- محمد عمر غرس الله
أن ممارسة الضميرية الوطنية، والوعي الجذري، مهم وحيوي في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها أمتنا، ورغم تفهمنا لمحاولات البعض منا تلمس طريقة للنفوذ داخل ما يجري من حوارات ولقاءات، وهم في اجتهادهم هذا يحاولون التأثير قدر الإمكان فيما يجري، غير أن هذا لا يجب أن يعمينا او يجعلنا نغفل عن، المبدأية التامة والكاملة في التعاطي مع ما يجري، وطنيا وعربيا ..انه يجب علينا أن نعي خطورة ان نقع في العرج النضال، والكفاح بالترقيع، فمهما سوغنا محاولات التأثير في كيميا ما يجري، من حوارات ولقاءات عبر العواصم، وما يتم صنعه من أساليب للتشكل السياسي للوطن، الا اننا لابد أن نعي حيوية وضرورة ولزوم، الضميرية والمبدأية والجذرية في العمل والكفاح والنضال ..إنني في هذا احترم اجتهادات المجتهدين في بلادنا وفي أمتنا، وانا لست في موقع تقييم ما يقومون ويجتهدون به، من الالتحاق بالمسارات السياسية التي نرى وبالاصطفافات التي تتمظهر، وانا لست في معرض تقييمهم (حاشا لله) وانا اعبر لهم كما يعرفونني على الاحترام التام والمحبة والتقدير، والثقة ..وإنما انبه الي خطورة الوقوع في ثقب (العرج النضالي) ، و(الكفاح بالترقيع)، فلابد علينا أن نبقى للجيل الحالي والاجيال القادمة، الفكرة، والوعي، والموقف الضميري الجذري من القضية الوطنية والعربية، ونعلن ذلك دون مواربة، على الاقل في القضايا التالية:
– ما يتعلق بموقفنا الواضح والجلي الرافض للتدخل الأجنبي ومبعوثيه وسفرائه وعواصمه وعساكره، وبنوكه، وهيمنتهم علينا وعلى بلادنا وأمتنا.
– ما يتعلق بموقفنا الواضح الجهوري الرافض لمشروع (بيفن سيفورزا) ، والتثليث السياسي لبلادنا، وأقلمتها على ثلاثة ..
– ما يتعلق بعروبة ليبيا، واسطة عقد الأمة العربية العظيمة، معقل اللسان العربي المبين، وجذرية موقفنا من الشعوبية وتفتيت البلاد وجعلها جزر متوجسة من بعضها البعض، تدعي الخصوصية القبلية والمناطقية ..أننا لابد علينا الا نغفل (جذرية الوعي والضميرية العالية) في الصراع السياسي الذي يجري، ولا يجب علينا زحزحة ذلك وجعله يتراجع في خطابنا السياسي وممارستنا العملية، بحجة تحقيق ما أمكن .. حيث يجب علينا ترديد موقفنا الجذري والضميري الوطني والعربي، وقوله، واعلان، والمجاهرة به، كضمير وطني وعربي، و(وعي كنفاني) في الحديث عما يجري وفي التعاطي معه ..ويجب علينا السماح لهذا الصوت، ان يتمظهر ويأخذ مداه، وسيفعل فعله مع الايام يستحضره الجيل الجديد، ولا يجب علينا أن نساهم في التعمية عليه واسكاته، وإهماله، بحجة التعاطي الواقعي مع ما يجري حسب الإمكان ..أنه ندأ اوجهه لمثقفي بلادي ونخبها وسياسييها، ومثقفي الأمة العربية ونخبها، إن إرفعوا من صوت المبدأية والضميرية، فيما يتم طرحه وتبنيه وتقديمه والعمل به، والنضال والكفاح من أجله، علناً وفي الغرف المغلقة، وهو ما يجب علينا تقديمه للتاريخ، ويسجل اننا امة ووطن لم تنتهي فيه الضميرية والمبدأية، وأننا يجب أن نجعل هذا حاضراَ في الواقع اليوم، يقاوم مرحلة الهوان، يراه ويسمعه ويقرأه ويشاهده، الجيل الجديد ويتربى عليه …اللهم فأشهد، اللهم قد بلغت..