عام دراسيٌ مختلف الافتتاحية : تكتبها رئيس التحرير عندما كنا صغارا كثيرا ما رددنا بيت الشعر الشهير للشاعر حافظ إبراهيم: العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها. والجهل يهدم بيوت العز والكرم. وكبرنا وكان وطننا مهدم تماماً ، مناهجنا تقليدية ، ثقافتنا ضحلة ، نضع في ذيل اهتماماتنا الإبداع والفن والثقافة ، بل إن من يدرس الصحافة أو يكتب الشعر ينظر إليه بازدراء من القاعدة الشعبية العريضة ، حصص الرسم والرياضة مستثناة في الكثير من المدارس بل تسبدل بحصص الرياضيات في العادة. جيل ينشأ ومعلموه يعتبرون كل المواد الثقافية إهدارا للوقت وعبثا لا طائل منه كيف يا ترى سيكون
صرحت الناطقة الرسمية باسم وزارة الدولة لشؤون المرأة ميار صلاح الدين “تعمل لجنة الأزمة بالوزارة على قدم وساق لتكاثف الجهود ومساندة المتضررين” حيث قالت : شكلنا لجنة للأزمة وظيفتها الربط مابين السيدات الفاعلات بالمجتمع والخيرين والمؤسسات المعنية، حيث تولت اللجنة بالتعاون مع عدة منظمات تجهيز قوافل محملة بالمساعدات والتبرعات لأهالينا بالمدن المنكوبة. من خلال تولينا لمهام منسق لهذه اللجنة اطلقنا بالتعاون مع رئيسة المجلس الإستشاري الأسري الليبي منى أبوعزة والناشطة الاجتماعية والسياسية رباب نور مبادرة لتجهيز قافلة صحية نسائية تتولى توفير الإحتياجات والمساعدات الطبية اللازمة للنساء والأطفال وتقديم الدعم النفسي والأسري للمتضررين للتخفيف من حدة الأضرار.
مَن لِسبها الودود من ناكر جحود؟ الافتتاحية تكتبها رئيس التحرير سبها مدينة شهباء، أقرب لقرية بائسة من مدينة حقيقية ، كل ما مرّ عليها من سلطات محلية لم تغيّر من واقعها شيئًا ، سبها أيضا خرجت وصدّرت للعالم قامات فكرية، وعلمية، وثقافية كبيرة، ينكرون حتى أنهم مرّوا بها ذات يوم ، مع احترامنا للقلة القليلة التي تعترف بذلك. شيء آخر مهم، سبها بها رؤوس أموال وتجار ، مؤثرون جدا محليا ودوليا، وحتى عالميا، وبها أحياء بائسة، والله أشبه بالمقابر ، مبانيها عشوائية القمامة تحتلها بالكامل، يسكنها من تحدثنا عنهم قبل سطر واحد. فلماذا لا يهتم هؤلاء بالتنمية المكانية
الافتتاحية تكتبها رئيس التحرير الأمل جنوباً وليبيا ترمي ثلثها خارج حساباتها في صحرائها الشاسعة حيث كان يُقتل أبناؤها ويساقون معصوبي الأعين، مكتوفي الأيدي إلى مصير ليس بمجهول، مقابل دفع فدية مالية قبل عام ونيّف ، ما كانت ليبيا تملك حيلة حيالهم هذا إن افترضنا حسن الظن. وإن استخدمنا افتراضات أخرى فإن الجنوبيين الذين لا يملكون من أمرهم شيئا، وجثام المركزية يشل مفاصل الدولة ويرميهم خارج دائرة الضوء، من هم حتى ترسل لهم الدولة الحماية التي يستحقونها؟ كان ذلك قبل عدة شهور . أما اليوم ومنتسبو كافة الأجهزة الشرطية والأمنية الجنوبية يجتمعون في المسرح الشعبي سبها في عاصمة فزان
