سالم أبو خزام
أحدث رئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا حركية ودينامية فعالة ومتصلة ، حين قام بعدة اجراءات أوصلته لرئاسة الحكومة ، حيث كان نهجه يمثل المصداقية والقدرة على التحليل ونجاحه.
أولا ،، تحول الي رجل سياسة حقيقي عندما جاهر على الملأ بتقويض التشكيلات المسلحة ، واعتبرها كآخرون سببا في ترنح الوطن حتى الان . وقد آل على نفسه الاستجابة لرغبات الناس ببدء خطوة صحيحة وحقيقية تعيد السلاح الي أغماده وصولا الي مخازنه قريبا ، وهذا الاتجاه حصد أصوات كثيرة لرصيد السيد فتحي باشاغا ، وبين حقيقة طريقه منذ ان عمل بوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني . ثانيا،، اتجه الي الرجمة ليلاقي المشير خليفة حفتر بشجاعة وبسالة نالت أعجاب الشعب الليبي وهو يريد ان يقول هاهي يدي تمتد لتصافح المشير والمؤوسسة العسكرية وجماهير برقة على طريق المصالحة الوطنية الشاملة ، واننا بالفعل ربحنا أضافة الشرق الليبي الي الركن الغربي ، بمبدأ السلام والانصهار معا لمصلحة بلادنا وشعبنا .
ثالثا ،، كان مجلس النواب في الموعد عندما توج هذه اللقاءات باكتساح فتحي باشاغا وكلفه شرعيا برئاسة مجلس الوزراء وكان مجلس الدولة في الموعد عندما أيد هذه الخطوات ودعمها وفتح الطريق سالكة امام رئاسة وزراء تمسك الملفات بشكل صحيح وتدعم الاستقرار الوطني بقيادة السيد باشاغا الذى سيختار حكومة تنهي العبث الحاصل في البلاد .
رابعا،، من الواضح ان رئيس الوزراء المكلف قد حظي بدعم عربي يأتي في مقدمته القيادة المصرية وايضا الجزائيرية ، بمعنى ان أهم جناحين في الوطن العربي الأفريقي قد دعماه ، يضاف اليهما ربما بعض دول الخليج المتدخلة في الشأن الليبي .
خامسا ،، أقليميا تركيا كلاعب أساسي تدخل ووصل الأمر حتى الجوانب العسكرية وخاصة جويا بسلاح الطيران المسير فيما عرف بضربات طائرات “الدرون “. كما ان تركيا هي من انجح التحالف لمجموعة الاخوان المسلمين بالداخل والخارج .
سادسا ،، كذلك لعبت الامم المتحدة عن طريق ستيڤاني ويليامز دور رئيس في هذا النجاح داخليا وخارجيا ، وكل تصريحاتها الأخيرة تدلل على ذلك ، وبشكل واضح عندما تكلمت مع السيد فتحي باشاغا عن نظرتها الي المستقبل الليبي ودعمت السلام فيه . غير ان ” الدبيبة” في آخر رقصات الديك المذبوح ، اذ يستمر في لعبة العبث التي يمارسها وهي توزيع العطايا والمال حتى على خصومه ، وتحشيداته الوهمية فأنا أظنها ستسير جبرا نحو الاضمحلال والهدوء ، لأنها لم تجد الارضية المناسبة والخصبة لها ، وقد فشلت كل الاعيبه من الاموال وتوزيع المراكز التي سوف تفكك عاجلا. سابعا،، الولايات المتحدة الأمريكية وهي الماسك الحقيقي للملف الليبي من الخلف ، تبحث عن تجميد الأوضاع ونجاحها مؤكد ، حكومة للأستقرار بتوافق كل الاطراف سريعا وقد يعبر عن ذلك مجلس الأمن لاحقا . ..
معلوم ان الملف الليبي لايشكل أهمية امريكية بالنظر الي الموضوع الساخن لأوكرانيا والتهاب وتأهب الدب الروسي على حدوادها المتاخمة والحؤول دون انضمامها لحلف الناتو البالغ الحساسية . فيصبح تبديل فتحي باشاغا بحكومة الدبيبة الفاشلة ، يمكن قراءته كتعويض لمدينة مصراته اللاعب الرئيس على الساحة الليبية وليس الوحيد !! سابعا ،، يبقى اخيرا العناصر الداخلية بليبيا وماتلعبه من جهود محدودة ، فهي فالغالب تتوق نحو الجديد ، ومايمكن ان يحقق الأمن والاستقرار وينهي عبث الحكومة السابقة . .. وترحب حكومة الاستقرار بالبيانات الانشائية والشعبية كنوع من التأييد ، لتعرف الحكومة السابقة انحسارها ونزولها نهائيا عن المنصة الشرفية ، غير مأسوف عليها . وبالتالي فان (الدبيبة) لايعدو كونه محافظا لبلدية طرابلس وحاكما فقط لبعض من المنطقة الخضراء للتشكيلات المسلحة . الرجل خالف كل تعهداته ، حيث توقعنا التزامه بخارطة جنيف ، التي نساها في العاصمة السويسرية !!