بقلم ::ناجي الحربي
قرأت للصادق النيهوم الذي مازلت لم أفهم ما يكتب .. لأن كلماته قفزت فوق مستوى فهمي .. كما يقول في كل مرة يناقشه فيها الجهلاء ..
النيهوم كان يقول أيضًا وفي كل مناسبة ” الغد دائمًا أفضل” .. وقد صرت أكره هذه العبارة لاقترانها بعبارة أحد قادة ثورة فبراير إبان المجلس الانتقالي ” الخير جاي” ..
مع القناعة التامة أن العبارتين فيهما دعوة للتفاءل .. رغم تحذيرات بعض الأصدقاء بقولهم : لا تفتح علبة لم تقفلها .. وهي نظرة إلى حد ما حذرة .. ومترددة أيضًا .. وما بين الصادق والمسافة التي بيني وبين هذا الصندوق خطوات صغيرة لكنها كثيرة .. قد توصلني إلى الهدف الذي هو في حقيقة الأمر أقرب من زحل ومن أنفسنا ..!!
لتغفر لي الكياسة .. فأنا يا سادتي إنسان بسيط لا أزن جناح بعوضة في هذا العالم المترامي الأطراف والذي لم يتوقف عن الدوران .. أحب أمي وأبي .. وأحب أولادي وجيراني .. كما أحب من هم هناك يتدثرون بعشق الوطن .. وأحب كل الأصدقاء بمن فيهم أصدقاء المهنة .. ورئيسنا الملتحي الذي بين الحين والآخر يوجه لي رسائل اللوم والخصم لا لشيء إلّا لأنني أختلف معه في طريقة عبادة الله .. هو يريدها طريقة تقليدية لا تنقصها أية طقوس .. وأنا أريدها مرنة ومتطورة تتمشى مع العصر .. نعم أحبه .. وأحب كل الناس حتى عامل النظافة الذي كثيرًا ما أناديه بـ” بنقلا” والذي يقوم بتنظيف شارعنا بتكاسل مميت .. أحبه كثيرًا .. وأحب رائحته فهو يؤدي عملًا جليلًا بنقله لمخلفاتنا الكريهة إلى أماكن بعيدة .. خوفًا من أن تصيبنا الأمراض الفتاكة .. وحتى لا تزكم أنوفنا رائحة أوساخنا ..!!
قلت لكم أحب كل الناس .. وكل الحيوانات الأليفة منها والمفترسة .. ذلك أنها تتساوى معنا في عدم امتلاك الحرية .. فهي لا تستطيع أن تحدد عمرها وشكلها ولونها ولا حتى تحظى بتسمية لطيفة وجميلة