- إبراهيم فرج اشوشيين
نعم … كثرت المبادرات وخرائط الطريق … وأصبحت الرؤية مشتته بين مؤتمر وطني للمصالحة … والمؤتمر الجامع … ومؤتمر تحضيري يعد له الاتحاد الأفريقي .. وبين ما هو واقع على الأرض نعايشه كل يوم .. بدأ السيد غسان سلامة الدعوة إلى المؤتمر الجامع أو (الجامح) ودعا إليه من دعا ولا يدري الشعب من هم المدعوّون الذين سيرسمون خارطة طريق المستقبل لهذا الوطن … واستغل ذلك لزيادة الشتات بين الفرقاء وألحق دعواته بتصريحات متتالية وصلت إلى نعت من هم في المشهد السياسي الليبي بالفاسدين لتتفجر الردود على تصريحاته . ولا أعلم ما الغاية من وراء ذلك سوى تمهيداً لإزالة من هم في المشهد بوجوه جديدة ربما وقع اختيارها بإملاءات خارجية .. لكي تطرح من خلال المؤتمر الجامع حسب التسريبات التي نسمعها .. وبعيدا عن ذلك من حيث الخوض .. المخاض على الأرض يتحرك بخطى متسارعة وربما غير مدروسة جيداً وذلك من أجل تحقيق مكاسب على الأرض قبل تجمع الجامع … هذه الحمى التي بانت أعراضها على الشارع أتوقع أن تكون نكسة كبرى في انتكاسة الوطن المستمرة منذ ثمان سنوات .. وكأن ليبيا لم يعد يمتلك مصيرها ويقرر عن شعبها إلا هذه الثلة التي تمترست على كراسي الحكم وأصبحت هي الداء والدواء … ولسان غسان لم يبتعد عن قول الحق في وصفهم ولكن ما أراد غسانُ سلامة الوطن وإلا لكان واضحا موضحاً للشعب من هم الذين سيلتقون في غدامس .. عموماً .. نتأمل خيراً من وراء ذلك .. وإن كان الربيع من فم الباب يبان … إن الأوضاع في وطني وتأثيرها على المواطن أنضجت الفكر وأصبح الكثير والكثير من الشعب يفهم ما يحاك وينسج لمستقبل هذا الوطن ولكن هذا النضج جاء متأخراً بعد ثمان سنوات من المعاناة بحيث أن الشعب استيقظ وقد وجد نفسه مكبلاً من ثلة الفاسدين التي تحكمت وتملّكت كل شيء المال والسلاح والإدارات المتنفذة في البلاد وحتى إن فكر هذا الشعب في الانتفاضة من جديد على هذا الواقع المرير في اعتقادي ستكون الخسائر تفوق ماخسره الشعب إلى الآن .. ليس إحباطاً بقدر ما هو واقع يفرض نفسه على خارطة الوطن … وبالعودة إلى المبادرات فلم أرَ وضوحاً فيما تسعى تلك المبادرات في تقديمه سوى أنها مضاربات سياسية تطيل من عمر الأزمة التي ربما لو صغت الآذان وصفت القلوب لكنا في غنى عنها وعن صانعيها.. فهل ياترى سنرى انفراجاً قريباً أم أننا سنرى صفحات جديدة من المعاناة تجترها بطون أولئك الفاسدين والعهدة على الراوي غسان سلامة .. سلّم الله الوطن من الخبث والخبائث … ولا زال الأمل قائماً.