د :: محمد غرس الله
عطفاً على عمليات أشغال الشارع الليبي بمتاهة السحر والسحرة والساحرات، في تحويل وتتويه ذكي، لاهتمامات الرأي العام الليبي، كي لا يعي ما يفعل به الناهبون المخططون الكبار، ولا ماذا يحيكون له ..أن السحر الاسود الحقيقي الذي اصاب الليبيبن، ليس من فعل تلك المرأة الفقيرة المهمشة في كل حي شعبي، والتي تستفيد من خصومات الكناين، والحماوات، والضرائر، والمطلقات، وأيضا العوانس الباحثات عن عريس الغفلة .. لتجني دريهمات تقتات بهم .. أن السحر الحقيقي الذي صنع مأساة ليبيا والليبيين، السحر المثبت والواقعي نراه كل صباح ونعيش تحت سطوته وسيطرته، هو سحر الهيمنة الغربية وما يسمى بالمجتمع الدولي الساحر الكبير، أنه سحر سفراء الدول الغربية، أنه سحر المبعوثة الأمريكية (ستيفاني وليامز) ، وحفيد قرتسياني الحنرال الايطالي (ديليسيرا) الذي يشرف على الترتيبات الامنية في طرابلس ويدير امنياً فرق التخريب ويرعاها، انه السحر الذي زرعه الصهيوني (برنار هنري ليفي) ويتفقده في ليبيا كل سنة ، انه السحر الذي زرعه السيناتور الامريكي (جون ماكين) وهو يتبختر في شوارع بنغازي برفقة (غوقة) وبحراسة الثوار الاشاوس
، انه السحر الذي يزرعه ويقوله ويديره مبعوثي الأمم المتحدة الواحد تلو الاخر ، أنه سحر اللعبة الدولية القذرة، التي سحرت الليبيبن فلا يجتمعون الا بمشورتها، وتحت رعاية سحرتها .. أن السحر الحقيقي الذي أودى بليبيا، هو سحر عملية (فجر اوديسيا عام 2011م)، سحر إستيلاء الغرب على ليبيا، وارصدتها واستثماراتها، ورصيد ذهبها، ووثائقها، وأرشيفها، وجغرافيتها، انه السحر الأسود الذي به دمرنا مطار طرابلس العالمي بطائراته المدنية، واحرقنا خزانات النفط، وهجرنا بسببه تاورغا، والالف الأسر من بيوتهم، وهو السحر الأسود في (مشروع الصخيرات المغربية) البذيئ، وهو السحر الذي يتم هذه الأيام تصنيعه في (الزنيقة) المغربية مرة أخرى، والشعب الليبي المسحور، ينتظر ماذا يعدون له من تميمة او حجاب سحرية، ومتاهة جديدة ….انه سحر الأقاليم، والتثليث السياسي، والمحاصصة المناطقية، سحر (بيفن سيفورزا) القديم الذي تم إعادته للحياة .. انه سحر مراكز (المخابرات الحديثة) من منظمات مجتمع مدني، وجماعات تسمى نفسها حقوق انسان، وسحر المراكز المشبوهة، التي تسرح وتمرح في ليبيا، تحت اسماء وشعارات، انسانية ومدنية وحرية الخ .. أن السحر الحقيقي هو ما فعلت (قطر) بليبيا والليبيين وما تديره وتفعله بالرأي العام الليبي قناة الجزيرة وبناتها من قنوات تلفزيونية، وهو سحر العدو (اردوغان)، وما يفعله وينهبه وما يقوله وما يرسله ليبيا من مرتزقة، وما تنهبه تركيا من بلادنا من مليارات ورصيد الذهب الليبي، انه سحر ووهم (دبي وابوظبي) ، انه سحر (الغنوشي) الذي يمتد من تونس لطرابلس، مرورا بالجزائر ..أن السحر الذي أودى بليبيا، لن تجدوه في مقابر أبأكم واجدادكم القديمة، بل تجدونه في مقابر أبنائكم الذين سحقتهم الحروب والجماعات المسلحة، مقابر المأساة الليبية التي حصدت خيرة ابنائنا، أن هذا السحر تجدونه في ركام بيوتكم التي هدمتها الحروب القذرة، وشوارعنا وجامعاتنا التي خربتها اللعبة الدولية والمجتمع الدولي المزعوم، أن هذا السحر واضح في طوابير الحصول على قنينة غاز، أو طوابير الحصول على وقود للسيارة، وطوابير الحصول على السيولة من المصارف الخاوية ..انه سحر اللعبة الدولية القذرة الذي سبب في تهجير عشرات الالاف من الأسر الليبية، ويتم الأطفال، ورمل النساء، وجعلنا من شعب متحاب آمن مطمئن، وحولنا لأعداء، وحول بلادنا لخرابه مستباحة في كل شيء، انه السحر الذي سبب في قطع الكهرباء عنا وعن بيوتنا ومدارسنا، وجعل منا شعب باكمله ينوح، ويترجى باكياً على صفحات التوصل الاجتماعي، ويعجز عن مواجهة أوضاعه، أنه سحر العجز والارتهان والفتن المُصنعة في معامل الغرب الاستعماري الناهب، السحر الذي صنع المتاهة ويستمر بها ويعمقها، وجعلنا نتفرج على اموالنا تنهب، جهارا نهارا يتبجح علينا ساسة الدول الأخرى صباح مساء ..أنه السحر الذي حولنا – من شعب أمن مطمئن مسالم – إلى جماعات وحشية متقاتلة (قبلية ومناطقية وشعوبية، وارتزاقية، تافهة، ومخربة، وجاهلة) ، ومطيعة للعبة الدولية ومشروع الفوضى الخلاقة، ومزق نسيجنا الاجتماعي الطيب المتحاب الآمن .. هذا هو السحر الحقيقي الذي يجب البحث في طلاسمه وتمائمه، وعناصره وسحرته، ومواجهته، والوعي والحذر والانتباه منه، وهو السحر الذي يجب علينا أن نطهر ليبيا العزيزة منه، ونفتكها من براثنه، ومن ادواته ..(سبق نشره بتاريخ 7 سبتمبر 2020م).. محمد عمر غرس الله ..