كتبت / سليمة بن نزهه يبدو الاسم كبير على حلم راود الليبيين منذ عشر سنوات ، فهل تتمكن حكومة الاستقرار الوطني التي جاء بها مجلس النواب من التواجد على ارض العاصمة طرابلس دون حرب جديدة ، أم أن شبح الاقتتال والانقسام الذي عناه الليبيون خلال العام 2014 يلوح في الأفق وبذلك يصبح الحلم مجرد أمنيات صعبة المنال . ولو أنه لا مستحيلات في الحالة الليبية التي استعصى حلها على جميع الأطراف المحلية والدولية والتي تثبت في كل مرة أن القراءات السياسية لها قاصرة وأن المصالح والمكاسب السياسية هي التي تحكمها إلا أن اقفال الأجواء الليبية في مطار طرابلس
كتبته :: سليمة بن نزهه مراد الجماعي فنان تشكيلي شاب من مواليد 1996 بمنطقة تمسان الشاطئ الواقعة في جنوب ليبيا ، مراد حائز على الذهبية في بطولة الفن التشكيلي بالمسابقة الأولى للمبدعين العرب بلندن 2021، والتي شهدت أيضا مشاركة كبيرة لفنانين ومفكرين وأدباء وباحثين، يمثلون سبعة عشرة دولة عربية في مجالات فنية متعددة . كل المشاركين قد تتوفر لهم بيئة طبيعية مختلفة تماما عن البيئة التي يعيش فيها مراد ، لكن البطل مراد تفوق على كل هؤلاء في مجال الفن التشكيلي فقدم لوحات فنية باذخة سرقت الباب المشاركين ، ونزعات نقاط لجنة التحكيم بلا منافس . مراد أبن
سليمة بن نزهه تماما كالكثير من أحلامنا وكجزء غالي من شبابنا ذهب يوم 24 ديسمبر 2021 وهو اليوم المحدد من قبل المفوضية العليا للانتخابات الليبية لاجراء ” العرس الانتخابي كما يسميه الليبين ” ادراج الرياح ولا أمل من عودته لأننا فرطنا فيه بمنتهى السهولة ! 24 ديسمبر هو ذاته التاريخ الذي كانت ليبيا تحلم فيه ، بأن تعيد استقلالها المجيد مجددا ، بانتخابات حرة نزيهة ، لكن الاحلام تحتاج دائما لإرادة صادقة كإرادة الرجال الذي انتزعوا الاستقلال وكان ورائهم ومعاهم نساء ماجدات حقيقيات حتى وأن لم يظهرن في الصور . قبل أيام من الموعد المرتقب للانتخابات وبعد استكمال
سليمة بن نزهه جنبنا الحكماء الخيرين الأيام الماضية حرباً محتومة بين قوات الجيش والداخلية أثر استيلا الأولى على سيارات تابعة لثانية في منطقة الشاطئ بسبها . لأول مرة ومنذ سنوات ينتصر صوت العقل على جنون الحماقات في مدينة منكوبة بلا حرب وبلا اقتتال ، سبها التي فقدت خيرة شبابها في حروب مضت ، تلقنت الدرس جيداً فمن الغباء دخول حرب جديدة لا ناقة فيها لها ولا جمل . لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ويفرض نفسه بقوة ما الذي يقوم به الجيش والداخلية في سبها ، الا يفترض أن يستقر الجيش على البوابات وخارج حدود المدن لحمايتها ،
سليمة بن نزهه منذ ثمان سنوات والبرلمان الليبي المنتخب من القاعدة الشعبية العريضة يمارس علينا نحن الليبيين كل أنواع الإذلال فقط لأننا منحنا أصواتنا الثمينة لمن لا يستحق ولأننا ارتضينا بقاءه سيف مسلط على رقابنا وأحلامنا في دولة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهي جميعها أماني صارت بعيدة المنال إذ لم تتمكن السلطة التشريعية العليا في بقايا دولة منهارة تماما تحقيق أي هدف ملموس على أرض الواقع يمكنه أن يحدث تغيير جذري في مفردات العبث الذي نعيشه أينما ولينا وجوهنا . لا يمكننا أن ندعي أن البرلمان شر بالمطلق ، لكن خيره لا يسمن ولا يغني من
