مسار الياسري
قُلْ مرحبًا
هذي المحطة ُ لمْ يزرْها منذُ عشقٍ
شاعرٌ
ينسلُّ من صدرِ القصيدة
يا أيّها المنسلُّ نحو التِيْهِ قفْ
فلعلّ شيئاً ما سيعبُرُ من خلالِك
فكرة ً أو صورةً أو شارعًا
ما مرّ فيه وجومُك الأزليُّ
قفْ في كلِّ مفترقٍ
وناولْ سُكْرَكَ الهمجيَّ أغنيةً…
هناكَ
على رصيفِ العمرِ قبّرةٌ
تُصفّقُ للصغارِ من العصافيرِ
التي وُلِدتْ على دينِ الرصيف
و انت تبتكرُ المسافة َ كي تُغنّي
سوفَ يقتحمُ القطارُ خيالَ أغنيةٍ
يحاولُ أن يقولَ لك انتبِهْ
قد ظنَّ أنِّ عليهِ تشتيتَ المواجعِ
ثم يمضي
دون شكِّ بلْ سيرحلُ
مثل آخرِ بائعٍ للشاي
لا يدري و لا تدري المحطة ُ
كيف غادرْ
يا قلبُ حيَّ على الفراقِ
فجمّع الطرُقاتِ و اهرُبْ
قبلَ أنْ تُدعى لحفلٍ ما..
لتوزيعِ الهزائمِ
أو لتفتتحَ الأسى بحضورِ
حشدٍ من جراحكَ
قلْ لهم يا قلبُ إنَك ما استعنْتَ
على الهزيمةِ بالهزيمةِ
أو فكنْ يا قلبُ شيئاً من قصيدة
قلْ لهم يا قلبُ وحدكَ قد
طويتَ العمرَ منسيًّا
ولكنْ ما دَنا النسيان يومًا
من وفائِك
لا ولا سيّابُ شعركَ
ليلة ً سكنتْ جراحُه فاستراحَ
على ضفافك
شاءكَ الترحالُ منفيًّا
وشئتَ بأن تكون َ…
و قلْ لهم مرّتْ عليّ حمامةُ الأيكِ التي…
مرّتْ وما همسَتْ ببعضِ سؤالِ
ومضَتْ تدندنُ للغيومِ عتابها
و أنا تكسّرَتِ الحكايةُ داخلي
فتساقطتْ حزنًا عليّ
أنا التي ما قلتُ يوماً قد تعبتُ
لقد تعبتُ
و مرّ سربٌ لم يقلْ لي مرحباً
لكنني أخبرتُ من في الأرضِ عنها
إنها رحلتْ بكلِّ بساطة ٍ
رحلتْ و أخبرتِ الفراشة َ إننا لم نلتقِ …