محمود شامي دخل إلى المقهى في قمة الألم، جلس منزويا في ركن بعيد، أشار للنادل ونبهه بقدومه، تناول علبة مارلبورو حمراء، والتي كان قد وضعها للتو مع أغراض أخرى فوق الطاولة، أخرج منها واحدة ورمى العلبة وما بقي بداخلها في صندوق صغير للنفايات قرب طاولته ، لمس بيده اليمنى جيب قميصه؛ ثم وضع السيجارة في فمه، قام من كرسيه وأدخل يديه في جيبي بنطاله باحثا عنها ، لم يفلح في الحصول عليها، مرر يده على شعره من الأمام الى الخلف، أغمض عينيه لبرهة ، تنفس بعمق؛ وقال: ربما، ربما تركتها في سيارتها، كان قد نزل قبل عشرة دقيقة
فسانيا : منى شها تواصل فرقة المسرح الشعبي بسبها تحضيراتها على مسرحية “المتسولون” التي تناقش ظاهرة التسول في مستوياتها المختلفة وذلك في إطار استعداداتها للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح الذي سيقام في طرابلس منتصف هذا الشهر، العمل من تأليف وإخراج الفنان علي حبيب الذي كشف لفسانيا أن مسرحيته تتناول ظاهرة التسول السياسي الذي يمارسه الساسة الذين يسودون العالم اليوم وكيفية إرضاء أسيادهم بالتسول وتأثير ذلك على الناس العاديين في كل مكان. وأوضح حبيب أن مسرحيته تقدم رؤية فلسفية وحوارية تعتمد على الحركة على المسرح وتبحث في مجموع لوحاتها قصة البحث عن الحياة والمستقبل والطرق المختلفة للوصول إلى ذلك.
علي وهبي دهيني أبصرتُ في عينيكِ وحيًا مُنْزَلا يشدو على وترِ الحروفِ مُبسمِلا حاصرتُ روحيَ في اتساعِكِ موقِنًا في جَنَّتي تُفاحَةٌ لن تُؤكلا فهنا يَشقُّ الشعرُ بحرَ بقائِهِ وهنا يُطوِّقُني الحنينُ مُقبِّلا وهنا سأكْشِفُ للقصيدةِ وجهَهَا وأُطِلُّ من غيمِ المجازِ تأمُّلا هاتي يديكِ الآنَ واحترقي معي موتُ الغرامِ بأنْ يكونَ مؤجَّلا عمّانُ ضُمِّيني لحضنِكِ شاعراً إنِّي وجدتُكِ للثقافةِ موئِلا ووجدتُ فجرَكِ لليقينِ إجابةً فأمرتُ ليلَ الشَّكِّ ألاَّ يَسألا لكِ أن تُعيري للفصولِ مَدامِعي وخُذي عيونيَ فوقَ رَمْلِكِ مَشْتَلا أنا صورةُ الوجعِ الثقيلِ كطِفلةٍ تبكي من اللاشيءِ حتَّى تَذبُلا أنا ألفُ نهرٍ قد تشرَّدَ ماؤهُ فأتيتُ أسرقُ من صُواعِكِ
معاوية الصويعي __________ من لي بغزّةَ في الوَرى وكأنّها، خنساءُ ترفلُ في سوادِ حجالِها أمسي يذكّرُني صمودَ رجالِها للصافناتِ سنابكٌ برمالِهَا لا القومُ أدلجَ في الوغى وأنالها مهراً لقاءَ شموخِها ودلالِها فتحمّلتْ ظلمَ الغزاةِ وزمجرتْ رعداً يسوقُ الموتَ في آجالِها وتكالبت تلك العدى وتآمرت أمم على الأوطان في أبطالها وأرى دماءَ القومِ كيفَ توهجت، سِيَرُ الملاحمِ في حديثِ نضالِها وتحُدّثُ التاريخَ أنّ ضراغماً زُرِعَتْ بذورُ العزِّ في أشبالِها ( مُعاويه ) ________________________ ● عرفت غزة في فلسطين باسم غزة هاشم
سعد عيسى لكتابة قصيدة الهايكو عليك أن تعيش اللحظة وفهم العلاقات بين الأشياء ممارسة التأمل وجعل الفراغ في عقلك لتتمكن من استيعاب المشهد بشفافية والوصول إلى جوهر الواقع المصنوع من الفراغ العقل الصافي من خلال التأمل نتأمل أنفسنا لايقاظ الأساليب المفاجئة أو المفارقات التي لا يستطيع العقل حلها والتي تعلم الحدس المتوهج الشعر لا نهاية له ولا غاية اي تعزيز الحرية والحكمة الدخول في روح الأشياء من خلال موقف تأملي لفهم جوهرها الحقيقي من خلال كنشو أو لحظة تنوير وهذا يؤدي إلى الوحدة عندما نولد يكون كل شيء على ما يرام نبكي على عدم راحة المحيط أو عندما
وبدأتِ الأرضُ تُفْصِحُ عن عطْرِها الأزليّ حينما زُفَّ إِليها المطرُ وأخذتْ تُهلِّلُ لَهُما البروقُ وكان الرَّعدُ مشغولاً بالتصفيقِ. وترٌ بائسٌ يحُكُّ ظهرَ الليلِ بأنغامٍ خَمِيصةْ، والغُربةُ أنشبتْ أظفارَها، كذِئبٍ جائعٍ اِنفردَ بأيِّلٍ ضَلّ عن القطيعِ، وأنا وحدي كهَرَمٍ منسيٍّ بين الرِّمال. وترٌ بائسٌ يُداعبُ ليلَ غُربتي، هدهدٌ ينقرُ أوراقيَ المُتعَبَةَ يحفرُ دمعةَ أُمِّي وتنهيدةَ أبي، حُجْرَتِيَ الْعَاطِلَةَ، مَكْتَبَتِيَ الّتِي تَحْتَسِيَ الْغُبَارَ، سريريَ الَّذي يشتاقُ إِلى أحلامي وكوابيسي، لضفائرِ حبيبتي فِي مَنامٍ عَجُولِ، مِرْآتيَ الحزينةُ الَّتي تَزُفُّني للّقاءاتِ العاطفيَّةِ. أنينُ بلاديَ المرهونةِ لشبحِ المَراراتِ. وترٌ بائسٌ يحُكُّ ظهرَ اللَّيلِ وأنا وحدي أُقارعُ غُربتي بالشِّعْرِ، أهزمُ الحزنَ بطيْفِ الحبيبةِ أفُكُّ
ختام زاوي هذا الدم المتدفق من الصلب والترائب يلعب على شفير أطرافي المشتتة لعبة “حاكم جلاد” يدغدغ المسام بانفعال وكأنه يضرب على حواسي ،يثيرها ..يهيجها وينبئني أن معجزة الله قد بانت وبأن ثورة الخيول والسيوف قد حانت وهي تشق سبيلها نحو آخر النفق وقد تقوض العالم القديم المرذول وقام عبد الله بتصويب رمح النصر نحو هالات الضلال والبوائق. هبط القمر في غيابات السحر زائرا واشتعلت الصدور مهللة بقدوم الفجر والأصوات تتسارع كنبضات قلب خائف وهي تهتف “الله أكبر..الله أكبر”في لحظة الهية مستدامة وقد روضني هذا الصوت الآدمي المزمجر فامتلأت نفسي قوة رغم التعب والنصب الذي لا يحتمله محتمل
قد يبدو حديثها في منتهى التفاهة، لكن ما يشدني إليه هو تلك الموسيقى الكامنة في الخلفية، هو الطفولة الطافحة بالأنوثة، أو الأنوثة الغارقة في الطفولة!. نطقها للحروف حالة تحتاج إلى دراسة، أما ريقها الذي يجعل أسنانها أكثر لمعاناً حتى كدت أرى صورتي في بياضها فتلك حالة أخرى عصية على التشبيه!. في تلك الأثناء فقد عقلي الربط بين أحداث القصة التي ترويها، أو لعل حديثها لم يكن مترابطاً من الأصل!. لا يهمني الترابط ولا يهمني أي هدف أو غاية أو فائدة أو نفع أو مغزى أو عبرة من القصة، المهم أن حديثها كان أهم عندي من أهم بيان تاريخي،