حين تصل لمنطقة أبو الغرب وأنت ذاهب أو عائد من طرابلس كحال أي جنوبي لا يمكنه الانفصال عن الوطن عليك أن تتقبل الصدمة الأولى فهنا جميع محطات الوقود الرسمية التابعة للدولة مقفلة ومهجورة منذ زمن ، ستجد مجموعة من “الهوسا” يجلسون بقرب ” براميل بلاستيكية ” يبعون الوقود ، تلقائيا سوف تسأله بعد تحية الصباح: بكم البرميل يا محمد ؟ وستكون سعيدا جدا عندما يجيبك عشرة بعشرة أي عشر لترات بعشرة دنانير ، الوقود الذي يباع في محطات طرابلس وبنغازي ومعظم مدن ليبيا بخمسة عشر قرشا أو درهما ، يباع في الطريق إلى فزان بدينار ، مساحات متفاوتة
هنا في هذه البقعة النائية البعيدة كل البعد عن اهتمامات الحكومة ، نعيش يوميا تفاصيل فقدان الأحبة برحيل موجع بأسباب كان بالإمكان تلافيها لو كنا رعايا دولة تحترم آدمية قاطنيها مهما كانت جنسياتهم . نسمع ونرى ونقرأ أخبارا يوميا عن الوفيات بوباء كورونا رغم الملايين التي صرفتها الحكومة على التجهيزات واستجلاب المعدات والأجهزة الخاصة بوباء العصر، طبعا قبل استجلاب اللقاح ومع ذلك تكتظ مراكز العزل الجنوبية عامة والسبهاوية خاصة بالنزلاء الذين فارقوا الحياة وهم على أجهزة الأكسجين حتى هذا الأكسجين الاصطناعي أطلقنا حملات نداء واستغاثة بسبب نفاذه من مراكز العزل ، رغم أننا نملك مصنع أكسجين متواضع يبذل
الأفتتاحية مرت قبل أيام 19 / 1 / 2020 الذكرى السادسة لاستشهاد الزميل الصحفي عبد الله بن نزهه في حرب يناير الشهيرة التي دافع فيها شباب سبها عن مدينتهم بكل شجاعة واستشهد منهم زهاء المائتين شهيد . ونحن هنا إذ نستذكر هذه المرحلة من تاريخ سبها وفزان وليبيا عامة لا ندعو بذلك لسفك مزيد من الدماء ، ولا لنشر ثقافة الاقتتال والانتقام إنما نتساءل ترى ما مصير أسر كل ضحايا الحروب الليبية؟ ما مصير الأمهات اللواتي فقدْنَ أبناءهن؟ وفي بعض الأحيان وفي مجتمعنا تحديدا قد يكون هذا الابن هو العائل الوحيدة لأسرته ما مصير اليتامى والأرامل ؟ وهل
افتتاحية فسانيا كنا نتوهم أن ما يحدث في مدينة سبها حالة عابرة من مرض نادر سرعان ما سيتلاشى تحت وهج شمسها الحارة ، التي تذيب الحجارة لا الأمراض ، لكن الأمر استفحل حتى صار ظاهرة بدأت تستشري في الأوصال كالمرض الخبيث موجع أن يتحول حال مدينة بحالها بكل من فيها من بشر إلا ما رحم ربي إلى أصنام لا تتحرك لا ترى، لا تسمع، لا تتكلم، في كل ما يخص شأنها العام . في سبها تمارَس الحرابة أمام العامة جهارا نهارا قد يسلبونك سيارتك ، أو هاتفك النقال ، أو حقيبة يدك ، هذا إن نجوت أنت من
الافتتاحية يصر الكثيرون على تسميته باسمه القديم جدا ( 2 مارس ) رغم أنه تحول لمركز طبي مستقل منذ سنوات طويلة أي قبل العام 2011 بذمة مالية ومخصصات مستقلة . مركز سبها الطبي هو ملاذ البسطاء من عامة الناس ، الكل يزوره ويجد حاجته فيه ، بغض النظر عن الأخطاء الموجودة في كل إداراتنا بلا استثناء ، وعن فقدان وأحيانا انعدام فن التعامل الذي تشكو منه معظم مؤسسات الدولة الليبية ، يظل هذا المركز الطبي وجهة جميع سكان فزان بالمطلق يأتونه في كل الأوقات ليلا نهارا صيفا شتاءً لا أحد يستغني عنه ، حتى مرتادي المشافي والمصحات الخاصة
