يا ساقيا للربى مني سقايتها وان جفا الغيث مني سوف ينهمل ليلا تلحفت حتى لا يرى أحد دمعي و أغنيتي فالسر ينتقل حديقة الوجد و الشطآن ما خفقت حرائق من لهيب الشوق تشتعل قد قلت و الشعر يا تيماء منبته ما كان صخرا به الأنفاس تنسدل كم عاشق فك ّ من قيد و أتلفه مقاصد مدّها يخبو و يكتمل وكم وجوها محا التبديل طلعتها فهل يليق بقاء بعدما قتلوا كتبت في موتها موتي و فرقتنا لا ضمّة في خباياها و لا قبل .
من ديوان (أراقب رامبرانت ثم اصغي إلى زوال الأشياء) سراج الدين الورفلي الكثير من الرجال ماتوا أمام هذا البحر وبقت أسماكهم العفنة تسبح في عيونهم المنتفخة من البكاء الكثير من الرجال ماتوا خلف تلك الصحراء وبقت عواصفهم الرملية تدفنهم حتى أكتشفنا مقابر داخل أفواههم المفتوحة من قلة الكلام لا أحد يحب هذه البلاد بقدر ما يفعل الموت الطازج الموت الصبياني الذي اعتاد على سرقة الحلوى والركض حافياً تحت جلود الأرامل والمطلقات البارحة جن جارنا وأخرج بندقيته وهرع نحو الليل يريد فصل الكلاب عن النباح وحين عاد إلى بيته وجد سبعة جراء تنتظره تنبح له : بابا قبل ذلك
الناقد جبار وناس قُيِّضَ للذاكرة لِأنْ تكونَ المرجعَ والخزّانَ الذي سَتُفكُ عند بابها كلُّ طلاسمُ الإشتباك حين يُصارُ إلى إسترشادٍ يتوخى تبصرَ مراتبَ الحقيقةِ وإختزالَ تفاصيلَ دقائِقها التي تراكمتْ بين دفاتِ خزّانها حتى يُصبحَ ذلك الخزانُ ناطقاً يُرشدُ مَنْ يبحثون بدقائقَ ذلك الإشتباكِ ومدياتِ تمظهراته على سطحِ الواقعِ لِيُعطى لهم من مساراتِ الحقيقة ليتمعنوا عن قربٍ وخبرةٍ ودرايةٍ آنيةٍ عن مقدارِ النجاحِ والتبني حين تبدو عمليةُ الإختزالِ والتبصرِ عن قربِ لكلِّ ما حوته أحضانُ هذه الذاكرةِ وهو يبدو متسمراً بوجوده بغضِ النظرِ عما يحمله من سماتِ الحضورِ والأثرِ سواءٌ كان بغثه أو سمينه.. وقد سار الشاعر
كيْفَ يَا قلْبُ تُغَنّـي وَرَمَـادُ الـنُّورِ يـَهْـوِي قـَبْل مِيـلاَدِ المَـغِيـبْ ؟ فِي جَبِـينِ اللَّـيْلِ جُرْحٌ وابْتِسامه فِي المَـآقِي ظِلُّ دَمْـعٍ وَاهِـنُ الخَـطْوِ غَرِيـبْ يَتَهَــجََّى النُّورُ أسْـمَاءَ الكَواكِبْ وَالمَدَى بَيْدَاءُ عَـمْيَـاءُ الدُّرُوبْ .. أَيُّ بِئْرٍ لَمْ تَعدْ تَقْتـَاتُ منْ جُـرْحِي ومِنْ دَمْـعِ الحـَمَـامْ ؟ أيُّ حُـوتٍ لَمْ يُقَـلِّبنْي عـَلَى جَمْرِ اصْطِبَـارِي فِي دَجَى عُـمْرِي الكَسِيـحْ فِي رُبَـى شَـدْوِي الكَئِيـبْ ؟ كيْفَ يَا قَلْبُ تَغَـنِّي وَالمَـوَاوِيلُ التِي عَـتَّقْتَـهَا خَرْسـَاءُ تَهـْذِي تَرْتُـقُ الآهـَاتِ فِي لَيْـلٍ ضَرِيرْ ؟ لَمْ يَعُدْ لِلرَّعـْدِ نَبْضٌ أَوْ هُـتـَافٌ أَوْ عَـوِيـلْ.. لَمْ يَعُدْ لِلرِّيـحِ طَعـْمٌ أَوْ جُـنُـونٌ أَوْ نَحـِيـبْ .. شَـهْوَةٌ حَمْـقَــاءُ تَأْتِـي تتَمَـطَّـى تَـغْزِلُ الأَنْـفَاسَ فِي