نيفين الهوني ضمن سلسلة الالغاءات التضامنية مع فلسطين وما يحدث فيها منذ السادس من أكتوبر الماضي ومؤخرا بعد إلغاء المظاهر الاحتفالية لأيام قرطاج المسرحية في دورتها 24 لهذه السنة والابقاء على العروض والندوات والورشات التكوينية فقط ضمن البرمجة العامة للمهرجان ألغى مهرجان أيام قرطاج المسرحية د أيضا عرضا مسرحيا بعنوان “المهرج” لفرقة المسرح العربي من مدينة ام الفحم في إسرائيل. وقال في بيانه إنه “أعضاء الفرقة متورطون بأنشطة تطبيعية ثقافية مع إسرائيل”. وذلك عندما أعلنت “الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي” في بيان لها إنها علمت من خلال اتصالات مع أعضاء بهيئة إدارة “أيام قرطاج المسرحية”
جرى بمدينة سرت حفل توقيع رواية أطلال للكاتب والأديب والشاعر عمر رمضان اغنية وذلك بحضور عميد وأعضاء المجلس البلدي سرت وعدد من الصحفيين والنشطاء والمثقفين بالمدينة. و صدرت رواية أطلال عن دار الجابر للنشر والتوزيع وهي من دور النشر الليبية التي نشرت العديد من الأعمال المميزة لعدة كُتاب وأدباء ليبيين كما لها عديد المشاركات في المعارض المحلية والعربية والدولية. عمر رمضان اغنية من سكان مدينة سرت وولد في مدينة بني وليد سنة 1953 وبدأ بحفظ وتعلم القرٱن الكريم في سن مبكرة من حياته في كتاتيب وزوايا بني وليد، والتحق بعدها بمعهد القراءات القرآنية بمدينة البيضاء وتخرج منه عام
نيفين الهوني ستة أسابيع وهم يرتقون ونحن ننحدر ستة أسابيع وهم أحياء عند ربهم يرزقون ونحن موتى على الأرض نذرف الدماء وننزف الوجع ستة أسابيع وهم شهداء القضية الأصل والجذور ونحن قتلى طفيليات فروعها اليابسة ستة أسابيع والفقد أصبح عادة والحزن طقس من العبادة ستة أسابيع وأعداد زملائنا الصحافيين في غزة وجنوب لبنان في تناقص وردود أفعالنا في الأوطان في تناقض ستة أسابيع ولا حلول ناجعة تجنبنا وأياهم الفاجعة في كل مرة نسمع فيها عن فقداننا زميل أو زميلة بالأمس أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة
سَمٌي يا غزة بإسم الله وربي عنك ما يتخلى سمي يا غزة بإسم المولى رب العزة عندك وسط القلب معزة إسمك عالي و زاد تعلى المحتل جيوشه مهتزة شوي مرتزقة ليس إلا سمي يا غزة بإسم الله معاك المولى و انت في الشهادة الاولى خذلوك تسعطاش دولة و حكام احترفو المذلة تواتي فيهم هاك القولة شلة لا دين و لا ملة للغرب أكيد يعيشوا و يموتو عبيد الانجاز الثوري الوحيد تنديد فورقة مجلة واش باش يفيد التنديد و انتم هم سبب العلة وجوه النفاق شوفوا الغزاوي العملاق تقول مسافر عالبوراق في الجدار مسوي فلة مرة خارج مالانفاق و
لو أنهم رجالْ لو يهبطون من سماء الآلةِ العمياءْ لساحةِ القتال لو أقدموا وجها لوجهْ قلبا لقلبْ لعرفوا ، حينئذٍ كيف تكونُ الحربْ . ** من سنواتٍ وأنا أرقبُ تلكَ المهزلة أُسْدُ السلام والمسامحة حين يروْنَ القَتَلة تدفعُهم أكُفُّهم إلى المصافحة . ** أيتها الأرضُ التي تنبضُ تحتَ عيني نبضةً أخيرة فتصرخُ الدماءُ في عروقي كالرعود : لا .. أقولها لكلّ خانعٍ ، وواهنٍ ، وخائن لن أبرحَ المكان لو هدموا مدائني وأحرقوا مزارعي فكلُّ لحظةٍ من الحياةِ تحت ظلّ الخوفِ .. موتْ لا .. لن يضمَّني سقفٌ لبيت ولم يزل هناك الراكعون للعدوّ ، والسُّجود لو أنني
طفْلٌ بدا للمُبْصرين ، ما تخطَّى العاشرةْ طفْلٌ أَبَى التَّجْنيس مِنْ كلِّ العواصمِ، يُشْبه الزَّيتون، يشْمخُ في حقول “النَّاصرةْ” طفْلٌ يراهُ النَّاظرون أمامهمْ معْقودةٌ يداهُ خلْف ظهْره ويشْتهي أرضَ الجدودْ طفْلٌ بريشة الرَّسَّامِ والرسَّامُ مُغْتربًا به بين الموانيء، والحدودْ طفْلٌ تخافُ منْهُ البارجاتُ ، ويهربُ المُحْتلُّ منه ، يظلُّ يحْشدُ في البيادر ، والطُّيور ، وفي الورودْ وتراهُ مُتْخذًا مِنَ المقْلاع ، والحَجرِ المُدبَّبِ مدفعًا مثل الجنودْ طفْلٌ نما واعتاد أشكال القيودْ طفْلٌ مِنَ الفُولاذِ وقت الحربِ ، يخرجُ لا يهابُ مِنَ الرَّصاصْ طفْلٌ يمزِّقُ قيدهُ بالعِتْق مُنْتفضًا وينتظرُ الخلاصْ طِفْلٌ يجيءُ مُصاحبًا بالهادلاتِ مِنَ النجومْ طفْلٌ مدجَّج
يا شُـبْـهَةَ الشـك لَا لَا لَنْ تَكُـونـِينِي سَـقْـطُ الـرَّمَـادِ لَأدْرَىٰ بِـالـكَوانِـينِ مَـا زَالَ ظِـلُّكِ لا يَـنْفَـكُّ عَـنْ أثَـرِي والـبَدْءُ أظْـلَـمُ فِي عُـرْفِ القَوَانِينِ إنْ كُـنْتُ يَـوْمًـا عَلَىٰ تحْـيِيدِ بَــيِّنةٍ كـانَـتْ عَــليَّ فــإنِّي الآن أعْـنِـيـنِي كُـلِّي اسْتَـحَالَ عَـلَىٰ أعْتَابِ حَنْجَرةٍ خُـسْرًا تطَالُ ،إذَا مَـا غَالَـبَتْ دِيـنِي أمَّا الشُّعورُ ، فأبقَىٰ الشِّعْرَ مُعْـتَكِفًا كَــيْـلَا يُقَــدَّمَ في كَــفِّ الــقَـرابِينِ مِثْلِي سَـيَقْـرَأُ مَا فِي صَـمْتِ قَـارِئَةٍ خَـانَـتْ تَكَـهُّنَ أحْضَـانِ الفَـنَاجِينِ مِـثْلِي سَـيَكْشِفُ لَوْ وَارَيـْتِ أَزْمُـنَهُ بـَيْـتًا تَخَـلَّفَ عَـنْ رَكْبِ الدَّوَاوِيـنِ إنِّي الـغَرِيبُ وَفِي شِقَـيَّ أرْصِـفَـتِي تَحْذُو خُطَايَ ،فَكَمْ بِيعَتْ عَنَاوِينِي إنِّي الـمُحَـرَّفُ فِي أَصْـدَاءِ أُغْـنِـيَةٍ مِنْها نَـزَحْتُ ، وكَانَتْ مِنْ تَلاحِـيِنِي واللَّوْحَةُ
حدَّثَني جَدٌّ لم يُدرِكهُ زماني، وعلى إحدى كَتفيه عصاهُ، وفوقَ الكَتِف الأخرى حطَّتْ أُمٌّ لتمُدَّ المِنقارَ وتُطعمَ أفراخَ يمامٍ خُضرًا بجَناحاتٍ لم يَنبُتْ ريشٌ_بَعدُ_ ليَكسُوَها، ومناقيرَ صغارْ. حدَّثني، وعصا التِّرحالِ على الكتفِ الأولىٰ معجزةٌ تتَبدَّىٰ؛ ذلك أن عصًا يابسةً كانت آهِلةً بالورَقِ الخُضرِ، وأعشاشِ الطَّير وبالثَّمَرِ الطيِّبِ..والنوَّارْ حدَّثَني، وأنا أشهدُ معجزةً أخرى تجري؛ إذْ تمتدُّ الكتفُ الأخرى أغصانًا لِتُراوِحَ ما بين يمامٍ حَطَّ عليها.. ويمامٍ طارْ حدَّثَني بيقينِ نبيٍّ مُرتحِلٍ في الأرضِ، يُحدِّثُ لا من تِلقاءِ النَّفْسِ؛ ولكنْ من وحي الأسفارْ.
