خالد المجبري
ستة جيوش عربية هُزمت في العام 1948 فأضاعت نصف فلسطين , ثم هُزم جيش أكبر دولة عربية في العام 1967 هزيمة نكراء فضاعت كل فلسطين ومعها أراضٍ من ثلاث دول عربية .
وفي العام 1973 حقق الجيش المصري نصف نصر ثم استسلم ولم يُرجع الأرض المصرية وفق سيادة منقوصة إلّا بمعاهدة استسلام . وبين هذه المحطات كان الجيش المصري قد استولى على السلطة بالقوة مدشنا أسلوبا للحكم جرى استنساخه في أكثر من بلدٍ عربي ولأكثر من مرّة أحيانا .
وكذلك فإنه في العام 1964 أغمض عينه عن فلسطين وأعطى ظهره لها وتوجه بعيدا إلى اليمن .
وأيضا فعلها في العام 1977 حين اتجه غربا فهاجم ليبيا . والتي توجه جيشها بدورة جنوبا نحو تشاد فتجرع شر هزيمة .وفي العراق وفي العام 1990 وبدل أن يتجه جيشها القوي غربا نحو فلسطين توجه جنوبا نحو الكويت فكانت بدابة التآكل العربي .
وهاهي جيوش السعودية والامارات تحارب اليمن الجارة العربية المسلمة .وقائع التاريخ تقول أن لا جيشا عربيا أثلج صدورنا وأسعد قلوبنا بنصرٍ على عدوٍ خارجي . بل صارت الأسلحة وهي بمئات المليارات من الدولارات تصوّب نحو صدور الإشقاء عرقا ودينا أو الاكتفاء باستعراضها في مواسم انتصارات لم تتحقق أبدا .ولسنا ننسى أن الجيوش كانت سببا في تخلفنا التنموي والحضاري من خلال حرفها لمسارات الدول من سكك النمو والتقدم – وإن ببطء – إلى مسارات متعرجة متخبطة عادن بنا إلى الوراء كثيرا جدا .ولسنا ننسى حجم ما أنفق وينفق على هذه الجيوش من أموال وكم أكلت وتأكل من خيرات كان يمكن أن توظف أفضل توظيف لازدهار الشعوب .ولسنا ننسى أن الجيش في كل بلد عربي صار طبقة أخرى تتميز عن عموم الشعب وتحظى بالقوة بامتيازات وصلاحيات ساهمت في بعث توترات واضطرابات اجتماعية حادة .لهذا ولغيره كثير ستبقى الجيوش لعنتنا … إلى حين .