طاهر العميري في حَضْرة الغابات والأشجار والشاعر المفتون بالأخضر الشاعر المسكون بالأسرار في أُغنيات الرّيح يتبعثر يتأمّل الطُرْقات والأحجار ومْنازل القرميدْ والمرمر يتأمّل الخطْوات كلْ ماسار وبْخصلةٍ شقراءْ يتعثّر يا فَرْحة القطعان بالأزهار يا قَفْزها في حَقلها الأصفر يا ضجّة الرّعيان خلف الدار والشمْس تطوي شعرها الأشقر. تتنفس الأحلام، والأسوار تحرسْ طُيور البرد والسُّكر والشاعر المنذور للأخطار يستأذن الأيام لا يكبر يستأذن الحُلْم الشقيْ لو زار بيت الغريب وْحزنه الأسمر يحلمْ بِنسمةْ عارية واعْذار وبْليلْ يغرق في النّدىْ يمطر في غيمة النسيان والإنكار خَبَّا سنين العُمْر واتكسر.
متابعة : نيفين الهوني اختتم يوم 19 أغسطس 2023 مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخمسين، والذي افتتح مساء 14 يوليو بعرض موسيقي غنائي راقص، تحت عنوان “محفل” للفنان التونسي محمد الفاضل الجزيري، بمشاركة حوالي 120 فناناً وفنانة حيث كان العرض إنتاجا مشتركا بين مركز الفنون جربة ومسرح الأوبرا / مدينة الثقافة، وشارك في رسم لوحاته كل من : الفنان نور شيبة والفنانة زهرة الأجنف والفنانة آمنة الجزيري والفنان يحيى الجزيري والفنان نضال اليحياوي والفنان محمد العايدي والفنان محمد علي شبيل. وضمن تصريحات المخرج في ندوة خاصة بالعرض قال : إن عرض “محفل” يعيد بناء طقوس الأعراس البدوية
محمد عبدالرحمن شحاتة عدتُ صباحًا من إجازتي؛ حيثُ موقعِ التنقيبِ الذي أعملُ فيه، منعزلونَ نحنُ في صحراءَ بعيدة؛ نُنَقِّبُ عن شيءٍ لعينٍ يُسمَّى الفَحم. تفاجأتُ عندَ عودتي بتوقُّفِ العملِ مؤقَّتًا، لو كانَ لديَّ عِلمٌ مُسبقٌ بذلكَ؛ ما عدتُ الآنَ، لكنّي الآنَ أضعُ حقيبتي في خيمتي؛ متحدِّثًا إلى زميلي الذي يشاركُني الخيمةَ قائلًا: _ما سببُ تعطُّلِ التنقيبِ؟ إنه أمرٌ يحدثُ للمرَّةِ الأولى! قالَ زميلي المستلقي في فراشِهِ: _بالأمسِ فقط؛ شعُرنا بهزَّةٍ قويةٍ في النفقِ المؤدّي إلى المنجم؛ فأوقفَ مسؤولُ الموقعِ العملَ؛ لحينِ التأكّدِ من أن النَّفقَ غيرُ معرَّضٍ للانهيار. تهيَّأتُ لقضاءِ تلكَ الفترةِ نومًا، استسلمتُ لسريري الضَّيقِ؛ مانحًا إياهُ
1 أفكر أن أنام معكِ كأي بربري نجى بأعجوبة أرتب ضفيرتين يجتاحهما المسك فوق وسادة مزخرفة ورثتها من الجنوب ثم أستدير يسارا أراقب صورا لونها الحائط فكل ما لدي الآن جمرة لم يدع الرماد لشفقها حضنة أو ميلان رقبة فتغنين (گصيت المودة) يضحك مسعود والقصب المزروع في حناجرنا كلغة رغم كل هذا الشعر الليلكي الذي يكفي مساء الكون كحلا. حيث. تتبارى المشاحيف في قلبي تنام قبرة خائفة وسط أحلامي. ياااه، أعرف أني قد كبرت، وبلغت من النسيان عتيا “لكن كيف يمرق نهارنا دون تلك الصيحات في الدربونة” أو كيف تمر قوافل الطُرَف ولا يكون لضوء السعادة ممر تلكم
في التاسع عشر من أغسطس أريد أن أموتَ يا جيلان قليلون جدًا هؤلاءِ الذي فعلوها وماتوا وهُم يحتفلون بعيد ميلادِهم. سأمنح أصدقائي فرصةً طيبةً ليكتبوا مرةً واحدةً في العامِ أنهم يفتقدونني بينهم. في التاسع عشر من أغسطس سأصحو متعَبًا وحزينًا أفكر في أشياءَ كثيرةٍ أهمّها كيف يمكن أن أموتَ دون أن يقول الناسُ مات منتحرًا وسيدخل النار؟ سأفكر أن أفتحَ نافذةً في الفراغ وألوّح لجماهيرَ غفيرةٍ تهتف تحت بيتي: “كل عامٍ أنت بخير أيها الوغد الجميل” سأفكر في عشيقاتي اللواتي اكتشفن أنهن ارتكبن الخطيئةَ في حق أزواجِهن؛ لأنني لم أكن مِن مواليد شهر مارس! التاسع عشر من أغسطس
قبلَ أن نتركَ الأرض ،ونبدأ في حراثة الوهم الذي أينع في كامل أرجاء البلاد؛ كنّا.. وكانوا.. كانوا يأملون كثيرًا ، ربّما عاشوا حياةً بأسرها على ذاك الأمل. مشاعرهم مصوّبة نحونا، وكنّا نستشعر ذلك دون كلام ولا توصية. أخبرونَا منذ الطفولة أن الطيور تهاجر ولكنها ترجع إلى أوكارها ولو كانت عودًا يابسًا. ونحنُ نحبّ الطيور، لآلئ سماواتنا في الصباح وفي المساء. أخبرونَا عن قصصهم القديمة كلّها، ولقّنونا معارفهم في الحياة وحصّنوا أفكارنا من الزيفِ والوهم وما ليس من حقّنا أن نكونه خارج ما هو فينا أصيل. كانوا وكنّا قبل أن يلوي الوقت ذراع المشيئة، فينحرف الطريق. وطلعَ منّا من
نيفين الهوني 1 قطعة ديكور تئن تأنيت طفلة 2 صوت هادر يقتحم الأبواب طفولة تتسلل من النافذة 3 الوحدة بفرح ضمت طفلتي تحت وسادتي الخالية قبل النوم 4 ينبوع طفولتي سراب بحر 5 أنا طفلة تلهو ببرد اللهب 6 قطعة حلوى تنتظر قطعة الحلوى إلتهمها اليأس فبكت 7 زهرتي المتلاشية تختزل عطر طفولتي 8 طفلتك التي أفسدها دلالك تخبرك بأن حبها لك لا يرغب .. في دراسات عليا فهو سيظل دوماً طفلاً صغيراً يحمل حقيبته الثقيلة …!
