كتب :: سالم أبوظهير
“خروجنا غير المنظم من الاتحاد الأوروبي البريكست ، سيغرق بلادنا في حالة من الركود”، هذا تقريبا ملخص ما يشعر به خبراء المال والأعمال والاقتصاد وحتى المواطن الإنجليزي العادي،رغم محاولة الإعلام البريطاني التخفيف من حدة هذه المخاوف وانعكاساتها المستقبلية ، حيث من المتوقع أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي مع نهاية شهر مارس القادم، وأول مؤشر يعكس خوفها من هذا الخروج الكبير هو مطالبة حكومتها بشكل مستعجل من المتاجر الكبيرة ومن شركات الدواء العملاقة، بتخزين الدواء والغذاء،تحسباً لما قد يحدث ،ولم يكن مخططاً له أو في حسبان خبراء المال والاقتصاد، رغم أن هذا الإجراء غير ذي جدوى من وجهة نظر الخبير الاقتصادي الشهير روب دوبسون ، الذي أرسل للحكومة تقريراً ، يمكن وصفه بالتقرير المخيف ، وضح فيه أن تأثير هذا الإجراء برمته سيكون قصير الأجل، وسيربك بريطانيا مع نهاية 2019، مؤكداً أن المخزون مهما كان كافياً سيتناقص، وستنتهي صلاحية كثير من أنواع المواد الدوائية والغذائية. إلى جانب تقرير روب دوبسون المربك للحكومة البريطانية، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة أبسوس موري ، ونشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز وشارك فيه (بحسب التايمز)عدد مهم من رؤساء الشركات البريطانية الكبرى ، ومايقارب من 74 % منهم، أبدوا نظرة غير متشائمة لما ستكون عليه حالة بلادهم الاقتصادية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست). بينما قال 67% من المشاركين في الاستطلاع إنهم قلقون جداً من أن أوضاع شركاتهم ستسوء بعد الخروج ، فيما شكك 68 % ممن شاركوا في الاستطلاع في قدرة حكومتهم الحالية، على التفاوض من أجل اتفاق جيد يحمي الشركات البريطانية ويبدد مخاوفها. تقرير آخر أزعج حكومة بريطانيا نشرته في ديسمبر المنصرم شركة «بي دبليو سي» للمحاسبات، قالت فيه إن بريطانيا قد تتراجع من خامس أكبر اقتصاد في العالم إلى المركز السابع في عام 2019م بسبب انفصالها عن الاتحاد الأوروبي.فيما أكد أندرو جودوين أستاذ الاقتصاد في جامعة أكسفورد، أن المملكة المتحدة لن يكون لديها سوى الوقت لإعادة تأسيس مئات من معاهدات التجارة الدولية والتنظيمية التي تعد طرفاً فيها بسبب عضويتها في الاتحاد الأوروبي،وتنبأت دراسات أخرى من أن اقتصاد المملكة المتحدة سينكمش بنسبة 7.7 في المائة بعد خمسة عشر عاماً من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل غير منظم. وسط هذا التخبط الاقتصادي ، تحاول العجوز تيريزا ماي ، التقليل من حدة التخبط السياسي في حكومتها،و الانقسام حول الخروج ، مستبعدة دائما مجرد التفكير في تنظيم استفتاء جديد، حول الخروج أو البقاء، وتعتبر أن هذا الخيار خيانة للخيار الذي عبر عنه البريطانيون عام 2016. لكن تيريزا قد لاتصمد طويلاً، لأن وزيرة العمل آمبر راد ومعها بعض الرفاق، وبعض وسائل الإعلام وبعض من الإنجليز يكررون كل ماحانت الفرصة هذا السؤال: لماذا لانجري استفتاءً آخر وننهي المشكلة مازال لدينا الوقت الكافي لنقوم بذلك بشجاعة وعلى أكمل وجه؟!.