- صلاح يوسف
خيط وحيد
يشدني إلى دنيا أنتِ فيها
لأبقى متعلقاً بين التوهم
والحقيقة
لا رغبة لي في الكلام
لا رغبة لي في البكاء
لا رغبة لي في أن
أقلم أظافر الوقت
التي يشحذها كسكين
ويخنقني بها
في غيابك
صمتي مقبرة
وأنا عقرب مكسور
في ساعات الإنتظار
أنا والوقت توأمان
متشابهان
يقطعني غيابك
كمنجل في أيام الحصاد
وأنا حقل من الصبر
صمتي لسان بلا شفاه
وسنابل قمحي يانعة
غيابك مقصلة
وحين سرقك مني
سرق كل عواطفي
الرقيقة الدافئة
أطفالاً صغاراً تيتموا
في سنواتهم الأولى
وفقدوا الحنان
إحساساً وشعوراً
قلب ينبض فقط
يشدهم إلى دنيا
أنتِ فيها
وماذا تفعل الأيام
بقلب مهمل
مرمي فوق الرماد
أستحيل بدونك
ساعة قديمة
ميتة العقارب
مرمية في ركن منزوٍ
على رف مكتبه
بنت بين جدرانها
العناكب بيوتها
وأصبحت ملعباً
لذرات الغبار
داخل غرفة
باردة وشاحبة
كشحوب الموتى
ورقة من أوراق الخريف
غادرت شجيرتها
لتصطدم برياح عاتية
لإعصار مدمر
فراشة إحترق
أحد جناحيها
وسقطت
تدوسها الأقدام