- المستشارة : فاطمة درباش
تتميز حقوق الإنسان بعدة خصائص أساسية، أهمها العالمية، وعدم القابلية للتجزئة، وعدم القابلية للتصرف، والمساواة وعدم التمييز. هذه الخصائص تضمن أن حقوق الإنسان مكفولة للجميع بغض النظر عن الجنس، أو العرق، أو الدين، أو أي وضع آخر، وأنها غير قابلة للتنازل عنها أو التجزئة، وأنها متساوية للجميع.
حقوق الإنسان والحريات العامة هما مفهومان متداخلان يشيران إلى مجموعة من الحقوق الأساسية التي يتمتع بها كل فرد لمجرد كونه إنسانًا، وتضمن له حياة كريمة وحرية في التعبير واتخاذ القرارات. هذه الحقوق والحريات تشمل الحق في الحياة، والحرية، والأمن، والتعليم، والصحة، وغيرها، وهي محمية بموجب القوانين المحلية والدولية.
حقوق الإنسان لا تُفقد بالتقادم، لأنها لا تُفقد حتى بمرور الزمن . لا يفقد الإنسان حقوقه حتى لو لم يُمارسها أو يُطالب بها. ومن الأمثلة على ذلك حرية الفكر ، والضمير والدين.
جميع حقوق الإنسان متآزرة وغير قابلة للتجزئة. ما يعني أنه لا يمكن أن نتمتّع بمجموعة واحدة من الحقوق بشكل كامل من دون المجموعة الأخرى، فحقوق الإنسان غير قابلة للتصرف. لا يجوز سلبها إلا في حالات محددة ووفقًا للإجراءات القانونية الواجبة . على سبيل المثال، قد يُقيّد الحق في الحرية إذا أدين شخص ما بجريمة من قِبل محكمة قانونية،حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة. وسواء أكانت حقوقاً مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، فهي جميعاً حقوق متأصلة في كرامة كل كائن إنساني. وتبعاً لذلك، فإنها جميعاً تتمتع بوضع متساوٍ كحقوق. وليس ثمة شيء يدعى حقاً ‘صغيراً’، وليس ثمة تراتبية في حقوق الإنسان.
هناك خصائص أخرى لمفهوم حقوق الإنسان، ومن هذه الخصائص ما يلي: عدم إمكانيّة انتزاعها، فليس لأحد الحق بأن يحرم شخصاً آخر من حقوق الإنسان حتى لو كانت بلاده لا تحترم تلك الحقوق وتقوم بانتهاكها، فتلك الحقوق غير قابلة للتصرف وثابتة. حقوق الإنسان ملك للبشر لا تُشترى ولا تُباع ولا تُورث، فهي متأصلة في كل شخص.
ومن أهم خصائص قواعد حقوق الإنسان أن حقوق الإنسان غير قابلة للتصرف، بمعنى أنه لا يمكن سلبها إلا في ظروف قانونية محددة مثل السجن بعد اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
حقوق الإنسان ملك للبشر لا تُشترى ولا تُباع ولا تُورث، فهي متأصلة في كل شخص. غير قابلة للتجزيء، فلا بدّ للبشر أن ينعموا بالعيش اللائق والكريم وأن يتمتعوا بالحرية والأمان،كما أن حقوق الإنسان عالمية فهي متساوية لجميع البشر دون النظر إلى أُصولهم أو أديانهم أو أعراقهم أو حتى أجناسهم.
وإن تمت المقارنة بين حقوق الإنسان بحسب مصادر تأصيلها او الصكوك العالمية التي تستند عليها سنجد حقوق الإنسان في الإسلام سابقة لغيرها فقد استمدت مبادئها وأحكامها من وحي الله عزَّ وجل دون أن يسعى أو يتطلع لها أي أحد، فهي لم تَنتُج وتتحقق بعد صراعات فكرية أو ثورات. مرتبطة ارتباطاً كلياً بالحاجات الفعلية للبشر وليس مجرد صيغة فلسفية. ثابتة لا تتبدل ولاتتغير مهما كانت الظروف والأحوال. منسجمة بشكل كامل مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فضَّمنها الإسلام في آداب المسلم وأخلاقه وجعلها مرتبطة ارتباطاً كلياً بالدين.
فقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو عبارة عن وثيقة قام بإعدادها أشخاص ذوو خبرة وخلفية ثقافية وقانونية من مختلف بلدان العالم، وتتضمن هذه الوثيقة حقوق الإنسان التي يجب على العالم أن يقوم بحمايتها. وتُعتبر هذه الوثيقة علامة فارقة في تاريخ حقوق الإنسان، وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بجلستها رقم مئة وثمانٍ وثلاثين والمنعقدة بتاريخ العاشر من شهر ديسمبر للعام 1948م بتبني هذا الإعلان، ويُعتبر هذا الإعلان هو الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم حيث سجل رقماً قياسياً في عدد اللغات واللهجات التي تُرجم لها.
حيث أن المتفق عليه بشكل عام أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو أساس القانون الدولي لحقوق الإنسان. ولقد كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تم تبنيه في عام 1948، مصدر إلهام لمجموعة غنية من معاهدات حقوق الإنسان الدولية الملزمة قانونًا.
فالهدف المتمثل في تمتّع كل إنسان بحقوق الإنسان يعني ضمنًا أنه لا ينبغي لأحد أن يتعرّض لانتهاك تلك الحقوق. لذلك فإن الوقاية من انتهاكات حقوق الإنسان تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من جهود الأمم المتحدة الرامية إلى حماية حقوق الإنسان وتعزيزها للجميع.














