نَـظْـرَتـي

نَـظْـرَتـي

كتب :: أ :: سالم أبوخزام 

كانت الجمعية الوطنية الثانية إذ اجتمعت في لقاء موسع بمنتجع قمر الصحراء وإذ تدارست أهم الخطوات للقيام بها فيما يخدم المنطقة الجنوبية حيث تصدّر ملف الأمن كافة الملفات . الوقائع والأحداث أثبتت أن الدولة الليبية عبر حكوماتها غير قادرة أو غير جادة في تبني أوضاع الجنوب وملف الأمن على وجه الخصوص ، كما أن الوقائع قد أثبتت بما لايدع مجالا للشك بأن الإقليم الجنوبي قد ترك لحاله لمواجهة مصيره لوحده . بالإضافة إلى الانهيارات الحياتية المستمرة في الجنوب اليوم تفرض أوضاعا دولية جديدة ، حيث تجتاح عصابات أفريقية وتشادية الأرض الليبية على مرأى من الجميع ولا تحرك الرجمة أو طرابلس ساكناً وكأن الأمر خارج نطاق ليبيا !! اجتياحات القوة الناعمة مرحلة مستمرة تنفذ برامج الاستيطان بشراء الأرض والمزارع والبيوت أو الأكواخ ليتم تطويرها إذ في الأساس تقوم بدور محوري في تقويض وجود السكان الليبيين في مقابل غيرهم في مسألة ديموغرافية واضحة المعالم لتغيير المعالم !! هذه الأساليب القبيحة والمفضوحة تتسق تماما مع تحريك أوراق واتفاقات ومذكرات سابقة بشأن استقبال المهاجرين غير القانونيين لتوطينهم في بلادنا . حريّ بنا إدراك أن هذه الفراغات المكانية الرهيبة مستهدفة من قبل عدة دول لاستيطانها بأساليب مخادعة أو بالقوة في مراحل أخرى مالم ننتبه ونرفع درجة الاستعداد للمواجهة الحقة عوض المواجهات غير الواجبة التي تحدث بيننا أبناء الوطن بينما الوطن برمته مستهدف للبيع في سوق النخاسة . القوة الناعمة تتحول إلى قوة خشنة لاحتلال الأرض والمكان من أساسه وذلك بمبدأ ” اضرب واهرب” ثم اختطف وساوم ، ساوم بالأموال كفدية باهضة أو إرسال المختطفين إلى حُفر الموت دونما شفقة او رحمة. الأوضاع الأمنية المعقدة تعصف بالأمن القومي والوطني على حد سواء وبات أهل الجنوب أمام خيارات ضيقة كثيرة أولوياتها الانخراط في مجموعات لحمل السلاح والدفاع عن الأرض والعرض عوض الاختطاف في الفقهاء ، سمنو ، الزيغن ، أم الأرانب ، والقطرون ، وفي كل بقاعنا المتاخمة لدول الجوار المستسلمة لعصابات مارقة تنطلق من بلدانهم وتناوئهم كحكام في الأساس !! علينا كرجال وشباب في ميادين الشرف أن نلتف حول قيادة عسكرية من أبناء فزان ونعزز وجودنا بفرض إرادتنا برسالة واضحة لكل من الرجمة أو طرابلس بأن الأمر يجب أن يكون هكذا دونما أية مجادلات غير مجدية استندت فيما سبق على أكاذيب مفضوحة . فزان مدعوة بخطوات حاسمة إلى دعوة أبنائها العسكريين إلى امتشاق السلاح للدفاع عن العرض والأرض والشرف فقد سقطت الأعذار اليوم بعد كل ماجرى من قتل واختطاف وتغييب قسري صادم. كما أن أصواتنا الثقافية والإعلامية والسياسية إن وجدت مدعوة للشعور بوخزات في القلوب فقد بلغ السيل الزبى !! ليس هناك شيء أمامنا سوى القتال والاستشهاد والدفاع عن النفس من كل أبناء الشعب الليبي في الجنوب قبل فوات الأوان . بلادنا مستهدفة بشرا وسكانا وأمكنة وجدرانا ، مستهدفة نفطا وغازا ؛ رمالا ومعادن وحضارة وتاريخا وخرائط جغرافية معبرة عن هوية وإنسان!! جاءت لحظات أثبات اننا ننتمي لهذه الارض الطيبة ليس لأننا ظلام معتدون ، بل لأننا معنيون اليوم برد العدوان ، عدوان ترصده عقولنا ويتوجب علينا رده بآيادينا مهما كانت الأثمان !! علينا اثبات محبتنا لليبيا رغم تخلي الاشقاء الليبيين عن تراب يحتضن اسباب حياتهم ورفاهيتهم ربما !! ..اليوم ليس هناك عودة للوراء او انتظار لقرارات لمن يقبع في كراسي الذل والهوان وما أكثرهم فتبا لهم !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :