- نيفين الهوني
عام تعبت فيه من نرجسيته ومن عيوب كنت ألحظها فأخجل إحراجه و ذكرها أوالاعتراض عليها حبا وأقتناعا بأن الكمال لله وأن كل منا يعاني عيوبا يجاهد نفسه في الحياة لتقويمها والتخلص منها ، عام راهنت فيه على مقدرتي في تغيير البشر وتعديل سلوكهم استخدمت فيه كل دروس التنمية البشرية وتطوير الذات وعلوم الطاقة وعلوم الطاقة الحيوية وكنت أتوقع أنه سيتغير بمرور الوقت وسيشفى من أعتقاده بأن كل العالم برسم الشراء وأنني في كل مرة سأسهم في دفع فاتورة أخطائه بحب وسأتنازل عن حقي في ثمن العمر الذي يتسرب من بين أيدينا بين خفقة حب ودقة خيانة.
بعد عام مضى من الانتظار قررت أخيرا الرحيل دون عودة والسفر في رحلة مهنية قبلت بها بعد شهور من الجمود المهني والتعليمي والتوقف عن المشاركات العلمية والمؤتمرات الدولية ، توقف بقرار ذكوري قبلت به ذات حب آمل أنه انتهى، وأفلت شمسه المشرقة إلى غروب حتمي ، بعد عام قررت إنهاء كل شيء والإبتعاد عن كل شيء وبعثت رسالتي على رقمه القديم المغلق منذ قرابة الشهرين دون سبب واضح الا كونه تعود على الغياب في ظل طمأنتي الدائمة له بأنني في انتظاره حين يعود فإذا بهاتفه قد فُتِحَ واستقبل رسالتي الطويلة والمسهبة التي ختمتها كعادتي بكلمات أعلم أنها تشعره بالنقص الثقافي حين أكتبها
( آوان الصدق لا مجال للمقارنة ولا سبيل للمجاملة ولا طريق للعودة ) لكنني كنت طوال الوقت وأنا كلما تقدمت خطوة عدت أخريات حتى لا أنسى أنك لست من الفقراء فالفقراء فقط من يقدرون المشاعر ويزنون الحب بميزان الماس وليس فقط الذهب.. يا من أسميتك ملاكي ، المترفون لا يشعرون الا بالجوع، ذاك الجوع لكل شيء في الحياة وفقط عندما يجوعون لشيء يبحثون عنه‘ وحينها بالتأكيد يجدونه ويحاولون امتلاكه ، لكنهم وبعد القضمة الأولى ، سيذهب الباقي منه الى مزبلة الذاكرة. ويبدأون من جديد في رحلة البحث عن جوع آخر أعتراهم فجأة تجاه شيء ما جديد أو شخص ما عنيد ، يا من اسميتك ملاكي الفقراء لله يقدسون الحب ويعلمون جيدا أنه ملاذهم الوحيد عند غضبة الدنيا وعقاب الرب لذا هم لا يريدون له أن ينضب ولا يسعون حقيقة في الحصول عليه وامتلاكه، لأنهم يؤمنون بأنهم لو امتلكوه أضاعوا لذته ومتعة مناجاة الله بالإبتهال فيفقدون قيمة الحياة وسر الخلود فيها لذا هذه المرة أرجوك لا تعود وأترك لي حياتي وبعض من ذكرياتي الجميلة معك حتى أدعو لك ولا أدعو عليك في خلوتي ومناجاتي .
وصلته رسالتي وهو جالس على كرسي في آخر القاعة يتابع مؤتمرا عن الوضع الراهن في الوطن الرهين جز على اسنانه ثم خرج بعد ان تحصل على قائمة الضيوف والتي تحمل أرقام هواتفهم في المساء كان هاتف احدى الناشطات يومض برسالة تقول : كانت مداخلة مميزة و أحببت جدا ردودك عليهم بالأدلة والتواريخ حقا مشاركة قيمة موفقة اختنا الكريمة)