الأفتتاحية لتدرك جحيم الاتصالات الليبية ما عليك إلا التوجه للدولة الشقيقة القريبة تونس ، لِتُهْدَى لك شفرات اتصالات مجانية ترافقها ابتسامة عريضة وكلمة ترحيب أنيقة بمجرد وضع قدمك على أرض مطارها ، الرقي في التعامل لا يكلفك الكثير ولا يُشتَرى بميزانيات ضخمة ، هو قرار شجاع للولوج لبوابة الحضارة ! تتنافس الشركات في كل دول العالم ، ونحن نكتفي بشركتين وبخدمات متواضعة جدا وزهيدة وأحيانا كثيرة مخترقة ، سعر الاتصالات في الشركتين خيالي ، يصاحبهما انقطاع متواصل ، دون أدنى اعتذار ، الشركة الحريصة على قطع المكالمة دون إنذار حين يستنفذ رصيدك أثناء إجراء أي مكالمة داخلية كانت
افتتاحية العدد 317 من صحيفة فسانيا سبها مدينة لا تروى فيها أي قصص مبهجة وجميلة ، لأنها ومنذ زمن بعيد اعتادت على سرد الحكايات المؤلمة قصص القتل والخطف والتنكيل والرعب والسيارات المعتمة ودفع الفدية وخرج ولم يعد ، قصص تدور كل تفاصيلها حول ” الإظلام التام ” والسيولة المفقودة والمياه المقطوعة . لا إنجازات حقيقية يمكن الحديث عنها في مدينة مظلمة كمدينتنا تحولت لشبه قرية كبيرة وخاوية ، لكن قد تحدث المعجزة وقد يحيي الله العظام وهي رميم . ولعل قصة ابن العقيد محمد الأصفر التي لم تجد الصدى الكافي لها هي إحدى القصص المضيئة في عتمة سبها
الافتتاحية :: فسانيا فعل غير مرئي وغير ملموس ولا يمكنك السيطرة عليه لكنه مؤثر جدا يتحكم في كل تفاصيل حياتنا ، صغيرها وكبيرها ، مهمها وتافهها ، قليلها وكثيرها ، نمارسه جميعاً بلا استثناء ويمارس علينا بمنتهى القسوة . يبدأ من البيت ليتسكع عبر طرقاتنا وشوارعنا ، يحتل الصدارة في مختلف مؤسساتنا ، و يحكم سيطرته على أعلى هرم السلطة فتتحول دولتنا لسلطة . يمارسه الأب ( الأم ) الليبي إلا ما نذر فيخذر أبناءه بمعسول الكلام فيزرع فيهم شعارات لا تمتّ للواقع بصلة ، يضخم لهم التاريخ والأمجاد والأجداد فيسجنه في عالم خيالي خاوٍ وعندما يكتشف الابن
افتتاحية فسانيا ربما تختلف تعاريف هذه الكلمة الضاخة وحدها بكل المعاني في مختلف قواميس العالم من حولنا ، لكن تعريفها في مدينتي التي كانت تحتضر قبل سنوات ، دون أن تلفظ أنفاسها مختلف تماما ، نعم ففي المدينة الواقعة على قاب قوسين أو أدنى من خط الموت بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا لشوارع الرئيسية ، فازدحمت السيارات الشفافة الزجاج فلم يعد للعتمة مكان على نوافذها . صارت الوجوه أكثر بشاشة ويكفي أن معظم سكان المدينة الذي كانوا لا يخرجون إلا مسلحين لم يعودون كذلك بعد توجيه إنذارات متواصلة لهم تمنع منع بات خروج المواطنين حاملين أسلحتهم معهم ،
افتتاحية فسانيا كان من المفترض أن تبدأ الدراسة الأحد الماضي ، حسب قرار وزارة التعليم بحكومة الوفاق في شقّي البلد الغربي والجنوبي ، لكنها تأجلت إلى هذا اليوم ، هذا التأجيل لم يكن رسمياً ولم يكن اختياريا ، إنما كان إجباريا للأغلبية العظمى من الطلاب وأولياء الأمور ، جملة قضايا تقف حائلا بين العديد من الطلبة المتفوقين ومدارسهم ، وحتى أولئك الذين يحاولون أن يكونوا متميزين ، لعل أولها أزمة السيولة النقدية التي يعاني أغلب الليبيين من انعدام توفرها بين أيديهم . عام دراسي جديد يعني ملبسا جديدا ، كتبا وأدوات مدرسية ، يعني وقودا ومواصلات ووجبة إفطار