أحيانًا يقولُ لي أنَّهُ لن يحبِّكِ ثانيةً، وأنكِ لا تُناسبين نزواتِهِ لو أرادَ أن يُقبِّلَ العالمَ من شفتيهِ ويضمَّه إليه ثم يكتشفُ أنه أحمقٌ تمامًا، وأنَّ ما يضمُّهُ هو جسدُك وشفتاكِ هما اللتان تحتضنان لسانه بينهما. لمراتٍ عديدةٍ حاول أن يتجاهلَ وجهَكِ حين تُقبلين من أمامِه بين ضفتيَّ فينظرُ بهدوءٍ للناحيةِ المقابلةِ، ويحبسُ أنفاسَه حتى لا تشمين فيها رائحتَه، ويريد لو أشقُّ أرضي التي يسيرُ عليها وأبتلعُه وأولَ ما تلتقيا في الطريق يجدُ يدَه اشتبكَت مع يدِكِ ويغيرُ اتجاهَه ليعودَ أدراجَه إلى حيثُ تذهبين. لو اتَّخذَ امرأةً غيرَكِ لينساكِ تذكَّرَكِ أكثرَ وكأن كلَّ النساءِ تعرفُ عاداتِك معهُ ولا
أنا والعشق طوقني ويا طيب اللقا محلاهْ بياض الوجد في قلبي شغافي ضُمِّخَتْ بهواهْ أيا شهدا أتى مددا فوضأني بطهر صلاهْ تراقص هيكل ثملا ً وسال الدمع من مجراهْ إذا ما مسني شغف تجلى قدرةً فأراهْ ** وعقلي عاجز الإدراك كنه الله لا محدود تدابير الرؤى تنبي بأنك قادر موجود أيا أزلي في التفريد أوقد من سناه وجود بيوم بيننا ميثاق ذر الكائنات شهود هناك الروح قد شفت فغابت في سنا المعبود
فسانيا : نيفين الهوني أعلنت «جمعية تيرو للفنون» و«مسرح إسطنبولي» عن إقامة الدورة الثانية من «مهرجان لبنان المسرحي الدولي» في الفترة الممتدة من 28 حتى 31 أغسطس الجاري في «المسرح الوطنيّ اللّبنانيّ المجاني» في مدينة طرابلس، تحية إلى روح الفنان خالد القاسمي ، وتحت شعار “طرابلس عاصمة للثقافة العربية” ويشارك في المهرجان عروض مسرحية عربية وأجنبية منها “المركب” إخراج شرح البال عبد الهادي من ليبيا، و”ابصم بسم الله “أداء وإخراج مصطفى الهلالي من العراق، و”السلطان” تأليف وإخراج سالم المنصوري من قطر، و”رشة فن” إخراج أمنى الغربي من تونس، و”بانتظار الطّيور” تأليف كارلوس بيسوا وإخراج آنا بالما وهيرلاندسون
نيفين الهوني اختتم الأيام القليلة الماضية مهرجان بنغازي للفنون المسرحية في دورته الأولى (دورة الفنان الراحل فرج الطيرة) والذي انتظم بالتزامن مع ذكرى تأسيس المسرح الشعبي في 6 أغسطس 1960 برعاية الهيئة العربية للمسرح وبمشاركة فنانين وفرق مسرحية من كافة مدن ليبيا والذي افتتح بعرض مسرحي بعنوان (أعيدوا لي وجهي) وهو عرض اختتام الورشة التدريبية لمجموعة المواهب الشابة وعلى إثره عرض فيلم مرئي عن الدعم الذي قدمته الهيئة العربية للمسرح لإدارة المهرجان والمتمثل في المعرض الذي ضم حوالي 180 عنوانا متخصصا في الفنون المسرحية وورشات العمل التي أشرف عليها مؤطرون عرب من العراق وتونس وتضمن حفل الاختتام عروضا
