مختار الورغمي
أيها القادم على عجل تهمل قليلا فمازال في الكأس بقايا شراب …مازالت بعض عذابات رفيقك لم تكتمل حروفها على صدري العاري …مازالت بعض جراحي تنز قيحا فاصبر قليلا علني اتدبر بعض الملح ….دعني أحبر على بابك ما تيسر من تخاريفي وانا المسكون بالحرف عشقا أبديا …لن اطيل الكلام هي فقط بعض الأمنيات كما عودت رفاقك السابقين…لن أستعير غريب اللفظ ولن أركب بحر اللغات القديمة فما عادت لي أمنية تستحق الابحار.
أمنيتي الأولى
الهي عجل بشفائي من حب الوطن وعشق الأرض …أرهقني السير على أرض باتت بلا ملامح …أنهكني الترحال في فجاج غرد فيها بوم الخراب وتزينت برداء التفاهة “الهي أعني عليهم” فقد طالت لحيّهم وقصرت سراويلهم وامتلكوا جميعا مفاتيح الجنة فأخرجوني من الملة…الهي أأحب وطنا تربطني به مسبحة ونقاب؟ الهي صار الوطن مبغى تمارس فيه الموبقات باسمك وكلما تحدثت عن الفقراء والمعدمين قالوا موعدهم الجنة …كلما طالبت بحقي في الوطن كفروني وهدروا دمي …
أمنيتي الثانية
أن أشفى من عشق الحرف …صار الحرف عبئا ثقيلا قد تنوء بحمله الجبال …أي معنى للحرف في زمن ” كل البنات بتحبك” و ” عيلة واطية ونصابة” …أي قيمة للحرف في زمن صارت فيه القصيدة مومسا يضاجعها كل من هب ودب …لمن أكتب وقد صارت الرواية فتاة ليل تبيع نفسها لكل العابرين ؟ …”لمن يا صاحبي نكتب؟”
أمنيتي الثالثة
أن اشفى من ضميري …يؤرقني هذا الساكن في أعماقي وهو يوقظني في صباحات الشتاء الباردة لتنطلق رحلة شقاء في الأرياف القصية وكلما حاولت اغتياله في احدى المنحدرات الا وأفلت مني لألتقيه هنااااك ساخرا مني …أمنيتي أن أتعلم السهر حتى الفجر …ان أذهب متأخرا كباقي الخلق …ان لا انجز واجبي بدقة …ان اغلق جوالي يوم الاحد وأقضي ساعات على طاولة الورق …..
معذرة أيها القادم لقد خلت أمنياتي من كل ما هو يسير كي لا أرهقك …أعرف ان العرب سيجتمعون في يناير ويعلنون قيام دولة العرب الواحدة …أعرف ان تحرير فلسطين مسألة وقت لأن مصر ستغلق قناة السويس والخليج سيسحب أمواله من بنوك اوروبا وسيوقف ضخ النفط …أعرف أننا قريبا سنستورد العمالة من الخارج بدل استيراد الموز والمانقا والماكياج …أعرف ان سعر العملة العربية الموحدة سيفتك بالاورو والدولار في فبراير …أعرف أن سبتة ومليلة ستعودان في اذار …الجولان تحرر واقليم اسكندرونة سيعود سوريا والعراق بدأ نهضته من جديد بخبرات ليبية …أعرف ان أمريكا ستستورد القمح من السودان في شهر حزيران …….
كل عام وأنتم بخير