كتب :: عابد الفيتوري
الشيخ سلمان رجل احمر البشرة .. رقيق الوجه والجسد .. اكحل العينين .. فارس خيال .. صنديد وقت الحرب .. في ذمته زوجتان .. زوّجه السلطان عبدالرحمان شقيقتة .. كان ذلك عام 1367 هـ .. اقاموا لهما عرس استمر سبعة ايام بلياليها .. جمع كل اهل وادي ريغ .. جاءوا بسلاحهم .. وشاركوا الفرح برقصاتهم امام القصبة .. بيت السلطان .. لمدة اربعة ايام .. وفي اليوم الخامس حملوا هودج العروس على اكتافهم .. اربعة منهم .. وساروا بها من البلدة الى زاوية سيدي العابد .. واحضروا الحنة .. وخضبوا ارجل العروس ويديها .. وخضب الشيخ سليمان يده بالحنة .. دندنة طبلة الدربوكه .. والرقص وبهجة السمر .. فرح شيخ .. جال الفرسان .. اطلقوا البارد والجياد تعدو .. طال السمر وان اوآن الزفة .. دخلت العروس من باب سيدي عبدالسلام .. ودخل العريس من باب الخضرة .. واهتاج الحفل بدخول كوكبة العرس سور القصبة .. واطل الشيخ عبدالراحمان من شباك غرفته .. لكن عينه كانت على النساء الحضور اكثر .
في اليوم السادس للعرس .. حملوا العروس في هودجها على الاكتاف .. ثم على بغلة وذهبت لمزار سيدي امحمد بن يحي .. واستقبلتها النساء تقبل ايديها وتبارك لها .. ودخلت الباب وخبيرة الحنة .. اقفلوا الباب .. ومن ثم حضر العريس الشيخ سلمان .. وخضب هو الاخر انامل يده اليسرى بالحنة .. وتعالت الزغاريد لحظة خروجهم .. وعجت باحة السوق بالراقصين والراقصات .. ولديهم رجال يرقصون رقص النساء .. ويرتدون زي النساء .. يتغنون مثلهن ..يخضبون ايديهم بنقش الحنة .. يظفرون شعورهم جدائل .. يعفرونها بالطيب .. لا يخشى دخولهم لأي بيت .. ولا حرج عليهم في مقابلة النساء .. يسمونهم اعلاج .
في الليل اتى اهل تماسين يزفون هودج شقيقة الشيخ علي .. شيخ تماسين .. ناخ جملها .. وترجلت .. وتكلم البارود .. وعلت زغاريد النساء .. واهتاج الرقص .. دخلت باب القصبة .. وفي الليل زف الى ابنة عمه اولا .. دخل بها .. واتم ليلته مع عروسته الاخرى شقيقة شيخ تماسين .. ودخل بها .
من كتاب ” ري الغليل 1852 ” تحقيق عابد