- تحقيق :: زهرة موسى :: محمد عينين
مع حلول الصيف تغدو رمال الجنوب الليبي ملعبا” للعقارب ، و تسجل سنويا مئات الإصابات و عشرات الوفيات من التعرض للدغات العقارب السامة ، التي يغدو الصيف وقت الذروة لنشاطها .
هاهو الخوف من الموت لدغا يثقل كاهل الجنوبين هذا العام في ظل أزمة نقص المصل المضاد للدغ ، حيث سجلت خلال الثلاثة أشهر الماضية أعداد متزايدة من الإصابات و الوفيات ، كان أكثرها من الأطفال دون سن 10 سنوات ، بسبب نقص الأمصال المنقذة لحياتهم ، و التي لم يتم توافرها إلا بعد انخفاض نسب الإصابة و انقضاء فترة الذروة لنشاط العقارب .
العقرب الجاثم على عنقي
تتحدث” عائشة 24 عاما / سبها ” كنت أستلقي في فراشي و أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي عند الثانية و النصف فجرا ، عندما شعرت بشيء ما يتحرك على رقبتي ، فزعت وحاولت أن أبعده و لكن الأوان كان قد فات ،لقد لدغتني العقرب .
أضافت ” صرخت أنادي أختي فهرعت إلي و تزعزع المنزل حينما علموا بإصابتي باللدغ ، حاولوا إسعافي و لكن الوقت المتأخر حال دون ذلك ، و نحن نقطن في أطراف المدينة و لا نملك سيارة ، فكان من الصعب الوصول إلى المستشفى في هذا الوقت ، فذهب أخي ليخبر جارنا حتى يسعفني لأقرب عيادة .
وضحت ” في أثناء ذلك حاولت أختي إسعافي منزليا بعقد عقدة فوق و تحت مكان الإصابة و لكن كان الأمر صعبا بعض الشيء فلا يمكنها ربط المكان بإحكام ، لأني سأختنق ، فقامت قريبتي بجرح مكان اللدغة و إخراج السم ، ووضعوا بعض الأعشاب الطبية ، التي كانت متوفرة بالمنزل.
الحمى وعيادة الأشباح
وتابعت : ” وصلنا أخيرا إلى العيادة و لكنها كانت شبه خالية ، و كنت أرتجف حينها ، و رجوتهم إعطائي الماء و لكنهم رفضوا لأن الشرب سيزيد من حدة السم ، و لم نجد طبيبا هناك ، و لأن الوقت كان متأخرا . لم نستطع الذهاب إلى أكثر من عيادتين وقررنا أن نعود أدراجنا للمنزل . تابعت ” كانت تلك ليلة صعبة جدا فقد سهرت أختي حتى الصباح بجانبي ، و كان جسدي كالموقد المشتعل من الحمى ، و كنت شبه مخدرة بين الوعي واللا وعي ، و لكن الفضل يعود لقريبتي التي كانت لديها بعض الخبرة بالأدوية الشعبية ، في اليوم الثاني ، أصبح وضعي أفضل ، وعندما ذهبت لمركز سبها الطبي أخبرتنا الممرضة بأن المصل غير متوفر و يجب شراؤه من الصيدلية ، و لكن وضعي بدا مستقرا نوعا ما ، عدت للمنزل ، و الآن أنا بخير و الحمد لله ، في السابق كنت أسمع كثيرا عن لدغ العقرب ومدى صعوبتها، و لكن حين مررت بالتجربة شعرت حقا بصعوبة ما مروا به
أمي ملاكنا الحارس من العقارب !
قالت ” مريم 28 عاما سبها” : كوننا نقطن بأطراف المدينة فنحن دائما معرضون للإصابة بلدغ العقرب ، خاصة في فصل الصيف ، و تحرص أمي كثيرا في هذا الوقت على تأمين المنزل ، حيث تقوم برش ” النافطة ” الوقود ، حول المنزل من الخارج لأن رائحتها تبعد العقارب .
فهي تخشى كثيرا من العقارب خاصة” و أننا قد فقدنا أخانا الصغير بسبب لدغة عقرب قبل أكثر من 15 عاما ، و بالرغم من أن أغلب إخوتي قد تعرضوا لأكثر من مرة للدغ العقارب و تعافوا …إلا أن أمي لا تزال تعيش بهذا الوسواس حتى الآن .
و أكدت ” وأصبحت والدتي تتقن كيف تسعف المصاب ، ففي يوليو الماضي تعرض أخي الصغير ذو 8 أعوام للدغة عقرب مميتة ، فقامت هي بإسعافه ، و إخراج السم ، و من ثم قمنا بنقله للمستشفى ليتلقى العلاج. مصل المائة و خمسون دينارا.
نوهت ” الكثيرون ممن يقطنون الأحياء البعيدة باتوا خبراء في إسعاف لدغات العقارب ، لأنهم لا يستطيعون الوصول في الوقت المناسب للحصول على العلاج المطلوب ، و الإسعاف البسيط لا يغني عن المصل ، الذي نادرا من نجده متوفرا بالمركز ، و إلا فإنه علينا شراؤه بثمن باهظ قد يصل إلى 150 د.ل .
يقول إبراهيم محمد 35 عاما” ” تعرض طفلان يقطنان بالشركة الهندية ، للدغ العقرب حينما كان يلعبان بباحة المنزل عند 8 مساء ، وفجأة سمعنا صراخ الطفل وهرعنا إليه ، ومن ثم الفتاة أيضا بدأت تصرخ ، فأشعلنا كواشف الهواتف فوجدنا بهما آثار اللدغ و كان العقرب قريبا منهما فقتلناه و أسعفناهما إلى عيادة الأمل ، الفتاة تحسنت في اليوم الثاني بعد تلقيها العلاج ، و لكن الطفل كان وضعه الصحي حرجا فتم وضعه في العناية ، و بقي هناك لمدة 5 أيام و من ثم توفي .
عدونا الذي لا مفر منه
قالت : خديجة محمد ” 25 عاما ” العقرب عدونا الذي لا مفر منه ، طوال أشهر الصيف نعيش التوتر و الخوف الشديدين على أبنائنا و أنفسنا لأننا نقطن بمنطقة مشروع حمزة الزراعي و لنصل للمدينة قد نحتاج أكثر من ساعة و في كثير من الأحيان قد لا نجد سيارة لنستقلها في حالات الإصابة و أكدت : ” هذه الأزمة نعيشها كل عام ، لا توجد أسرة هنا لم يتعرض فيها فرد أو اثنين للإصابة بلدغة عقرب ، خاصة الأطفال .
و أذكر أنه في العام الماضي استيقظنا على صراخ ابن جارتنا التي تعرض ل5 لدغات من العقرب ذاته في ظهره وهو لم يتجاوز 12 عاما .
استرسلت ” ولأنها ليلة مشؤومة لم نجد سيارة لإسعافه فأغلب من يقطنون هناك وضعهم المادي بسيط جدا ولا يملكون سيارات ، فحاولنا إسعافه منزليا ، بطرق بدائية ، و سهرنا بجانبه حتى الصباح ، شعرنا في تلك اللحظات بمعنى العجز الحقيقي .
لا حيلة إلا الدعاء للطفل الملدوغ
و سردت : “بقينا بجانب الطفل لا نملك ما نقدمه له سوى الدعاء ، وفي الصباح عند 7 صباحا وجدنا سيارة و قمنا بإسعافه لمركز سبها الطبي و بفضل الله و الرعاية الصحية التي تحصل عليها هو بخير الآن .
و ختمت : لا يمكن أن أنسى تلك الليلة وما قاسيناه ودموع والدته التي لم تجف أبدا خوفا من موته.
صائدو العقارب
يقال بأن الحاجة أم الاختراع ، وهذا ما أثبته صائدو العقارب بالجنوب ، بامتهانهم هذه المهنة الخطرة لتأمين أحبتهم وحمايتهم من لدغ العقارب فيقول” خالد الذيب ” صائد عقارب بمدينة سبها “
انطلقت في العمل على صيد العقارب منذ عدة أعوام، فأنا قد تعرضت للدغة عقرب عندما كنت طالبا بالثانوية في العام 1992 ، وأعلم جيدا ما يقاسيه المرء عند تعرضه لهذا الأمر .
و أيضا تعرضت ابنتي للدغة بمدينة طرابلس و لكن الأمر مختلف جدا فالعقارب في الجنوب أكثر خطورة من الموجودة هناك في السواحل ، فبمجرد أن تأخذ حقنة كورتيزون تصبح بخير و لكن الأمر هنا يختلف كليا فيمكن للدغة أن تودي بحياتك .
أفادنا ” كنت أبحث على مواقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ” و بالصدفة وجدت إعلانا عن كشاف قادر على تحديد أماكن تواجد العقارب ” فتواصلت مع تاجر بمدينة طرابلس و طلبت منه أن يوفر لي مجموعة من الكشافات ، جلبت الكشافات و قمت ببيعها و اتفقت مع التاجر أن يخفض في سعرها حتى تكون في متناول الجميع فقمنا ببيعها من (60 إلى 80 ) د.ل . يعتبر هذا الكشاف مهم جدا لسكان الجنوب فهو يعمل على تأمين المحيط الذي تتواجد به سواء المنازل أو المزارع خاصة في ظل تسجيل وفيات بشكل يومي بمدينة أوباري بسبب لدغات العقارب ، و الذي يشكل الأطفال أكبر نسبة منهم. أ
وضح ” كانت البداية بتجربة هذا الكشاف بمدينة طرابلس فكنت عند أحد أقاربي و سألته هل توجد هنا عقارب؟ فقال توجد و لكن ليس بشكل كبير ، فطلبت منه تجربة الكشاف ،و في ظرف ساعتين استطعنا صيد أكثر من 90 عقربا .
حملات جنوبية لصيد العقارب
أشار متحدثا إلى أنه ” نشرت على الفيس تطوعي لإطلاق حملة لصيد العقارب ، بمدينة سبها و ذلك لتأمين البيئة المحيطة ، في الأحياء السكنية ، من أجل تقليل نسب الإصابة بلدغات العقارب . لقد قام فريق من شباب سبها بحي المنشية بشراء الكشاف و بدؤوا في مطاردة العقارب ، و استطاعوا صيد كمية كبيرة مقارنة بالمساحة التي تم مسحها .
وأوضح : نحن لا نهدف أبدا للقضاء على العقارب بشكل نهائي لأن وجودها جزء من الطبيعة ، ولكن نسعى فقط لتأمين أنفسنا و بيئتنا المحيطة من هذا الخطر المحدق، لذا تم استهداف أماكن عديدة خلال الحملات التي قامت بها مدينة سبها و سمنو .
شدد على أنه ” الأمر الذي زاد من حدة انتشار العقارب هو عدم وجود حملات لرش المبيدات، ففي وقت سابق قبل عشرة أعوام كانت هناك مثل هذه الحملات التي تعمل على تقليل انتشار الحشرات خاصة في فصل الصيف .
بين ” هناك فرق أخرى تعمل على صيد العقارب ففي مدينة جرمة هناك شباب قد اصطادوا خلال ساعتين أكثر من 123 عقربا
طارد الموت و المنقذ المأمول
نوه “هناك أنواع مختلفة من العقارب أخطرها هو ما يعرف ب(طارد الموت) وهي موجودة بجرمة ،لدغة واحدة منها كفيلة بأن تودي بحياتك . و بيّن : تعتبر العقارب الصغيرة أشد خطورة وسُمّية من تلك العقارب الكبيرة التي يسهل صيدها ، لأنك تجدها خارج جحورها بينما الصغيرة غالبا ما تبقى بالداخل و قريبة من فتحة الجحر .
أجاب موضحا ” في البداية كنا نقتل العقارب عند صيدها ، و لكن بدأنا مؤخرا بجمعها ، نتمنى أن تتبنى الجهات المسؤولة هذه العقارب و تقوم باستخلاص السم ، لأن الترياق يصنع من السم . في كثير من الأحيان نصطاد مجموعة كبيرة قد تصل إلى 45 عقربا و نتركها في العلبة ، و لا يبقى منها سوى 16 أو أقل لأنها تهاجم بعضها البعض .
تابع ” نتمنى أن يلتفت المسؤولون لهذا الموضوع المهم جدا ،لأنه متعلق بحياة الناس في هذه البقعة ، لا نريد سوى توفير الأمصال بالمستوصفات والمستشفيات فالصيدليات التجارية تستنزف المواطن البسيط الذي لا يملك ثمن المصل .
حقائق و أرقام من مركز سبها الطبي
و صرحت ” حليمة الماهري ” الناطق الرسمي بمركز سبها الطبي ” بأن سجل مركز سبها الطبي خلال الأشهر الثلاث الماضية (يونيو ـ يوليو ـ أغسطس ) 15 حالة وفاة نتيجة لتعرضهم للدغة العقرب ، ووصل عدد الإصابات إلى 155 حالة ، و أغلبهم أطفال لم يتجاوزوا سن العاشرة . و أكدت بأنه ” استلم المركز عدد 300 حقنة مصل عقرب ، ولكن قد تم توفير هذه الكمية في (أغسطس) أي بعد مرور وقت الذروة للإصابات وهو (يوليو)الماضي .
و أفادت ” تم تزويدنا أيضا من المركز الوطني للأمراض بعدد 50 حقنة ، هذا بالإضافة إلى الكمية التي وفرتها جمعية أيادي الخير و التي تصل إلى 30 حقنة و أيضا بادرت القيادة العامة بإرسال عدد 30 حقنة للمركز ، وهكذا فإن مجموع عدد الأمصال التي و صلتنا 410 حقنة .
مصل النجاة الشحيح في القطرون
قال ” رجب كالي مدير مستشفى القطرون ” عايشنا خلال الشهرين الماضيين أزمة نقص أمصال العقارب حينما كانت نسبة الإصابات في ذروتها ، و لكن الآن تم توفير الأمصال ، فقد وصلتنا شحنة قبل أسبوع و تقدر بعدد 50 إبرة .
أوضح ” الوضع مستقر الآن فنسب التعرض للدغات العقارب باتت أقل بعد شهري يوليو و يونيو الماضيين ، فإذا وصلتنا هذه الشحنة في يونيو الماضي ، فإنها لن تكفي المصابين أبدا و لن يستمر حتى لأسبوعين ، و لكن الآن مع نهاية فصل الصيف نشهد بعض الاستقرار و انخفاض أعداد الإصابات .
و أشار إلى أن ” عدد الوفيات تراوح من 5 إلى 6 أشخاص خلال الشهرين الماضيين . فهذا العام قد شهد نسبة تعرض أكبر للدغات العقارب مقارنة” بالعام الماضي .
ونوه أن ” مشكلة نقص الأمصال كانت مشكلة عامة ، حيث لم تكن الأمصال متوفرة بمدن الجنوب ككل ، و جل المناطق كانت تقاسي من هذه الأزمة في فترة الذروة الخاصة بتسجيل الإصابات .
وأكد أن ” الوضع بالمستشفى مزرٍ للغاية فنحن نعاني من نقص المستلزمات الضرورية ، و هذا النقص هو أمر عام فحتى الإمداد الطبي بمنطقة فزان يعاني من العجز ذاته .
الموت قبل الترياق
أضافت ” إحدى العاملات بمستشفى القطرون ” كنا نعاني من نقص شديد في أمصال لدغات العقارب وبعض المرضى قد يحالفهم الحظ بالحصول عليه، بينما آخرون قد يضطرون للسفر عشرات الكيلو مترات نحو تراغن أو مئات الكيلو مترات نحو سبها للحصول على المصل، هذا إذا توفر هناك، و في بعض الأحيان يصاب المريض بمضاعفات تودي بحياته قبل وصول الترياق إليه.
وشددت ” قد يصل عدد المتعرضين للدغات العقارب في بعض الأحيان إلى 15 حالة في الليلة الواحدة ، و أحيانا 5 حالات أو أقل ، وحاليا” انخفضت وتيرة الإصابات عن شهري (يونيو ـ يوليو ) الماضيين فهما يعتبران وقت الذروة ، وتسجل فيهما أعلى النسب للإصابة خلال العام . الأمصال تصرف بالمحاباة (للمقربين) فقط!
أردفت ” الأمصال قد تتوفر في بعض الأحيان ، ولكن يأخذها البعض و يتم وضعها في المنازل ولا تصرف إلا بالمحاباة (للمقربين)، ولا تصل للمرضى بشكل منصف ، و يضطر المريض للشراء من الصيدليات التي تبيعه بثمن باهظ حيث قد تباع زجاجة المصل ب100 د.ل إذا كانت متوفرة .
ألف ونيف ملدوغ في أوباري
أوضح ” سليمان عليوة /مساعد مدير مستشفى أوباري العام ” أن عدد حالات لسع العقارب التي استقبلناها ما بين يناير إلى يوليو الماضي وصلت إلى حوالي 1060 حالة ، فيما تم تسجيل عدد 12حالة وفاة .
وذكر ” منذ بداية العام 2021 استلمنا شحنة أمصال و لم تتجاوز عدد الإبر بتلك الشحنة 250 إبرة ، حيث كانت الشحنة مقسمة على دفعات .
في الدفعة الأولى استلمنا ما يصل إلى 60 حقنة و من ثم استلمنا عدد 100 حقنة ، و بعدها وصلنا عدد 70 إبرة ، وهذا العدد بالتأكيد لن يكفي المرضى خاصة مع تزايد عدد حالات الإصابة هذه الفترة التي تعتبر فترة الذروة.
وأشار إلى أن ” أكثر الفئات المعرضة للدغ العقارب هم الأطفال.
مناشدة لتفعيل جهاز حماية البيئة بأوباري
طالب عليوة ” بضرورة تفعيل جهاز حماية البيئة بأوباري للقيام بمهامه في مكافحة هذه الآفة، خاصة في المناطق والأحياء العشوائية ، فنحن نخوض حربنا ضد العقارب منذ العام 2006 و 2007 فقد دفعنا ثمنا”بخسارتنا لأرواح كثيرة بسبب نقص الأمصال ، نتيجة لبعد المستشفيات عن بعض الأحياء التي تعتبر الأكثر تعرضا للدغات ، ونناشد بشدة المسؤولين بضرورة توفير هذه الأمصال التي تعتبر ترياق الحياة للمواطنين بالجنوب .
تهريب الأمصال خارج ليبيا
نوه عليوة إلى أنه ” هنالك بعض الجهات التي تعمل على تهريب الأمصال و تسريبها خارج الحدود ، وقد حاولنا منع هذا الأمر ، و لكنه ليس من اختصاصنا ، فهو من اختصاص الحرس البلدي ، فلهذا نطالب بالعمل على تثبيط هذه العمليات ، لأننا نحن أبناء الجنوب أحق بهذه الأمصال التي تهرب في حين أبناؤنا يموتون نتيجة لنقصها .
ملدوغو غات بلا أمصال
أضاف ” جبريل املال رئيس قسم الإحصاء بمستشفى غات” غالبا ترتفع معدلات الإصابة بلدغات العقارب مع بداية فصل الصيف ، و بالاستناد إلى الإحصائيات ، لم يتم خلال شهري يناير و فبراير الماضيين تسجيل أي إصابات ، و بدأ تسجيل الحالات بشكل طفيف مع بداية مارس الماضي حيث سجلنا عدد 3 حالات ، و ارتفع عدد الإصابات أكثر في أبريل حيث وصل العدد إلى 13 حالة .
كما سجلنا في مايو الماضي ما يصل إلى 26 حالة ، بينما سجل في يونيو الماضي عدد 66 حالة إصابة، و بدأ الأمر يتفاقم مع بداية يوليو و الذي يعتبر منتصف فصل الصيف الذي يشهد تزايدا” في وتيرة الإصابات بلدغات العقارب بالجنوب ، حيث سجلنا أعلى معدل إصابات خلاله وكان عدد الحالات 74 حالة ليقدر إجمالي الحالات المسجلة بحوالي 183 حالة . و ذكر بأنه ” لم نسجل حالات وفيات بمستشفى غات رغم نقص المصل خاصة وأن بلدية غات لم تستلم بعد حصتها من الأمصال الواردة التي وصلت مؤخرا لجهاز الإمداد الطبي فزان .
واعتبر أن ” الحل في القضاء على انتشار العقارب يكمن في تدخل جهاز حماية البيئة وقيامه بدوره من رش المبيدات ، إضافة إلى توفير الأمصال من قبل الجهات المختصة ، وكذلك تعاونها مع جهاز حماية البيئة للقيام بدوره بالصورة الصحيحة.
ختاما ” هذه الأزمة ليست جديدة وهي حلقة مرعبة تتكرر كل عام ، لذا ينبغي البحث عن حلول و معالجة المشكلة التي تتفاقم ، فالقضية تتعلق بأرواح الناس وتودي بحياة عشرات الأطفال بالجنوب بسبب لدغة العقرب ، ويناشد أهالي الجنوب المسؤولين بتوفير الأمصال التي بات البعض يتاجر بها و يبيعها بأسعار خيالية لا يتوفر ثمنها عند الكثيرين .