خاص فسانيا : نيفين الهوني : تونس اختتم على مسرح دقة الأثريّ مهرجان دقة الدولي للموسيقا في دورته السابعة والأربعين بحفل جماهيري حاشد للفنان العالمي التونسي ظافر يوسف والذي انطلقت فعالياته عند العاشرة مساء ، السابع والعشرين من شهر يوليو الماضي في المدينة الأثرية ، وضم على مدى أسبوعين عروضا من المالوف والراب والجاز وبلوز والفن الشعبي بالإضافة إلى الموسيقا الآلاتية العربية. ويعد مهرجان دقة الدولي مهرجانا سنويا للموسيقا ينتظم كل عام من أواخر يوليو حتى الثلث الأول من شهر أغسطس بالمسرح الرّوماني بمدينة دقة الأثريّة التّابعة لمعتمديّة تبرسق من ولاية باجة حيث ضم المهرجان هذا العام
قالت وهي تختبر حرارة المكواة: – هذا القميص يجعلك أكثر وسامة . قال: – هذا اعتراف منك بوسامتي أذن ؟ – انا لا أمزح… تبدو أصغر من سنك بكثير هذه الفترة بدأت تمرر المكواة على القميص بآلية .. وعيناها تتفحصان وجهه قال : – أيزعجك أن أبدو أصغر من سني ؟ – لا .. لكنك لست صغيراً على كل حال ,, أنسيت أن بناتك يطلبن للزواج ؟ ,,,, لولا تحججك بإكمال دراستهن لكنت الآن جداً. – نعم ,, تقصدين أصغر جد على الإطلاق – مالفرق؟ ,, أصغر جد ,, أكبر جد ,, المهم هي المرحلة التي لا ترغب
نيفين الهوني 1 ”الحسد أغبي الرذائل إطلاقا، فإنه لا يعود على صاحبه بأية فائدة ” جورج هيغل 2 حين نفقد بوصلة الهداية ونعجز عن ملء صفحاتنا بلوحة من جسور الكلمات للتواصل بمشاعر وأحاسيس على ورق . حين نشعر بأن مهنة الصحافة في الدول العربية صارت طريقا غير ممهد ومليء بالحفر والحجر والمطبات وأننا بتنا نحيا في متاهة كبيرة تسمى الأصدقاء من زملاء المهنة .. حين يحدثنا القلب بأن أغانينا المبهجة لم تعد تشبهنا أو تستفز ذاك النابض يسارا معبرا عن انفعالاتنا حين نسمعها معهم أو في وجودهم . وأننا لم نعد نستطيع أن نستدعي مزن المآقي لتنهمر مدرارا
مَن يحشُرنا في زُجاجةٍ شفافةٍ ويُغلِقُها بِفلّيْنٍ غيْر قابِلٍ لِلفتحِ ثُمّ يُلقينا في عرضِ البحرِ نبحثُ عن فضاءِ جديد مَن يُعيد تشكيلنا ويَصقُلُنا حسب ما نُريد أو يُريد مَن يُعيد البُكاء إلى أعيننا كأنّنا لم نذرِفه ويُعيد الصّوْت المصطدم بِجِدارِ الرّيحِ في البعيد مَن يَصبَّنا في قالِبٍ آخَر فيَجعلنا عصافير أو حمام برّيّ لا وطنَ لهُ أو حتّى قوالِب مِن الرُّخامِ الطّائِشِ أوْ قُضبان حديد تعِبنا مِن آدميّتِنا من كوننا البشر نعانق الحُزن كأنّ الحُزن شقيقنا الأصغر أوْ الأكبر لا فرقَ في الحُزنِ بين البينين أوْ النّشيد في النّشيد نحنُ العائِدون مِن خِرقةِ الوُجودِ لا شيْء يُبشِّر بِالسّعادةِ
ثلاثونَ عاما مضتْ مثلَ ركضٍ سريعٍ على شاطئ البحرِ، طفلا بنيتُ قصورا من الرّمْلِ دمّرها الموجُ، في كلِّ مدّْ. تعلَّمتُ كيفَ أرَمِّمها، كيفَ أرفعها من جديدٍ بلا أملٍ في الخلودِ، وأكتب في الرمل حين يدمّرها الموجُ؛ لا شيء يصمد حتى الأبدْ. ثلاثون عاما.. حلمتُ كأيِّ فتى بنساءٍ يجئنَ إلى البحرِ، يطرقنَ أبوابَ قلبي.. وأفتحٍ في آخر العمر لامرأةٍ من زبدْ. وها إنّها الآنَ تطرقُ بعد ثلاثين عاما تماما.. وتهمسُ؛ إنِّي ألوذُ بصدرك من موجةٍ تتشكّلُ في القلبِ إذْ تبتعِدْ. وها إنها الآنَ تجلسُ مثلي على شاطئ البحر.. بعد ثلاثين عاما أخيرا جلستُ بلا أيِّ ركضٍ، ولمْ أنتبه للنساء