجرد تخمينات لمرض لازال الأطباء يتعرفون من خلالنا عليه، ويتعلمون علينا طرق مكافحته وعلاجه. صوت دقات الطبيب الزائر الرتيبة على الباب انتزعتني عنوة من هذا الدفق المعلوماتي الطبي المرهق ونقاش العلماء بداخل دماغي

ايوا لحظة ألبس الكمامة بس

ازيك النهارده لا ماشاءالله زي الفل..

كنت اجبر فمي على  الابتسام من تحت الكمامة حنى لا أصيبه بالإحباط فل ايه وياسمين مين بس في الفرح اللي احنا فيه ده واللي مش معروف هينتهي امتى ؟

الحمدلله يا دكتور ..

خرجت كلماتي غمغمة مع شبح ابتسامة ونظرات ذابلة

 – احنا عايزين بس نتأكد إن حضرتك تمام ..وإنك مش محتاج حاجة مننا..

 – ياه يابرودك يا اخي محتاج حاجة؟ أنا محتاج مليون حاجة.. ولا حاجة منهم هتقدر لا أنت ولا ألف زيك يوفروهالي ..بس الواحد هيقول ايه

لا مرسي يادكتور مش محتاج حاجة وتقدر تقيس درجة الحرارة براحتك وماعنديش أي أعراض بس ده مش دليل على اني غير مصاب طبعا ..

نظر إلي نظرات مستهجنة وهم بالكلام لكنه عدل عن ذلك عندما واصلت

اديك شايف الحالة بتاعت النهارده ولا كان باين عليها أبدا اي أعراض مافيش غير هو امبارح اللي غابت فيه عن البلكونة اصل انا بشوفها كل يوم بتمارس رياضة اليوجا فيها وبتصلي كمان في البلكونة

يوجا اه عشان كده لقيناها كاتبة حاجات مش مفهومة تصدق كنت فاكرها مش مسلمة طلعت مسلمة الناس المجانين بتوع الطاقة دول عليهم شوية حاجات

 – حاجات ايه يا دكتور ؟

حاجات كده شبه الالحاد بس مش إلحاد ! حاجة كده تحسها بعيدة عن الدين .

وأنا أنظر باستنكار

بعيدة عن الدين؟ ليه هي كاتبة ايه ؟! يتبع

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :