تقرير / زهرة موسى
من رحم المعاناة تولد المواهب ، فبالرغم من ملامح الذبول التي تسكن الشوارع و الأزقة بمدينة سبها إلا أنها بدأت تزهر بشبابها المكافح ، الذين رغم معاناتهم ونقص الإمكانيات يكافحون من أجل غد أفضل . جائزة دوركاس أظهرت الوجه المشرق للمدينة بدعم وتحفيز مواهب شبابية ، حيث نُظم بالمسرح الشعبي حفل لإعلان الفائزين بجائزة دوركاس الثقافية في دورتها الأولى التي تختص بتكريم المواهب الفعالة خلال العام 2018 في عدة مجالات : “مبادرات شبابية ، سيدة دوركاس ، الآداب ، الفنون التشكيلية “وقد حضر حفل التكريم عميد البلدية و مديرة مكتب الثقافة سبها و إعلاميون و ناشطون مدنيون ومهتمون بالشأن الثقافي في المدينة . دوركاس جائزة ترعى المبادرات الشبابية الفنية و الثقافية أوضحت ” أميرة النوري ” عضوةٌ مُؤسِسة لجائزة دوركاس للثقافة و الفنون ، “إن هذه الجائزة جاءت لتقييم الحراك الفني و الثقافي شبابيٌ أو غير شبابي ، و تكريم الشخصيات الثقافية و إعطائها نوعا من الدعم ، لتحفيزها للاستمرار في الإنتاج ، من هنا جاءت فكرة جائزة دوركاس” . واعتبرت ” أن الجميل في هذه الجائزة هو ترشيح مجموعة من مبادرات الفئات الشبابية التي كان لها أثر خلال العام الماضي في مختلف الفئات التي شملتها المسابقة .
وتابعت قائلة “أريد أن أوضح للكثيرين ممن يكررون الانتقاد بأن هناك أسماء كبيرة و قديرة لم تكرم في هذه المسابقة ، بأن هؤلاء لم تستهدفهم المسابقة ، و ليس هناك مجال للمنافسة بينهم وبين الشباب الجدد ، لأنهم ذوُو تجارب كبيرة ولهم مكانتهم في الجنوب ككل و في سبها بالتحديد ، و من هنا تم ترشيح وجوه شبابية جديدة لها أعمال جديدة برزت في العام ( 2018 ) ، و على هذا الأساس ثم اختيار المتسابقين ، وهذه الجائزة ستكون سنوية و ستزداد أعداد الفئات المترشحة للمشاركة . نخبة من فناني وصحفيي الجنوب شرفوا تحكيم جائزة دوركاس : قالت ” مبروكة عبد الله المدير التنفيذي لحفل جائزة دوركاس في دورته الأولى ” يختص هذا الحدث بتكريم الإنجازات الثقافية كل عام ، كانت هذه المرة على مستوى الجنوب ، و نأمل أن يكون العام القادم على مستوى وطني أكبر . ذكرت ” شملت الجائزة عدة مجالات فنية وهي ” الفنون التشكيلية ، الآداب ، المبادرات الشبابية ، سيدة دوركاس ” وتم تقييم المشاركين على يد لجنة التحكيم المكونة من عدد من المختصين والفنانين بمختلف المجالات ، وضمت لجنة التحكيم لهذا العام كل من ” عبدالمنعم الجهيمي ” إعلامي ” ، سليمة بن نزهة ” أديبة وصحافية ” فاطمة عموم ” شاعرة ” أسامة سالم ” فنان تشكيلي” ، خديجة الطاهر ، أميرة النوري ” عبدالعزيز الحسناوي ” ، وكل قيّم الأعمال حسب مجاله . أما عملية التصويت تمت بناءً على نسبة خمسين بالمئة من لجنة التحكيم ، و الخمسين الأخرى بالتصويت العام. ونوهت بأن عدة جهات قامت بدعم الحفل ، متمنية أن يكون الإقبال في العام القادم أكبر. دوركاس الحدث الحاضر و الزخم الغائب : وأفاد ” الأمين أبو زيد ” مقدم برامج في قناة ليبيا الوطنية “كانت لي مشاركة في تقديم هذا الحدث ، وكم تمنيت أن تحظى هذه الجائزة بالدعاية اللائقة بالحدث ، واستقطاب للحضور ، حيث كان من المفترض أن يكون عدد المقبلين عليه بحجم الحدث ذاته ، فلو أقيم هذا الحفل في المنطقة الشرقية أو الغربية لكان زخم الحضور أكبر، فقد خاب ظني من عدد الحضور اليوم ، ولم يكن تنظيم الحفل جيدا بوصفه حدثا يقام لأول مرة بالمدينة . أعرب ” جائزة دوركاس و المبادرة المشابهة لها تدعم الشباب ، و تظهر مواهبهم ، وتصقلهم ، و لكن حاليا إذا ما قمنا بتقييم الحفل وتحديد نسبة نجاحه ، 40% . أظهر ” المتسابقون موهوبون جدا ، و لكن عليهم البحث عن الموجه و المعلم المناسب ، حتى يصقلوا مواهبهم بشكل أفضل . بينت ” كانت المسابقة جميلة ، و حتى الذين لم يفوزوا فقد نالوا شرف طرحهم و إظهارهم ، و أخيرا أشكر كل الجهات التي قدمت الدعم لهؤلاء الشباب ، و ساهمت بأن يكون لهؤلاء الشباب حافز كبير للاستمرار في إبداعهم بمجالاتهم . سيدة دوركاس 2019 مؤسسة أول أستوديو نسائي في الجنوب حاورت فسانيا الفائزة بلقب سيدة دوركاس للعام 2018 “منال عبدالقادر الناجم ” المصورة الفوتوغرافية ” التي قالت ” كانت الجائزة عبارة عن مقترح قدمه شاب ، ليعكس الجانب الجميل للجنوب، من خلال جائزة ثقافية ، وتمت الموافقة عليها ، وتم ترشيح عدة أشخاص بمختلف الفئات ، فكنت إحدى المرشحات ضمن فئة ” سيدة دوركاس ” مع ثلاث زميلات ،لتأسيسي أول أستوديو تصوير نسائي في سبها في عام (2018) ، و الحمد لله فزت بجائزة سيدة دوركاس .
ونوهت ” كانت هذه بادرة جميلة ، ولكَمْ تمنيت أن يكون عدد الحضور أكبر ، فمثل هذا الحدث يحتاج إلى دعم معنوي أكثر من مادي ، و أتمنى أن يكون خلال الأعوام القادمة أفضل ، الجميل في الموضوع أن كل المشاركين هم شباب دون الخامسة والعشرين . الفائزة بجائزة دوركاس التشكيلية ” السوريالية و البروتريه والجرافيتي تميزي” : و أدلت الفائزة بالترتيب الأول في مجال الفن التشكيلي خديجة علي جيب الله بكلمة لفسانيا قالت فيها ” جاء ترشيحي للمسابقة بشكل مفاجئ ، و لكن الحمد لله كان لي رصيد من الأعمال المتنوعة التي ساعدتني على الفوز بالمركز الأول ، فقد سبقت لي المشاركة بعدة مسابقات جنيت منها التراتيب الأولى . وتابعت ” كانت مشاركتي متنوعة اللوحات منها ” الواقعية ، السريالية ، البورتريه، جرافيتي ” لم أختر أفضل الأعمال بل فضلت التنوع ، فالتنويع أصعب عملاً على الفنان حين يسعى للتميز في عدة أنواع فنية. وختمت ” إن مثل هذه المشاركات تساعد الفنان على النضج و تعطيه دافعاً للاستمرار ، وتعتبر هذه المشاركات رصيدا جيدا للفنان يدل على نجاحه “. يذكر أن ” الجوائز وزعت على الفائزين حسب الفئات : فكانت جائزة دوركاس في فئة الفنون من نصيب الرسامة خديجة جيب الله ، و حاز على جائزة فئة الآداب الشاعر أسامة كعوني ، وكانت جائزة أفضل مبادرة شبابية لفريق سبوت لايت في الجنوب ، و تحصلت على جائزة سيدة دوركاس المصورة منال الناجم ، وقد بادرت لرعاية فعاليات جائزة دوركاس لعام 2018 عدة جهات ” مكتب الثقافة سبها ، مركز دو ، التجمع الوطني فزان ، صحيفة فسانيا ، أستوديو هوس ، مركز سما ” .