- أحمد حافظ
أمشي إلى الـحُـبِّ
قلبًا وارفَ الطينِ
مُخضوضرًا بحكاياتِ المساكينِ
أمشي وأُرهِـفُ روحي
رُبَّ رائحةٍ
يومًا ستفضَحُ أشواقَ الفساتينِ
أمشي
وبَـرْدُ شتاءٍ قارسٍ بدمي
حُـمِّـلْـتُـهُ منذُ آلافِ التشارينِ
فأحرقي ذكرياتي
إنها مُـدُنٌ
تحتاجُ منكِ إلى نيرانِ “نيرونِ”
وعلِّمِيني الوقوفَ المُطمئِنَّ
إذا دارتْ على قمحِ أيامي طواحيني
وبَرِّدي جسدي المحمومَ
يا امرأةً يمحو حنانُكِ آثـارَ السكاكينِ
دمي فداؤكِ
من خوفٍ، ومن قلقٍ
أليس يكفي دمي بين القرابينِ؟
أُعِيذُ عينَيْكِ يا أختَ الملائِكِ
من ملحِ الدموعِ
ومن كُحلِ الشياطينِ
أُعِيذُ كفَّـيْـكِ
إلا من مُصافحةٍ
لوردةٍ سوف تحكي عن بساتيني
أُعِيذُ عُمرَكِ
أنْ يمضي الربيعُ بهِ
وأنتِ مَنْ في يدَيْهَا سِفْرُ تكويني
كتبتُ بالدمِ مكتوبي
فما بَلَغَتْ حمامتي أيَّ معنىً من عناويني
حملتُ خيمةَ أحزاني على كتفي
ورحتُ أغرسُ في الصحراءِ زيتوني
وصرتُ مُنحنيًا أبدو..
كأنْ جسدي
بهِ تَـجَـسَّـدَ تاريخُ العراجينِ
كأنني بَـلَـدٌ خـاوٍ ومُنكسرٌ
وأنتِ مُكـتـظَّـةٌ باللوزِ والتينِ
قلبي طريحُ ضلوعي..
كلما لَمَعَتْ عيناكِ طارَ إليها مثلَ مجنونِ
حتى إذا همَّتَا بالنومِ
قلتُ لها:
باللهِ يا أدفءَ الأشياءِ ضُمِّيني
فأنتِ أجملُ ما أدعوهُ مُعجزةً
وأنتِ أحلى سماواتٍ تُغطِّيني
قومي من النومِ مثلَ الوردِ طازجةً
وأيقظيني على صوتِ الرياحينِ
حتى أرى جنَّتي في راحتيكِ ندًى
وأمنياتي على وجهِ الفناجينِ
فكم أرَقتُ على الأبوابِ أغنيةً
تلوذُ باسمكِ
من شتَّى الزنازينِ
فلتفتحي ليْ
ذراعيكِ اللتَيْنِ هُما
حُـريَّـةٌ رَفْـرَفَـتْ في قلبِ مسجونِ
وعانقيني طـويـلًا
مثلَ فاتنةٍ
فإنني فيكِ حَـشْـدٌ من مفاتينِ