تُرْكِيَا وَأورُوبَا بِأعْيُنٍ مُخْتَلِفَةٌ

تُرْكِيَا وَأورُوبَا بِأعْيُنٍ مُخْتَلِفَةٌ

  • محمود ابو زنداح

أظهرت مؤشرات الاستطلاع ما كان خافيا عن الأعين وتهمس به القلوب لدى البعض ، عصر أوروبا المستقلة عن أقطاب العالم قد ينهار نهائيا مع تصاعد اليمين المتطرف والجبهة الشعبوية وشعاراتها الإنسانية في كثير من البلدان الأوروبية وقد ازدادت هذه النظريات لدى الشعوب الأوروبية مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانعزال ألمانيا والصراع الحاصل بين إيطاليا وفرنسا في كثير من الأماكن وخاصة ملف ليبيا …. الساسة الفرنسيون يَرَوْن أن أوروبا قد انتهى مشروعها خلال العشرين السنة القادمة ولا يوجد مجال لفرنسا إلا للبحث عن موضع قدم لها في أفريقيا مع تسارع الصين القوي على أفريقيا وتقدم روسيا المتصاعد وابتعاد بريطانيا عنها ، يجعلها أمام تحديات كبرى …. هذه التحديات قد نطق بها القذافي قبل أن يموت عندما أعلن الولايات المتحدة الأفريقية مكان الاتحاد الأفريقي ، لأنه رأى في الاتحاد الأوروبي مجرد كيان مهزوم ولايمكن له البقاء أمام التحديات الكبرى ، هذه التحديات يمكن مجابهتها بكيان يكون مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، الكيان الوحيد في العالم الناجح والذي يمكن اتخاذه نموذجاً … هذه الرؤية ذهبت بها تركيا المتسارعة إلى طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي والخضوع لشروطه ، التي منها التخلي عن عنصر الدين والوصول إلى مناطق القوقاز ، لم يغفل القذافي إصرار تركيا بالركوع أمام خيمته فيما سبق لأجل تكوين دولة ضخمة على حساب المال والنفط الليبي … أردوغان لم يسعفه رد القذافي بقوله إن أوروبا لن تسمح بدولة مسلمة دخول النادي المسيحي وعلى تركيا الاتجاه إلى عرب آسيا وتكوين اتحاد إسلامي ….. وهناك من همس بالقول إن المسؤولين في ليبيا يَرَوْن في تركيا مجرد حصان جامح ممسوك بحبل طويل يمد له ومن ثم يمسكه بقوة فتبقى تركيا تدور في حلقة مفرغة … اهتزاز أوروبا بالأزمة الاقتصادية ونفاذ صبر تركيا جعلتهم يبحثون عن أفق لانسداد ولا يوجد من هو قريب لهم جغرافيا بكثير من الشعارات والباحث عن المشكلات إلا ((القذافي)) … رأى في تركيا العنصر الإسلامي المهم والقادر على حماية العرب بعد غدر أجدادهم العثمانيين ولكن نظرة الأتراك أشمل وأوسع من العواطف والحنين إلى الماضي في ليبيا وتخطت الشركات والاستثمارات المتبادلة ، فيما رأت فرنسا الانقضاض بدون منازع على النفط والبحث عن قواعد وموضع قدم في الجنوب يكون امتداد الأراضي الفرنسية للاحتلال وتبقى أعين الساسة تراقب بعضها البعض ولا مكان لرؤية الأوطان والبحث للحلول بمشاكل الناس في الوطن المنظور .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :