- محمد بوثران
ثلاثونَ عاما مضتْ
مثلَ ركضٍ سريعٍ على شاطئ البحرِ،
طفلا بنيتُ قصورا من الرّمْلِ دمّرها الموجُ، في كلِّ مدّْ.
تعلَّمتُ كيفَ أرَمِّمها،
كيفَ أرفعها من جديدٍ بلا أملٍ في الخلودِ،
وأكتب في الرمل حين يدمّرها الموجُ؛ لا شيء يصمد حتى الأبدْ.
ثلاثون عاما.. حلمتُ
كأيِّ فتى بنساءٍ يجئنَ إلى البحرِ،
يطرقنَ أبوابَ قلبي.. وأفتحٍ في آخر العمر لامرأةٍ من زبدْ.
وها إنّها الآنَ تطرقُ
بعد ثلاثين عاما تماما.. وتهمسُ؛
إنِّي ألوذُ بصدرك من موجةٍ تتشكّلُ في القلبِ إذْ تبتعِدْ.
وها إنها الآنَ تجلسُ
مثلي على شاطئ البحر.. بعد ثلاثين عاما
أخيرا جلستُ بلا أيِّ ركضٍ، ولمْ أنتبه للنساء اللواتي خرجن من البحرِ منذ أمدْ.
المشاهدات : 216