محبوبة خليفة
ل(إلينا فيرانتي) الكاتبة المجهولة وترجمةالمترجم المبدع الأستاذ(معاوية عبد المجيد) (الأسورة) التي كشفت زيف الكبار وخواء قلوبهم وهشاشة علاقاتهم. في أحد الأيام قال الأب لطفلته غاضباً تشبهين عمتك، وأسرّتها في نفسها، ولم يمر ذلك اليوم كعادة أيامها أبدً لنقل كان فاصلاً لما قبلها وما بعدها.
وهكذا جرت المقادير فتَّشت غرفة أمها باحثةً عن صورة العمة التي عُيِّرَتْ بها ووجدتها غير واضحة تماماً لكن الدمامة لم تكن بخافية وهكذا سقطت دفقة قلق وبعض أحقاد في قلبها وتجمعت في الجسد الطري. مع الصور كانت الأسورة!!وعرفت الأم بأن أسرار الأسرة كُشفت وكان عليها أن توضح.
تعرفت الصبية على العمة بعد جهد كبير ورأت فيها ومعها عالم مختلف عالم العوز والانحدار المريع والحنان أيضاً،وبعض مكاشفات أدّت إلى كشف كذب الأب الارستقراطي الخَجِل من احوال شقيقته واخوته.
كل صفحات الرواية كانت بطلتها الأسورة الشاهد على كذب كل الكبار من حولها كانت تتنقل بين أبطال الرواية يهدونها لعشيقاتهم بروايات مختلفة ومعظمها كاذبة، كانت شاهدة ومعها عيون الصغار على حالات العلاقات المُريبة بين أفرد أسرتين صديقتين..
استمر الزيف والكذب حتى اللحظات الأخيرة حين ادَّعَتْ الصبية التي كبرت واصيبت بعدوى الكبار أنها تعود لميلانو لإحضار الأسورة نفسها وقد نستها صديقتها في بيت خطيبها وفي الحقيقةكانت تكذب فما جاء بها كان رغبتها في استمالة خطيب صديقتها غير أنها فشلت.. الأسورة كانت شاهد عيان على ضعف النفس البشرية وقد وفّرت لها الكاتبة كل أسباب الدهشة التي تربط القاريء بنصها البديع فيجري معها بعيونه وقلبه الواجف حائراً ومستغرباً في تتبع مسارها من ذراع لذراع ببريقها وبالخداع الذي صاحب سيرتها.