- محمود أبو زنداح asd841984@gmail.com
يوما ما ستقف آلة الحرب عن قتل الأبرياء وتهجير البسطاء وهدم منازل الفقراء ! نعم إنها آلة الحرب التي لا تعرف الرحمة ولكنها تختار أهدافها بدقة إما بالقصف البعيد أو معطوفا عليهم والسرقة والحرابة أو مغضوبا ترمي بهم إلى السجن البعيد غير القائم على عبادة الشيطان بتقديم القرابين له ….. وسط هذه الحرب التي أكلت البلاد من أطرافها إلى أطرافها يمر قطار الموت مع أرتال العسكر على كل مدينة ، ينظر إلى جمالها الخلاب وطبيعية أهلها العاشقين للحياة والإبداع ، يرى الأراضي ترتدي أجمل المعالم الشاهدة على تاريخ موثق وجغرافيا ترسم ، كان فيها الإنسان جديرا بأن يكون مخلوقا رحيما بالثقافة التي جعلت منه آدميا . ومخلوقاً لأجل البناء والصلح والتواصل مع الآخر من خلال كُتاب ومناضلين أفاضل يتواجدان في كل قرى وبيت وبلدة إنهم كبار الشعراء والاُدباء ، كانوا ومازالوا تتغنى الطبيعة بألحانها للحياة ، إنهم كبار العلم والأخلاق في زمن رحل فيه من رحل وبَقى الآخر صامتا عن ضوضاء الحرب التي لا يسمع فيها إلا لصوت المدافع فلا نلوم عن بليغ قد كتب بصوت نحيف فكان قد بلغ كتاباته ما بلغت عن صوت المدافع التي لا تدوي إلا في أذن من أطلقها قتلاً . الوطن يحب الجميع ويحتضن القاتل والمقتول والأديب والقارئ والمبيح للحرب والعارض عنها فالكل يبني الوطن بطريقته الخاصة ، زمن الكتابة لابد منها وصباح الشباب الثائر لايمكن الاستغناء عنه فكم من دول لم تدفع فاتورة الدماء واستكان شعبها لحكم الفرد ذلاً ومهانةً فأصبحوا في أعداد الموتى وإن كانت أبصارهم شاخصة وأصبحوا بلا حياة ولا كرامة ويعيشون بين القمامة . وهناك مجتمعات قدمت العدد الأكبر ((الضعفين)) لأجل التحرر والكرامة ولا يخافون الموت لأجل إعلاء الحق ، في بلد غني يمكنه تقديم المال لإسكاتهم لأجل العيش تحت رحمة مستعمر صغيرة رهن نفسه كعميل للخارج ولَم يستطع بلع فكرة أن شباب الْيَوْمَ مستعد أن يموت في هذه الصحراء القاحلة ولا يرتضي لنفسه أن يعيش في القصور ليوقع كل أسبوع داخل .