تيندي: فيلم يروي قصة فن وهوية

تيندي: فيلم يروي قصة فن وهوية

حاورته : منى توكا شها

مصطفى خليفة صحفي ومراسل مستقل لعدة قنوات ومنصات إعلامية، ومدير فريق غات ميديا للإنتاج الإعلامي. أخرج مؤخراً فيلماً وثائقياً بعنوان “تيندي” من تنفيذ غات ميديا ، الذي يتناول فن الغناء والشعر الخاص بالطوارق، ويقدم لنا لمحة عن حياة ومسيرة الفنانة “زالو”، واحدة من أشهر المغنيات في هذا اللون الموسيقي.

تحدثت فسانيا معه عن الفيلم والرسالة التي يحملها والتحديات التي واجهها في عملية الإنتاج، وخططه المستقبلية كمنتج للأفلام.

قال خليفة إنه يحب فن تيندي منذ طفولته، ويستمع إلى الأغاني والقصائد التي تروي تاريخ وثقافة وهوية الطوارق. وأضاف أنه لاحظ أن هذا الفن مهمل من قبل وسائل الإعلام والجمهور، ومعرض للانقراض بسبب قلة المغنيات والمؤديات اللواتي يحافظن على طابعه التقليدي. فقرر أن ينتج فيلماً يبرز هذا الفن ويعرّف الناس به ويشجعهم على الاستماع إليه والتعرف على قيمته.

ذكر خليفة أنه اختار الفنانة “زالو” كبطلة للفيلم، لأنها أشهر فنانة تؤدي وتغني فن تيندي في الوقت الحالي.

وأوضح أنها أيضاً أصغرهن سناً، وهذا يعني أنها تمثل جيلا جديدا من المغنيات اللواتي يحاولن إحياء هذا الفن ونقله إلى الأجيال القادمة.

وأشار إلى أنها تتمتع بموهبة فذة وصوت رائع وشخصية جذابة. وأعرب عن تقديره لتعاونها وتفتحها واستعدادها لمشاركة تجربتها ورؤيتها مع الجمهور.

وأكد أنها قدمت عرضاً مميزاً ومؤثراً.

تابع خليفة حديثه عن حياة ومسيرة زالو، وكيف نشأت في قرية صغيرة في جنوب ليبيا، وكيف بدأت بالغناء في الحفلات والمناسبات العائلية والاجتماعية، وكيف انضمت إلى فرقة “أكاكوس”، وهي فرقة نسائية تُعنى بفن تيندي، وكيف وصلت إلى شهرة واسعة في ليبيا والمنطقة.

ونبه إلى أن الفيلم يرافقها في إحدى حفلاتها، ويستعرض عدداً من أبرز أغانيها وقصائدها. وأفاد بأن الفيلم يُظهر أيضاً كيف تتعامل زالو مع التحديات والصعوبات التي تواجهها كفنانة، وكيف تحافظ على أصالتها وتجدد إبداعها.

أردف خليفة قائلاً إن الرسالة التي يريد إيصالها للجمهور من خلال الفيلم هي أن فن تيندي هو فن جميل وثري ومعبر، وأنه يستحق الاحترام والتقدير والحفاظ. وزعم أن هذا الفن يعبر عن هوية وثقافة وتاريخ شعب الطوارق.

ودعا إلى أن هذا الفن يحمل قيماً إنسانية وروحية واجتماعية عالية، وينشر رسائل السلام والتسامح والتضامن بين الناس. وعقّب على أن هذا الفن يمثل تراثاً وطنياً وإقليمياً وعالمياً، ويجب أن يحظى بالدعم والتشجيع والانتشار.

و عن تجربة التعاون مع الفريق الفني في هذا الفيلم، قال إنها كانت رائعة وممتعة.

واصفا الفريق بأنه يتكون من محترفين موهوبين ومتمكنين في مجالاتهم ومنهم عبدالعزيز الهاشي مدير التصوير، وهو صديقي المقرب وشريكي في العمل منذ عشر سنوات.

عمر صالح مصور ومسؤول الإنتاج، وهو شخص متعدد المواهب والمهارات. عبدالرحمن البخاري تقني الصوت، وهو خبير في مجاله ويمتلك معدات عالية الجودة. نحن نعمل مع بعضنا البعض في انسجام وتناغم وتفاهم. نحن نتشارك نفس الرؤية والهدف، وهو إنتاج أفلام تعكس حقيقة وجمال ثقافتنا.

” أضاف خليفة : “و قمنا في الفيلم بإنتاج أغنية مصورة من أغاني التيندي للفنان “إبراهيم منصور ” صحبة ” قروب آزجر ” سعيًا لجذب الشباب نحو هذا الفن ومحاولة الحفاظ على سيد فنون الطوارق .”

وكشف خليفة عن التحديات التي واجهتهم : “التحديات كانت عديدة ومتنوعة. أولاً، كان هناك تحدٍ زمني، فالفيلم كان جزءاً من مشروع إنتاجات جديدة لمؤسسة “CFI” الفرنسية لتطوير الإعلام، وكنت الليبي الوحيد في المشروع بمشاركة مغاربية من دول الجزائر وتونس والمغرب.

لم يكن هناك الكثير من الوقت للإنجاز من طرح الفكرة وملخصها وخطة العمل والتواصل مع الأشخاص المشاركين في الفيلم والتصوير وإعادة التصوير.

لذلك كنت مضطراً للعمل بسرعة وكفاءة ودقة، والاستفادة من كل لحظة ممكنة. ثانياً، كان هناك تحدٍ مادي، فالميزانية التي وفرتها المؤسسة للفيلم كانت محدودة، ولم تكفِ لتغطية كل التكاليف والمصاريف اللازمة للإنتاج.

لذلك، كنت مضطراً للبحث عن مصادر تمويل أخرى، والاستعانة بالدعم والمساعدة من الأصدقاء والمعارف والمؤسسات المحلية.

وثالثاً كان هناك تحدٍ فني، ففن تيندي هو فن حي ومتجدد، ويعتمد على الإلهام والإبداع والتفاعل بين المغنيات والجمهور. لذلك، كان من الصعب التقاط جوهره وروحه بالكاميرا، ونقله إلى الشاشة بطريقة تليق به وتعبر عنه. لذلك، كنت مضطراً للبحث عن أفضل الزوايا والإضاءة والصوت والمونتاج، والاستعانة بالخبراء والنقاد والمهتمين، والاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم.”

و أبدى خليفة سعادته وتفاؤله عن ردود الفعل تجاه الفيلم قائلا : “الاستقبال كان إيجابياً ومشجعاً. الفيلم حاز على الإعجاب والتقدير، ونال جائزة لجنة التحكيم المفضلة في مشروع إنتاجات جديدة لمؤسسة “CFI” وحصل على دعوة للمشاركة في مهرجان “إسني ن ورغ” في المغرب،

وهو أكبر مهرجان للسينما الأمازيغية في العالم. وأضاف أن الفيلم شارك أيضاً في عدة مهرجانات وعروض وندوات في ليبيا وخارجها، ولقي تفاعلاً واهتماماً من قبل النقاد والإعلاميين والمختصين والمهتمين.

و ساهم في نشر الوعي والمعرفة بفن تيندي وشعب الطوارق، وفي تقوية الروابط والتبادلات الثقافية بين الشعوب والمجتمعات المختلفة.

أما عن مشاركة فيلم تيندي في مهرجان “إسني ن ورغ” قال المشاركة أساساً إنجاز بالنسبة لنا، فالمهرجان اختتم قبل أسبوعين وتوج فيلم اسمه “إقاعات تامزغا” بالجائزة الأولى، وهو فيلم ليس مختلفاً كثيراً عن فيلم تيندي في الفكرة.

نحن لازلنا نعد أنفسنا في بدايتنا، والمشاركة والاستمرارية أكثر أهمية من الجوائز.” وأخيرا أعرب خليفة عن رغبته وطموحه: “

لدي خطط وطموحات كثيرة كمنتج للأفلام.

أحلم بإنتاج فيلم سينمائي فكرته موجودة لدينا منذ سنوات، ولكن لم أجد الموارد اللازمة لتحقيقها حتى الآن”.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :