وطن

وطن

  • الشيخ يونس محمد

وطنٌ لأجرامِ المنيِّة منزلةْ

أيامهُ بدما بنيهِ مخضَّلة

يَهْفُو و أرجلهُ جراح غوَّرت

وطريقهُ مِلءَ المواجعِ مُثْقَلة

يَهْفُو وأنيابُ الزمانِ تَنُوشهُ

فكأنَّهُ لمدى التعاسةِ بوصلةْ

تاهت على ناي الجوى أحلامهُ

كالطيفِ ضيَّعه سماءُ الأخْيِلةْ

قد ضاع بين توجسٌ وترقب

كالحرفِ تاهَ به فضاءُ الاسئلةْ

حلَّت غَواشيُّ الرَّدى بربيعهِ

عبثت بلوحتهِ وقصَّت أنْملهْ

كم خاط من عُري الزمانِ جدائلاً

قِمصانها بدمِ الشَّهيدِ مفصلةْ

سكنت أسَاجِيع الظلامِ عروشهُ

فكأنَّه لحِمى الأوابدِ مِسْفَلةْ

فإلامَ تنشدكَ المَرازِءُ لحنها

وتريكَ من لَغبِ الفجيعةِ أثقلهْ

وإلامَ ترقصُ في ضُلوعك آهةٌ

وإلامَ ترقدُ حول جِيدكَ مِقصلةْ

يا موطناً  إنجيلهُ رجعُ الضَّنى

أسفارهُ بلظى الحرورِ مُزمَّلةْ

يا موطناً وجعُ الزمانِ خَدينُهُ

وأنِينهُ أيوبُ لن يتحمَّلهْ

كلُّ المواسمِ تبتليكَ صُروفها

حَسِبتكَ حاضنةُ البريحِ و مِحبَلهْ

تَستمرئُ البَرحاءَ صوتك لحنها

و سِنانها من كل حَدبٍ مُقبلةْ

وطني خريفُ الوردِ في زمن الظَّما

وإدامهُ يُحي القفارَ المهملةْ

وطني لأغنيةِ الإلهِ ربيعها

فمتى ستُونعُ في حُقولكَ سُنبلةْ

يا نقطةَ التكوين مَبدأُ وحيها

فلأنتَ في سَبعِ الكتابِ البسملةْ

يا لهفةَ الأحبابِ وجهكُ ايةٌ

تَرنو إليهِ المعجزاتُ مُبجِّلةْ

وتري يسافرُ في سهولكَ نازفاً

ليَرى على أيِّ المحابضِ مَنزلهْ

صبراً فإن قوَّى الظَّلامُ حصونهُ

يوماً سيهدمهُ بكاءُ الأرملةْ

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :