- استطلاع رأى/ أريج الأحول
التقليد الأعمى والبهرجة أبرز المسببات
المبالغة في تجهيزات الزفاف. يعزف الشباب عن الزواج ويزيد العنوسة في المجتمع الليبي
الزواج هو أسمى أنواع الارتباط وذكره الله عز وجل في كتابه العزيز (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وحث عليه نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم(تزوجوا فإِنَّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ، ولَا تكونوا كرهبانِيَّةِ النصارى).
فالزواج علاقة ارتباط والإسهام الأول في خلق أجيال وإنشاء أمة مسلمة، فيسعي الشاب بداية عشريناته إلى هذا التكوين ويبدأ باختيار شريكته والتخطيط لهذا الارتباط ولكن فجأة تظهر أمامه العديد والعديد من المعوقات التي تكاد تحُول بينه وبين هذا المطلب، فأصبحت التكاليف كالشبح أمام الشاب الليبي من مصاريف كالتجهيز لما يسمى عش الزوجية أو بيت الزوجية.
متطلبات متعددة.
فأول مايواجهه الشاب المنزل وتأثيثه، والثاني هو التجهيز لإتمام شروط الزواج كالإشهار والوليمة فأصبحت محاطة بالغلاء والتكاليف الباهظة ثم التجهيزات الخاصة بالعروس من ذهب وملابس… إلخ ما أدى إلى عزوف بعض الشباب عن قرار الزواج الأمر الذي سبب في العنوسة.
قامت بعض المدن في ليبيا لتخفيف العبء على الشاب بإنقاص قيمة المهور بحيث خصصت مبلغا معينا لايزيد ولا ينقص، وسعت الدولة أيضا بإقرار برنامج منحة الزواج للتسهيل والمساعدة في إنشاء وتكوين هذه العلاقة السامية، فكان لفسانيا استطلاع رأي على عينة من المواطنين وسؤالهم هل التكاليف تشكل عبئا على قرار الزواج للشاب الليبي؟
أجاب الأستاذ محمد العزومي مراسل قناة تلفزيونية ليبية :”بكل تأكيد إنها أصبحت عبئا كبيرا على الشباب وخاصة مع انتشار بعض العادات الاجتماعية الجديدة في المناسبات فأصبح الشباب غير قادرين على توفيرها ومواكبة هذا التسارع ما جعل الشباب يجدون صعوبة في الزواج”.
وأضاف:” من وجهه نظري الحل يجب أن يكون اجتماعيا صِرفا بأن توضع مجموعة حلول لعدم التكاليف الباهظة وبعض الشروط الأساسية المتعارف عليها لتخفيف المصاريف و المهر والمظاهر باهظة الثمن.
أما الشاب يوسف السني استرسل قائلاً:” إن الزواج فيه فائدة عظيمة للطرفين من صحة نفسية و استقرار، فمن المفترض أن يكون الزواج يسيراً على الطرفين إلا أن مجتمعنا الليبي له رأي آخر.
وأضاف:” فقد أصبح عبئا كبيرا جداً علينا نحن الشباب، فتمسك أهل الزوج أو الزوجة وحبهم للتقليد والعادات مضر، فالكثير من المستجدات الدخيلة على مجتمعنا أصبحت ترهقنا مادياً ونفسياً، لايوجد منها أي فائدة سوى أنها من المظاهر فقط فلو أردنا تقنين تكاليف الزفاف علينا تجنب أغلب العادات الداخلة في عرفنا مؤخراً ولا ننسى تقليل المهور على قول الرسول أقلهن مهراً أكثرهن بركة.
أما الآنسة أسماء الخشمي تقول بأن الزواج أضحى عبئا على الزوجة والزوج المقبلين على الزواج، فيجب وضع قوانين اجتماعية للحد من التكاليف والتكلف الزائد في هذه المناسبة.
أما رئيس المنظمة الوطنية للشباب بدر ماضي عبر قائلاً:” إن تكاليف الزواج تعتبر ثقلا على أغلب المواطنين نظراً لدخلهم المحدود وكثرة البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والارتفاع العام للأسعار، وتشكل العادات والتقاليد المتبعة عبئا أكثر بنظري لعدم تنازل الغالبية عنها “.
وأضاف:” يجب تقليص المتطلبات وتقليل العنصر المالي تحديدا وتجاهل العديد من العادات قدر الإمكان مع المحافظة على الإيجابية منها التي لا ترتكز على تكاليف مادية والتمتع بما يدخل البهجة لقلب الزوجين والحاضرين.
واكتفت الآنسة أمل محمد الجداوي بقولها:” إن تكاليف الزواج أصبحت وكأنها شبه مستحيلة على الشاب الليبي وكل سنة تزداد عن السنة التي قبلها ولم توضع حدود لهذا التكلف”.
بينما تحدث الشاب حسين المهدي صاحب عمل حر قائلاً :” نحن ومن سبقنا من جعل تكاليف الزواج عبئا بالمبالغة وإظهار الترف الزائد بطرق العرض والتصوير، لماذا لم يكن عبئا سابقاً؟
لأنه كان على طبيعة الناس وسجيتها أما اليوم الشاب الليبي يجد نفسه أمام الأمر الواقع لا يفعل شيئا سوى الدفع والدفع المبالغ فيه نبدأ من تكاليف الوليمة إلى تجهيز البيت، وتجهيز الأشياء المتعلقة بالزوجة ومستلزماتها ، وارتفاع الأسعار المستمر وخصوصا في مواسم الأعراس.
أما المعالجة النفسية سالمة عبدالله ياقه تقول:”إن من أسباب عزوف الشباب عن الزواج، ارتفاع غلاء المهور والتكاليف الباهظة، إضافة إلى انتشار البطالة، وانخفاض مستوى الدخل، الأمر الذي يجعل الشباب غير قادرين على تحمُّل المسؤولية مادياً، فحين عزف الشباب عن الزواج حلت العنوسة على الفتيات”.
التيسير على المقبلين.
وأضافت:” لذا يجب تيسير عملية الزواج بعدم المغالاة في المهور، والسكن، والأثاث، ومتطلبات الزواج من جميع جوانبه، والعمل على مساندة الأبناء ما أمكن مع توفير فرص عمل مناسبة لمساعدتهم في مواجهة أعباء الحياة، من مسكن، وملبس، وغذاء، مع عمل دراسة بحثية عن أسباب الطلاق والخُلع المتزايد في مجتمعنا رغم أنه في الآونة الأخيرة المهر قل بنسبة كبيرة ، أما تكلفة الأفراح ارتفعت بسبب التقليد الأعمى لدى النساء خاصة دون أي جدوى مستقبلاً سوى التكاليف والبهرجة.
أما الإعلامية حواء المجبري أضافت “عبء كبير يثقل كاهل المقبلين على الزواج وخصوصاً مع غلاء المعيشة وظروف الحياة الصعبة وتوفير بعض المتطلبات المهمة فتتراكم الديون تلقائياً على العريس وأهله وربما حتى على أهل العروس بسبب المظاهر والتكلف المبالغ فيه أمام الناس”.
وأضافت: “أن الحل يجب أن يكون بداية من تقليل المهور المقدم والمؤخر واتباعا للحديث الشريف أقلهن مهرا أكثرهن بركه، فتبسيط التكاليف كالمصروفات مثلاً بدلاً من 7 أيام و 3 أيام يكون حفل الزفاف يومين فقط، ويتم اختيار المكان اللائق والأنسب والأهم هو توفير فرصة عمل بدورها تساعد الشباب على الزواج وتعطيهم فرصة لتوفير جزء من الراتب،
والأهم التنازل عن الأشياء غير الضرورية للعروس التي تثقل كاهل العروسين لأن الزواج ليس دفع مهر فقط بل تكاليف أيضاً.
وتابعت:” الأهم ترك المقارنة والبحث عن الصفات الجيدة للزوج كالاحترام والأخلاق والتربية لأنها أهم نقطة في التفاهم، لأنه سيحد من عواقب كبيرة مستقبلا، كما نعاتب الدولة أيضا من ناحية تقصيرها في التشجيع على الزواج الجماعي”.