الافتتاحية
يوشك المجلس الرئاسي أن يطوي عامه الأول دون أن نسجل له أي إلتفاتة ناحية الجنوب ودون أن نرى له أي تصريح أو تلميح بخصوص المنطقة الجنوبية وما تعايشه وتعانيه من أزمات ومشاكل لا حصر لها
صحيح أن المجلس الرئاسي مازال رهين لأزمة تشكيل الحكومة والحصول على ثقة مجلس النواب وغير ذلك الكثير من العوائق والمطبات التي تعيقه وتحول دونه ودون العمل لكن الأزمات والمشاكل في المنطقة الجنوبية لا يمكنها أن تنتظر أو تبقى جامدة في مكانها بل إنها إذا لم تجد من يبادر لحلها والتصدي لها ستستفحل وتنمو وتكبر إلى أن تصل إلى الحد الذي لن يكون في المقدور إيجاد الحلول لها .
وبحسب ما رأينا فإن للجنوب مندوبين أثنين يمثلانه داخل المجلس الرئاسي ويتحدثان عنه وله والمفترض أن يكون أول الأولويات بالنسبة لهما فتح كل أو بعض ملفات الجنوب وأزماته والتفكير جدياً في معالجتها
لا نبالغ إذا ما قلنا أن الجنوب هو أكثر مناطق ليبيا من حيث المشاكل والمعاناة ولن نكون منحازين إذا ما طالبنا بإيلائه الأولوية من حيث الإهتمام والمتابعة .
مشكلة الهجرة غير الشرعية والحدود المفتوحة وما لها من أبعاد محلية وأقليمية ودولية ومشكلة إنعدام الأمن في كافة مناطق الجنوب والأزمة الإقتصادية وقضية التهميش وغير ذلك الكثير من القضايا التي تحتم على المجلس الرئاسي أن ينظر للجنوب بنظرة خاصة جداً .
بعيداً عن الازمة السياسية التي يعيشها المجلس الرئاسي وباعتباره السلطة القائمة والمعترف بها دولياً في الوقت الحاضر يجب الأسراع نحو الجنوب وتقديم الحد الأدنى من المساعدة له لأن المزيد من الإهمال سيؤدي بالضرورة لمزيد الكوارث .