مسعى لتنميط ثقافة السلام “منصة شباب سبها نحو السلام”

مسعى لتنميط ثقافة السلام “منصة شباب سبها نحو السلام”

أحمد عبد الرحمن التواتي

في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن بناء السلام والوصول إلى الاستقرار على مستوى البلاد تتصدر سبها المشهد كونها الأولى وطنياً في اللا استقرار و أقل المدن سلاماً، فهي حتى الآن تعيش حالة من السلام السلبي. ما لايمكن تجاهله أن المجتمع السبهاوي مر بوقت عصيب جداً فكانت بيئته مليئة بالتوتر و العنف والقيم المتدنية والمظالم، حيث اتخذت في وقت من الأوقات ثقافة السلاح مركزاً مهيمناً في معظم الاختلافات التي تمر وتعصف بهذا المجتمع، مما يهدد مستقبل الشباب الذين يستحقون حياة سلمية خالية من المنازعات ، مما يحتم خلق ثقافة السلام والبيئة الحرة لحل النزاعات، لأنه هذا هو المجال الذي يمكن للشباب أن يلعب فيه دوراً هاماً بتعزيز ثقافة التغيير ”عن طريق تغيير مواقفهم تجاه الناس وأن يجمعوا ما بين حماسهم وصبرهم و إدراك أهمية العيش معاً وأن يكونوا مسؤولين ومدافعين عن حدود السلم واللاعنف.

إن نشر ثقافة السلام بين الناس يحتاج من الجميع توحيد الصفوف في مواجهة صنوف التطرّف الفكري المتعدّدة مثل: إقصاء الآخر، والدعوة إلى القتل، وما إلى ذلك، ويتم ذلك أولاً بتربية النشء الجديد على القيم الفاضلة والعظيمة، واستغلال التعليم في ذلك، مع ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة، والوسائل التقنية الحديثة، وشبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تغلغلت في سائر نواحي الحياة المختلفة، والتي تُعد شديدة الصّلة بفئة الشباب؛ تلك الفئة الأكثر استهدافاً من قبل المتطرّفين، وأصحاب الأفكار المنحرفة، من جانب آخر، فإن على قادة الرأي والعلماء من ذوي الاختصاص دعوة الناس إلى التقارب، وتوحيد الصفوف، وزيادة التلاحم الاجتماعي، فكلما تقارب الناس من بعضهم أكثر امتلكوا القدرة على مواجهة العنف، وتعاظمت محبتهم لبعضهم البعض، وهذا كلّه سيؤدي في نهاية المطاف إلى إحلال ثقافة السّلام. كما أنّ لنشر العلم والثقافة دور كبير في تنميط ثقافة السّلام، فسيطرة مثل هذه الأمور على عقول الناس، تجعلهم أكثر جُنوحاً نحو السّلام واللاعنف، وأكثر انفتاحاً على الآخرين . و من هذا المنطلق وضمن برنامج منصات شبابية الذي يهدف إلى تعميم وانتشار مفاهيم السلام والتنمية من خلال طرح حوارات متعددة تناقش وتطرح قضايا في هذا المجال وتعمل على طرح مبادرات يمكن تنفيذها على إطار شخصي وتصحيح لمفاهيم عدة وتكريس لفكرة الحياة بدون نزاع . حيث توفر من خلال هذا البرنامج منصة ومكان للشباب من الذكور والإناث على اختلاف مجالات اختصاصهم وفئاتهم العمرية المشاركة في الحلقات الشبابية. وحظي كل مشارك بفرصة متساوية للتعبير عن رأيه ومشاركة أفكاره في مواضيع متنوعة ثقافية و اجتماعية وفنية يهدف إلى تحديد أهم توجهات الحوار وتسليط الضوء على القضية المناقشة من عدة محاور و أفضل الممارسات. حيث يتناقش المشاركون في الحلقة عن القضية من حيث المحاور والتحديات والحلول والأفكار، يعتمد على حضور مجموعة من المشاركين من خلفيات ثقافية وعرقية مختلفة و التفاعل من المستمعين سواء على الهاتف أو رسائل sms أو مواقع التواصل الاجتماعي. ومن خلال هذه المنصة تم استضافة أكثر من 64 ضيف /ة من مختلف مكونات مجتمع مدينه سبها ليشاركوا تجاربهم و مبادرتهم و قصص نجاحهم في مواضيع مختلفة تهم الشباب فالمحاور التي تم مناقشتها وبثها تستهدف هذه الفئة وهي قضايا لم يتم التطرق إليها من قبل ولكن هذه المنصات الشبابية كانت تركز على الشباب و تمس مشاكلهم ولذلك نجحت في نشر الثقافة على مستوى الشباب ، والتي كانت نتاج تكاثف جهود معهد السلام ومنظمة فزان ليبيا ومقدمة البرنامج الإذاعية ” أميرة نوري “. فعندما يكون الشباب معداً بشكل سليم وواعياً ومسلحاً بالعلم والمعرفة ، سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وأكثر استعداداً لخوض غمار المستقبل، لأنه باختصار المجتمع لا يكون قوياً إلا بشبابه والأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :