أرجموها

أرجموها

بقلم :: إبراهيم عثمونة

سوف نقيم في زمن لاحق بسبها مجسماً يُشبه ذلك الذي في مكة ، وسوف نرجمه كما يرجم الحجاج . كل أولئك الليبيون الذين لم يحالفهم الحظ ولم يحجوا سوف يأتون ليرجموا ، حتى تلك النخبة التي تروج اليوم للقبائل – إذا أطال الله في عمرها سوف تأتي ، وحتى تلك الفضائيات الضالة التي تنفخ في جسد القبائل سوف تقوم بنقل شعائر الرجم.
سوف نبني في يوم من الأيام مجسماً يرمز للقبيلة ، وسوف نكتب أسفل منه (أرجموها إنها نتنة) وسوف نتزاحم حول المجسم كما يتزاحم الحجاج.
في وقت لاحق ، لا أعلم تاريخه ولا أحد يعلم تاريخه ، سوف يتوجه من ليبيا حجاج شرقاً إلى مكة ليرجموا مجسماً للشيطان هناك ، وسوف يتوجه حجاج آخرون جنوباً ليرجوا مجسماً هنا.
في يوم 10 و11 و12 من دو الحجة من كل عام سوف يحدث رجم في مكة ورجم آخر في سبها ، وسوف يُكبر الحجاج هناك وهم يرجمون وسوف يكبرون هنا وهم يرجمون ، وإذا كان المسلمون يأخذون أحجار الرمي من “منى” أو من “مزدلفة” لا أعرف بالضبط !! فسوف تكون الجبال المحيطة بسبها مكاناً آخر يأخذ منه المسلمون أحجار الرمي.
القبيلة هي ذاتها سواء في أفغانستان أو في ليبيا أو في الساقية الحمراء ، تماماً كالشيطان لا يختلف وجوده في كابل أو في سبها ، وتماماً كداعش لا يختلف وجودها في أنبار العراق أو في سرت ، فالقصة ليست قصة أصل وفصل بل قصة عقلية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :