مايشبه ترسب التجارب والمعرفة
سعاد سالم
تحبوها ولّا تكرهوها،مجتمعنا الليبي سّام
الشجاعة هي: مواجهة الحقيقة
المجتمع السّام هو بيئة اجتماعية تتميز بالسّمية والعلاقات السلبية بين أفراده.
يتسم هذا النوع من المجتمعات بوجود مشاعر الكراهية، التمييز، وتسود فيه مشاعر الحسد، التنافس غير الصحي، والتحكم.
في المجتمعات السّامة، تصبح العلاقات الاجتماعية ملوثة بالمشاعر السلبية، مما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية للأفراد وبالتالي الجسدية. لو ابن سينا بيننا لشخص أمراض الليبيين من سكري وضغط و وكلاوي وبروستات ومرّارة فايضة ناهيك عن أمراض القلب وحتى الأورام على أنواعها الحميد منها والخبيث على أنها مشاعر سلبية ،ونفس مسمومة، و تتجلى سمات المجتمع السّام في بيئات العمل(طالع مقالة صحافة زازية، إنها نسخة عن التخريب النفسي في العمل بسبب الإدارات السّامة) وفي المدارس (التنمر، ضعف أداء الهيئة التعليمية من المدير إلى هيئة التدريس، التحصيل العلمي المنخفض، تفشي الغش وعدم الخجل من فعله من التلاميذ إلى أولياء التلاميذ،ضعف المناهج التعليمية،وسيطرة أيديولوجية متطرفة على الدروس الدينية في كتب التربية الإسلامية، وطبعا التمييز)، و حتى العائلات لا تكون النواة الصالحة في المجتمع السّام، انتشار العنف الأسري، والجريمة،والتحرش، وتزايد حالات الانتحار، حيث يعاني الأفراد من ضغوطات نفسية بسبب التصورات غير الواقعية (الوهم، وهم الفضيلة،وهم المحافظ،وهم التدين،وهم الشجاعة،وهم الأصالة،وهم النقاء، وكل ما هو على وزن أفعل ، أفضل، أطيب، أنظف،أجمل، أنزك، إلخ) فيما تطفوا السلوكيات السلبية على كل مناحي الحياة، بسبب أن المجتمع السّام لا يصدق أنه مش محافظ ونازك بطبعه،و أنهم بشر،والبشر خطّاء، لهذا يكنس ويحط تحت لبساط.
مواصفات المجتمع السّام:
تتميز المجتمعات السامة بعدة خصائص، منها السيطرة والتحكم من قبل بعض الأفراد أو الجماعات، مما يخلق بيئة من الخوف والامتثال. كما يمكن أن تشمل التحيز والتمييز، حيث يتم التعامل مع الأفراد بشكل غير عادل بناءً على خلفياتهم أو معتقداتهم، وعلى اللون والنوع.مرا ولّا راجل، بنت ولاّ ولد(شو أقولك ياربي) بالإضافة إلى ذلك، انتشار قشور التدين، ديكور للشكل المتصور مستمد على الأغلب عند الأغلبية القطيعية من فيلم الرسالة، حيث الكفّار شينين والمسلمين اغزّلة، و حمزة صياد الأسود، و أكلت الأرضة كل شيء إلا باسمك اللهم.
لكن ماسبب هذا التحول المرضي؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تحولنا إلى مجتمع سام، منها التقاليد والثقافة المشوهة وتكدس الجهل الذي منهجه الاستبداد ،ومنع السؤال والاستهجان والنقاش ،ناهيك عن المعارضة والعمل الأهلي والأحزاب، والنقابات،وعرقلتها بشكل مقصود، بابقاء القوانين المقيدة للحريات في زمن الجماهيرية على حالها، زد عليها تصورات الاسلام السياسي للنساء(جواري وايماء،وللرجال اتباع يدينون بالطاعة لصاحب الأمر، واستمرار معاملة الناس كقصّر ،بالتحكم في الحياة الشخصية للأفراد، و مخالفة المعاهدات الدولية التي وقعت عليها ليبيا لتخرج من عزلتها،التي أدخلها إليها لوبانة الشريعة، التي رأينا بوادرها في أكثر من مناسبة ، في تماهي مع الأفكار المتطرفة التي أعلنت البلاد في شرقها وغربها محاربتها في معاركها مع دولة الخلافة التي لاتختلف في منهجها عن مطالبات وزير الداخلية الذي قرر أن يخيّط والليبيات يلبسوا، وأنه بوهم لكلام كلامه والسلام سلامه ، في تقليل من احترام الليبيات والليبيين على السواء، مختلقا معركة جديدة لم تبدأ اليوم بل منذ استخدام مفردة الحرائر، وبنت واخت وعمة وام وخالة الشهيد ، مرورا بقفل الكلية العسكرية للبنات، ووصولا إلى تقييد الزواج من أجنبي وعدم اعطاء الجنسية لأولاد الليبية من أجنبي، و آخرها بيلبسنّا وزير الداخلية التساتميل ،وبيغلف بنيات الابتدائي باش هو يخش الجنة وبيدير مسارب للرجال وأخرى للنساء ويحول لبلاد التي حاربت الاستبداد السياسي إلى منطقة استبداد ديني، على مثيل افغانستان( عاجبتهم الحضارة التي اقامتها طالبان) في استهانة بنضالاتنا نساء ورجال و على طريقة العقلية الذكورية في إدارة الفشل تلو الآخر وألقاء اللوم على من يتصورونها الحلقة الأضعف، الحرية(التي سبق وشوهوها)، والمرأة اللي نزّلت آدم مالجنة.
ثم ماذا ؟ المجتمع السّام زي الجرانة رافعها السيل وهى تزغرط، تتزايد الأزمات الاقتصادية أو السياسية،اخلق عدوا وهميا، أنه النساء قُصّتها طلعت مالتستمال، سروالها قفطانها،ولون عيونها، وحواجبها، المجتمع السّام يناصر فيه المظلوم الظالم، والمخنوب الخانب، والمحبوس السجان،وهكذا، المجتمع السّام يعادي الضحك والفرح والحياة، يعادي الفن والمرح، والبراءة، يعادي الجمال والترتيب والحرية والاحترام وعدم التدخل في شئون الغير، يقلب المفاهيم ويكره الانضباط والمعرفة و يعادي التغيير، المجتمع السّام موطن الكراهية والتشفي وحيث البقرة لمّا اطيح يكثروا سكاكينها.
ما الحل حسب المستبد؟
اللي مايبّي باط خميس يعدي يدوّر وين يعيش، وعلى هذا المنوال غزل وزير الداخلية ، اللي مايبّي نتحكمّوا فيه، يمشي لأوروبا، وقبلها قالنا لخ ضمير العالم امشوا لأفريقيا، المستبد لا يرانا كمواطنين لنا حقوق ، بل كموالي يطردنا من لبلاد كلما نمى إليه سخطنا،وخيار آخر(نحكمكم أو نقتلكم) وها نحن في زمن فيه وزير داخلية(سلطة تنفيذية) تهدد مواطنات ومواطنين يفترض أن وزارته مسئولة عن أمنهم، ناهيك عما أدت تصريحاته إلى رفع نسبة التحرش والمضايقات للنساء ، وماشكله كلامه اللا مسئول من توجس وخوف للنساء وعائلاتهم، وما يترتب على ذلك من خلق مناخ غير آمن، ورفع مستوى العداء تجاهنا كنساء.
ما الحل حسب الأحرار؟
الاعتراض، العصيان، السخرية من أفكار وأفعال المستبد كائنا من كان، ثم المبادرات المتعلقة بإنشاء منظمات مجتمع مدني مشروعها رفع الوعي،وفرضها كأمر واقع يحرك القوانين الجائرة نحو الإبطال، ونشر ثقافة الحقوق ومفهوم الحريات العامة والمواطنة ، واحترام الذات، والمرونة والتعرف على تجارب مجتمعات مروا بمحنة الاستبداد على أنواعها، وعن أهمية الصحة النفسية بعد الحروب ، وفرض اصوات جديدة على صحافة المواطن ، بعدما تم مسخ الصحافة الرسمية، وعدم ارتباطها بالناس، وذلك باستخدام مايعرف بالسوشيال ميديا ومنصات تيك توك ويوتيوب بعدما تم الاستيلاء على كل الراديوات والتلفزيونات و المنصات المدعومة، من مجموعات كارهي النساء والحياة الطبيعية بين الجنسين، ممن يسميهم علم النفس: أعداء المجتمع .
من جديد: لن نعود للقيود …..