- مغيرة حسين حربية
مضوا بعيدا..
ذهبوا في الممرات الحافية.
لم تعد (مرام) تكلم سوى العصافير النازحة
وذهبت أمي مع الموتى القدامى،
مع الريح
وأسلاف القمر..
وبقيت هنا
جاثيا
أراقب الأرواح الكفيفة
تخرج من ثلمة الغناء على غصن الليمون.
في البدء،
يعزف الطيبون أشعة الصباح الأولى
في النهاية،
يقررون مواراة الكمنجة..
(كلها)..
ويدفنون اليمام في مقبرة البيت.
كنت شاهدا على تحطيم لوحة الصلحي الأخيرة
وتحطيم مرسم “مستر جورج ادوارد“
عمر خيري”
الفاتنن
–اللندني المجنون- والعتيق،
ومحو لافتات جحا الشقية، في أم درمان القديمة.
أسأل مآتى العصافير في شجر البلاستيك،
–من تكونون؟
تجيب مرام من نافذة بعيدة
–لا تهتم يا ولد..
ويعزف الطيبون، خلفها، اشعة الصباح
وترقص شجرة الليمون يا أمي..
يرقص اليمام في الأخير..
يرقص في النهار..
المشاهدات : 172