علينا ان ندرك ونفهم بأن الازمة الليبية مخطط لها ان تغوص في اوحال الخلافات السياسية منذ بدايتها وان التباينات الكثيرة مقدر لها ان تزداد تعقيدا وان تلك العقد المحبوكة من الصعب اعادة حلها او تفكيكها .
.. المجلس الانتقالي أشرف بغباء على تفكيك الدولة كما جرى وضرب وانهك المؤوسسات بحيث لم تعد قادرة على الصمود ، وتدخل بها الاجنبي حيث أصبحت بين يديه يتصرف فيها كما يشاء ؟؟
المؤتمر الوطني العام لجأ الي التصرف في الاموال المكدسة وبارصدة ذهبية وضرب وبقوة كل مكابدة الشعب الليبي واتلف كل مدخراته بعبث بالغ فالاموال كثيرة والمتطلبات أكثر فذهب الجميع الي بعثرة المال وبسخاء تام في الداخل والخارج لحين الوصول الي القاع ، دونما وجود خطة اصلا للتحرك بها .
.. عند انتخاب اول مجلس نواب ، رفض المؤتمر الوطني العام الخروج من الباب الواسع وتمسك بموقعه في السلطة التشريعية ، وهنا تدخل الاجنبي بفنونه ومهاراته في حبك المؤمرات الداخلية والخارجية ليصبح في ليبيا قطبين يدوران في حلقة مفرغة تحت مسمى ( الاتفاق السياسي ) ليقع تحت هذا العنوان تقسيم ليبيا بين شرق وغرب ، وجنوب تابع مجرور وبادارة أجنبية أساسها تدخل عدد من الدول الفعالة بالملف الليبي وصولا الي مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح ومجلس الدولة ( الاستشاري) برئاسة محمد تكالة .
.. هذا الوضع الذي أفرز سابقا لجنة (6+6) لتأتي بالتوافق المطلوب وصولا الي القوانين الانتخابية حلم الليبيين أصلا !!
بالطبع من المهم استحالة التوافق وبقاء كل في مكانه يراوح منتظرا تقدم الآخر وهو مالم يحصل ابدا لعدة اسباب أهمها :
_ انشطار المجتمع الدولي وعدم الاتفاق حول آلية تقاسم ليبيا بعد ، ليبقى كل في مكانه مع الحفاظ على الاوضاع القائمة ، حيث التأجيل لأسباب دولية اكثر أهمية ومنها احداث أوكرانيا مضافا اليه اخطار جديدة بالشرق الاوسط .
_ الولايات المتحدة الامريكية تمسك الملف الليبي وتتحكم به بدعم غربي واضح ، بينما تلعب تركيا دورها الاقليمي في ليبيا بكفاءة ونجاح ، ذلك مكسب كبير بالاضافة لمحافظة ايطاليا والمانيا على مصالحهم مع توغل صريح للمملكة المتحدة وفرنسا بليبيا طبعا.
_ روسيا تمسك بثبات الاطراف الشرقية للوطن مع الجنوب كاملا حيث منابع النفط والغاز ومايدور حولهما ، يضاف الي انفرادها تماما وانتصارها المتوقع في اوكرانيا ، واتفاقها ضمنا على مبدأ تقاسيم مناطق النفوذ.
.. من خلال هذه الخطوط الرئيسة يأتي لقاء عقيلة صالح مع محمد تكالة بالقاهرة متوقعا عدم احراز أي تقدم للأسباب السالفة الذكر .
الا انه بمكن فقط الحديث عن تشكيل حكومة جديدة وفقا لمباديء التقسيم والتراضي حيث :
_ يأتي رئيس وزراء جديد قادر على نزع اغلب النزاعات الحكومية ، بحكومة تكنوقراط مصغرة
مع صلاحيات واسعة في محاولة لاصلاح ما افسدته حكومة الوحدة الوطنية وتنظيف مفاصل الدولة من عمومم الافساد المقصود الذي اوجده الدبيبة .
_ يأتي وزراء جدد قادرين على الترميم ، من بينهم للأسف ( عبدالحميد الدبيبة ) نفسه ليضطلع بوزارة هامة ، كمحاولة لارضاء اعوانه والحفاظ على مكاسبهم ، وهنا تكمن أهمية رئيس الوزراء الجديد .
.. ان التشكيلة الوزارية المتوقعة ستكون مدخلا مناسب لعبدالله باثيلي رئيس البعثة الاممية للدعم في ليبيا وذلك للأبقاء على سيطرة المجتمع الدولي والخمسة الكبار وتطريف مجلس النواب ومعه مجلس الدولة وبالاحرى كل صوت ليبي .
.. وهذا يعني دونما شك مايلي :
_ ليبيا تابعة حتى الان الي الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن وذلك من خلال عبدالله باثيلي .
_ ابقاء ليبيا كقضية (باردة) ليؤجل تسخينها لاحقا لأهمية موقعها كمفتاح افريقي مهم وموقع متميز مع ثروات هائلة تسيل لعاب كبريات الدول .
_ بقاء الاتفاق السياسي مدخل مناسب لليبيا حيث لا يمكن اسقاطه بسهولة
عليه ،،،
امام عبدالله باثيلي طريقين لاثالث لهما ابدا وهو اما .
_ تشكيل لجنة رفيعة المستوى على غرار لجنة حوار جنيڤ يختار اعضاءها عبدالله باثيلي ، وليس امام المجلسين غير الموافقة .
( أو)
_ حوار المكونات الاساسية لجميع السلطات في ليبيا من مجلس الرئاسة ، مجلس النواب ، مجلس الدولة ، حكومة الوحدة الوطنية ، حكومة الاستقرار حول طاولة مستديرة يديرها ويشرف عليها ويقودها المجتمع الدولي ، الملزم حينها بقبولها واصدار قرارات تتعلق بها ، كما خطط له.
.. في تلك الحالة اذا التحقت القوات المسلحة العربية الليبية بالطاولة المستديرة فستكون من خلال لجنة (5+5).
.. ان هذه الاوضاع كفيلة بجلوس الجميع حول الطاولة المستديرة عدا الشعب الليبي وقدراته الحقيقية من خلال فقط ( المؤتمر التأسيسي ).