كان علي أن أحصي الموج وأصغي لضوء الماء، حين انبثقتُ كنت متيقظة وبعد سنين آثرت النوم على مقاعد الأكوان، ما أبصرت الرسائل، وما أصغيت للشجرة تشرح الفهم في الفصل، لم أفهم أن المفتاح خفي وأني من عليه أن يحفر، ملأ الدود حذائي فقلت لعلها الأرض تداعبني، أنزلت السماء جمرا قلت لعلها مجرة شاءت أن تتثاءب، وبعثت الشمس حصى فقلت لعل الشمس شاءت أن تلعب. كنت أستدرج النوم وألقي باليقظة في بئر، نبهتني الأمواج في عينيّ والشجرة في شرفة قلبي وشمعة ميلادي الأخير وقلبي الذي يمخر عباب الزمن المتصاعد كالدخان، وأعلنت الريح أجراسها معاتبة، والنهر الآثم المعلق في الفضاء
تستعد الفنانة زهور نبيل، لطرح أغنية جديدة لها، تدعو فيها للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، ودعم قضيته، في استعادة الأرض المنهوبة من أيدي الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وتناشد فيها صحوة الضمائر وصحوة القلوب ودعوة للإنسانية. الأغنية بعنوان ( حقنا راجع )، من كلمات الشاعر شريف ماهر، وألحان مجدي أبوعوف، وتوزيع إسلام الحسن.
نوادر إبراهيم _ إنه الحنين والتعطش الى صرخة الميلاد وأنين الخاصرة الى المخاض وأرحام الإنتماء الى الأنفاس الماضية في رئة الحياة الأولى ، الى المشيمة البِكر والأثداء السخية . _ إنه الحنين الى التفاصيل الصغيرة المُهملة تلك التفاصيل التي تقودني الى الابتسام ، تلك الابتسامات التي سطرت طفولتي وكبواتي الساذجة بحكاياتها وبؤسها ، عنفوانها وسحرها ، تفاصيلي النادرة التي شكلت إسمي وقدري . _ إنه حنيني الي جدتي النقية كالسماء والدعاء ، جدتي التي أحتاجها الأن لتعلمني كيف أجيد طهي المواقف القاسية وأقدمها على أطباق من صبر وكبرياء ، أريدها أن تذكرني كيف أطبخ وأنظف وأُعد الحب دون
علي جمعة إسبيق باسط ذلك الصلب القاسي .. الذي يضرب الأطفال دون رحمة .. دائم الصراخ إن تأخر الشاي أو إن استعجلوا به .. الشاهي مصقع .. الكعك ايتفترش .. الخبزة نية .. لا شيء يمر دون توجيهه لخطاب ساخط عليه .. ذات فرح أردن فيه خواته مردوعة وزمزم أن يلتحقن بركب الزفة .. هيأن أنفسهن .. كحلن سوكن وضعن الحمير والزمالتو والسوبر روز والشارلي .. لكنهن تفطن أخيرا لكلمة لا من باسط التي سيلقيها وهو عاقد لحاجبيه .. بدأت أقفيتهن بالارتعاش .. ترى من سيقنع باسط ببعض الحرية في مناسبة لا تأتي إلا مرة في العقد ..